تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

المسألة الرابعة: رغبته ورجاؤه من الذين يتدخلون في الحساب ان يخضعوا الحساب لما قال الله تعالى وقال رسوله صلى الله عليه وسلم وألا يخضعوا قول الله وقول رسوله لحسابهم حيث انهم يقولون بالرؤية الا ان تكون الرؤية مختلفة مع الحس فيجب ردها - وقال فضيلته - بأن هذا القول لا يؤيد أوله آخره.

نقول لفضيلته: نعوذ بالله ان نخضع قول الله وقول رسوله لقول كائن من كان. فنحن عباد الله وتحت السمع والطاعة لله امتثالا لقوله تعالى: "وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم".

فالله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم "يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج" ويقول تعالى في شأن مسار الشمس والقمر: "ولتعلموا عدد السنين والحساب" ويقول صلى الله عليه وسلم في شأن الصوم "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته" ويقول صلى الله عليه وسلم: (إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا وهكذا إلى آخر الحديث). فالصوم لا يثبت إلا بالرؤية والفطر لا يثبت الا بالرؤية. ولكن الرؤية لا تثبت الا بشهادة والشهادة يشترط لصحتها انفكاكها عما يكذبها وأن تكون من عدل فإذا كان موضوع الشهادة متعذراً فكيف تقبل الشهادة؟ فلو شهد عشرة رجال عدول بأن سعيداً قتل سعداً يوم الجمعة والحال ان سعيداً قد ثبت موته قبل الجمعة بأسبوع او اكثر فهل تقبل شهادة هؤلاء العشرة العدول؟

ما ذكره سماحته يمكن ان يتجه لمن يقول بإثبات دخول الشهر بالحساب وأما المعتدلون من علماء الفلك والمحققون من علماء الشريعة فهم يقولون باعتبار الشهادة بالرؤية اذا كان الهلال قد غرب بعد غروب الشمس فإذا لم ير وعلماء الفلك يقولون بأن الشمس غربت قبل غروبه فلا عبرة بذلك وإنما الاعتبار بالرؤية الشرعية المنفكة عما يكذبها. وخلاصة هذا القول ان الحساب الفلكي يعتد به في حال النفي دون حال الإثبات وبناء على هذا فقد اخضع المحققون من اهل العلم الشرعي نتائج علم الفلك لقول الله تعالى وقول رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم. ولم يكن الأمر كما ذكر فضيلته - حفظه الله - بأن أول هذا القول لا يؤيد آخره.

وقد تقدم فضيلته بإبداء رغبته من اخوانه علماء الفلك ومن اخوانه علماء الشرع المؤيدين لنتائج علم الفلك ان يكتفوا بالوقوف عند قول الله تعالى وقول رسوله صلى الله عليه وسلم. ونقول لفضيلته من هذا الضال المنحرف المؤثر حساب الفلك على قول الله تعالى وقول رسوله؟ سبحانك اللهم نستغفرك ونعوذ بك من ذلك ونبرأ من مثل هذا القول المنكر.

وكما ان فضيلته يرغب من اخوانه بما ذكر ونشكره على هذه الرغبة المبنية على خالص النصح والمودة فإننا نرغب الى فضيلته ان يدرك ان عصر معرفة الحق بالرجال قد ولى وحل محله عصر معرفة الرجال بالحق فالحق احق ان يتبع مهما كان جالب الحق حيث ان الحق حكمة والحكمة ضالة المؤمن.

وبعد فأرجو من سماحة شيخنا وحبيبنا وزميلنا معالي الشيخ صالح الا يكون ما كتبته مؤثراً على ما بيننا من محبة وأخوة وصداقة وزمالة قديمة وأتمنى ان اقدر على كشف ما في قلبي لسماحته من التقدير والمحبة والاحترام نتيجة ما اعرفه عن سماحته من صدق في النصح للبلاد وقيادة البلاد وأهل البلاد وما يتمتع به سماحته من التقى والصلاح والقوة في الصدع بالحق والنزاهة في اداء العمل ولكنه التناصح بيننا والتواصي بالحق وتصحيح المفاهيم.

والله المستعان وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. @ عضو هيئة كبار العلماء

ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[22 - 10 - 07, 02:25 ص]ـ

والله ان قلبى انشرح لمقال الشيخ ابن منيع - حفظه الله، وحفظ علمائنا الكرام،، ومما زاد هذا المقال قوة فى قلبى، هو السؤال الذى طالما استهلك من فكرى طاقات، وهو هل نحن مؤاخذون شرعا" اذا لم نستعن بما يفتح الله علينا من علوم الدنيا فى امور ديننا؟؟، كحال المرتحل فى الصحراء لايعلم لنفسه قبلة للصلاة ويحمل بين يديه بوصلة، هل اذا اجتهد برأيه دون اعتبار البوصلة، هل سيكون اعذر لنفسه عند الله؟ ّ!

،، وأيضا من فى البلدان التى لاتطلع عليهم شمس معظم أوقات السنة، هل اذا اكتفوا بغلبة ظنهم فى تعيين أوقات الشروق والغروب، وبالتالى أوقات الصلوات الخمس، هل سيعتبرون قد وفوا ماعليهم، ام سيؤاخذون وفى ايديهم الساعات وبين ايديهم التقاويم المحسوبة فلكيا"؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير