،، فعلى المتقدم فى هذه الخطوة نكون فى محل إتفاق جميعنا، وأرجو ان نكون قد فرغنا من هذه الخطوة، وأرجو ان نكون قد ان لا تثار هذه النقطة فى تباحثنا فى هذا المقال، ونتعداها الى الخطوة الثانية، وهى
ثانيا": إثبات هذه الرؤية لابد ان يكون بشهادة العدول، على الخلاف المذكور فى كتب الفقه فى العدد المعتبر، مع الإتفاق على إطمئنان النفس كلما زاد عدد هؤلاء، وكلما ثبت عدم تواظئهم على الكذب، وهذه الخطوة، ايضا مسلم بها، وليست محل نقاش، وأرجو ان نتعداها الى الخطوة التالية، وهى:
ثالثا: شهادة أهل الإختصاص، وشهادة العوام، والمقصود هنا باهل الإختصاص، ليسوا اصحاب العلوم الشرعية، ولكنهم أهل الصنعة والتخصص فى دراسة الكواكب والنجوم والشموس والأقمار، الذين يعرفون التفرقة بين النجم الساطع والكوكب المضئ وشتان بين هذا وذاك، ويعلمون لكل جرم سماوى اسما، ويدرسون نواميس حركة ودوران تلك الأجرام، وبستطيعون تحديد بدقة متناهية اين سيقع هذا النجم بعد وهلة من الزمن، ليس رجما بالغيب، ولكنه اعتمادا على دراسة قوانين الحركة لهذا النجم والتى قد افاء الله عليهم بعلمها وتعلمها، وهى مما يفتح الله على البشر من علم مكنون لاستخدامه فى حياتهم، وهى فى ذلك كقوانين الطب والهندسة وغيرها
،، الشاهد المرجو من هذه الخطوة، اذا تراءى اهل بلد مترامية الأطراف لكوكب مضئ فى السماء، وشهدوا لدى قاضى البلاد بان هذا هو الهلال، وشهد اهل المراصد الفلكية لهذ البلاد بان ماتراءه الناس هو كوكب وليس قمرا"، ومع افتراض عدالة هؤلاء وهؤلاء، فبأى الفريقين يأخذ القاضى؟
،، اليس مطلوبا منه التحرى والتماس الدقة اذا ماكان يقضى فى فى خصومة دنيوية، ويأخذ بالشهادة التى تترجح لديه بالقرائن الدالة على صدق الشاهد؟؟، فما بالنا فى الأخذ بهذه الشهادة المحتفة بقرينة ترجيح اثبات او نفى دخول ركن من اركان الإسلام وهو الصوم، او يوم العيد، ومن بعدهم شهر الحج؟؟ او ليس ذلك ادعى واولى؟
فهل ستطمئن نفس القاضى لشهادة عوام الناس اذا ماقال له اهل الإختصاص ان ماتراءاه الناس ليس هو القمر، وان القمر يستحيل رؤيته بالعين او بالمراصد؟؟
،، اذا كان الجواب " نعم" فقد انتهى بحثنا وهذا ماأظنه أراده الشيخ ابن منيع حفظه الله، وإن كان " بلا "، فلا أخال الاختلاف الا ان يكون فى مصداقية اهل الفلك ومشروعية هذا العلم، فقد كان ولازال بعض اهل العلم يظنونه ضرب من ضروب التنجيم ومعرفة الغيب، وهو ابعد من ذلك، ففرق بين من يتكهن وفرق بين من يدرس، وفرق بين من يتفكر ويتعلم ويتدبر نواميس الله فى جريان الشمس فى فلكها وحركتها وحركة النجوم والأقمار ويتعلمها، وفرق بين من يتكهن ويدعى الغيب ويربطه بحركة النجموم والكواكب، وسنضرب مثلا" حيا واقعيا" على صدق هذا العلم، وهى النقطة الرابعة:
رابعا": هنا فى مصر يوجد مثلا واقعيا" على مدى صدق ودقة علم الفلك، وانه علم قديم، قد من الله به على عباده، فمنهم من تعلمه واستخدمه لهواه، ومنهم من نبذه، ومنهم من اعتبره ضرب من الكهانة، ولكن هذا المثل يرد على هذا كله ويبقى لكم الحكم
،، فى مقابر الفراعين الطواغيت، يوجد مايسمى بتعامد الشمس على احد قبور هؤلاء
،، فى كل عام، فى نفس اليوم، وفى نفس الساعة وفى نفس الثانية، وبدقة متناهية، تدخل الشمس من خلال فتحة فى أحد الاهرامات على صنم بداخل هذا الهرم فتنيره وتستمر فى انارته بوقت ثابت حتى غروبها عنه
الشاهد من ذلك ان هؤلاء الفراعين، قد استقرؤا وعلموا وحسبوا حركة الشمس فى هذه البقعة من الأرض، وعلموا انها لاتغطى هذه البقعة الا فى هذا اليوم وفى هذه الساعة من كل عام، فشيدوا لانفسهم شاهد على أخذهم وتفننهم وبراعتهم فيما علموا من علم الفلك والهندسة والبناء،
ومنذ آلاف السنين تتكرر هذه الظاهرة، لا تنخرم او تميل قيد ذرة.
¥