تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

من أوجه المخالفة الإطالة الزائدة في الدعاء

التطويل في الدعاء من الاعتداء

8 - إن الدعاء الحالي يطيلون فيه إطالة تتعب المصلين وتجهدهم وتدخل الملل إلى نفوسهم، وإنني أجزم بأنه من الاعتداء في الدعاء المنهي عنه والذي هو من الأمور المنكرة التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: "بأنه سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء" إسناده صحيح ومن ناحية أخرى فإطالة دعاء القنوت مما يشق على الناس ويوقعهم في الحرج، ولذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم أشد النهي عن إطالة الصلاة فقد روى البخاري (1/ 172 - 173) عن أبي مسعود – رضي الله عنه أن رجلاً قال: والله يا رسول الله إني لأتأخر عن صلاة الغداة من أجل فلان مما يطيل بنا. قال: فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في موعظة أشد غضباً منه يومئذ، ثم قال: " يا أيها الناس إن منكم منفرين فأيكم صلى بالناس فليتجوز فإن فيهم الضعيف والكبير وذا الحاجة".

ولو نظرت إلى ما ورد من خطبه صلى الله عليه وسلم في الجمعة والعيدين ونحوهما لوجدتها قصيرة لا تكاد تزيد على عشر دقائق أو خمس عشرة دقيقة، وكذلك في دعائه صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء وغيره. فإنك لن تجد أطول دعاء له يبلغ خمس دقائق على أبعد تقدير، ومن شاء فليرجع إلى كتب السنة ليطالع صيغ أدعيته عليه الصلاة والسلام.

هدي النبي صلى الله عليه وسلم تقصير الدعاء

فهذه الإطالة غير معهودة في الشرع ومخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، ويكفي لبيان ذلك أن نتذكر حديث عائشة رضي الله عنه فقد روى الإمام الترمذي رحمه الله تعالى عنها أنها قالت: يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة. ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: قولي: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني" (سنن الترمذي 5/ 534 وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، ورواه كذلك ابن ماجة والحاكم عنها بألفاظ متقاربة، وصححه أستاذنا الألباني في (تخريج المشكاة 2091 وصحيح الجامع 4423) فهذا كل ما علم النبي صلى الله عليه وسلم عائشة أحب الناس إليه قاطبة إذا علمت يقيناً متى ليلة القدر، كلمات معدودات قليلات لا يتجاوز الدعاء بها لو كررت عشر مرات دقيقة واحدة.

فأين هذا مما اصطنعوه من الدعاء المملوء بالمترادفات التي لها من الصنعة البلاغية والبيانية نصيب كبير؟ الخير كل الخير في الإتباع وعدم الابتداع

وفي الختام أنصح إخواني الخطباء والأئمة والدعاة أن يلتزموا السنة ويدعوا البدعة ولو أعجبتهم، فليس المعول في أمور الدين على الذوق بل على الشرع، ولذكروا قول الصحابي الجليل عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما: "كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة ". وما أحسن ما روي عن إمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى حيث سأله أحد أصحابه عن المغبِّرة هل يجلس معهم؟ وهم قوم يجلسون مجالس يذكرون الله تعالى وينشدون بعض الأناشيد التي ترقق القلوب وتهيج النفوس وتحدث فيها الخشوع، ويضربون بعصي معهم الأرض إذا انشدوا، فيثيرون الغبار، فسموا بذلك، فأمره أن يدعوهم، ويجلسه وراء ستارة ليطلع على ما يجري في مجلسهم، فلما انتهى المجلس وانصرفوا دخل تلميذ الإمام عليه، فوجده يبكي متأثراً من ذكرهم وأناشيدهم، فسأله عن رأيه، فقال له: يا بني لا تحضر معهم، فإن هذا لم يكن عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعون لهم بإحسان.

قال أستاذنا الألباني حفظه الله معلقا ًعلى ذلك: وهذا غاية الإتباع للسنة وهدي السلف. وفقنا الله إلى إتباع سنته والاهتداء بهديه، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين0


نقله برمته مع التصحيح
عبد الله بن عويض المطرفي الهذلي

[email protected]

ـ[أبو رحمة السلفي]ــــــــ[30 - 10 - 07, 03:25 م]ـ
الأصل الذي لابد الرجوع إليه عند تضارب تلك الأقوال والفتاوى هو فعل النبي صلى الله عليه وسلم
قال تعالى ((فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ))
ولم يثبت هذا الفعل عن النبي صلى الله عليه وسلم وكل هذه الأقوال والفتاوى لا تغني في بناء الأحكام

ـ[المقرئ]ــــــــ[31 - 10 - 07, 04:33 م]ـ
هل الإمام مالك قال إنها بدعة

أين الأئمة المتقدمون من التجاسر على إطلاق البدعة من بعض المعاصرين

قد يكون في النفس البعض عدم ارتياح لها أو عدم رغبة وقد لا يختم إذا كان إماما

لكن هذا التجاسر الكبير على شيء فعله عثمان بن عفان وأحمد وسفيان وأهل مصر والحجاز والشام

هذا ليس من هدي السلف أبدا

ـ[أبو صالح التميمي]ــــــــ[31 - 10 - 07, 06:42 م]ـ
نعم، يا شيخنا المقرئ، لا فض فوك، يعملها أئمة كبار ونحكمهم إلى تعريف للبدعة بعدهم بقرون!!

ـ[أبو رحمة السلفي]ــــــــ[01 - 11 - 07, 03:50 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله , وبعد:
المروي عن الإمام مالك رحمه الله: أنه هذا الدعاء ليس من عمل الناس. وأن الختم ليس سنة للقيام في رمضان.
(لفتة من الشيخ العلوان حفظه الله) قال: كان الصحابة رضي الله عنهم يقومون في رمضان ليلاً طويلاً ويتكئون على العصي من طول القيام فهم في هذه الحالة يختمون القرآن أكثر من مرة ولم ينقل عن أحد منهم دعاء بعد الختمة. انتهى
قال العلامة (المحقق) بكر أبو زيد حفظه الله:
أنه ليس فيما تقدم من المروي حرف واحد عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن أحد من صحابته رضي الله عنهم , يفيد مشروعية الدعاء في الصلاة بعد الختم قبل الركوع أو بعده لإمام أو منفرد. انتهى
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير