ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[21 - 11 - 07, 02:47 ص]ـ
مذ قلتَ دكتور موراني: كما زعموا ... وأنت تتكلم في الدين ومنغمس فيه بكُليتك ... ولكن ما علينا ...
الأمور عندنا تتداخل دكتور موراني ... فالدين يوجه المنهج ويؤسس له ... والمنهج يخدم الدين ...
عمومًا يبدو أننا لم نتفاهم على ما هو الخطأ أو الشذوذ في بعض مسائل المستخرجة ... عندما يأتي نص في المستخرجة يقول: (قال: وسئل عن رجل قرأ في ركعة من الصبح بأم القرآن فقط، وأسر بها، أترى عليه إعادة الصلاة؟ فقال لا أرى عليه إعادة، وأرى ذلك مجزيا عنه، ولا سجود سهو عليه.
فقيل له: إذا قرأ بأم القرآن فقط سرًا فيما يجهر فيه بالقراءة لم تر عليه سجود السهو؟ قال: نعم، ولا إعادة عليه، وأرى ذلك مجزئًا عنه).
فهذا خلاف ما في المدونة ... وخلاف ما عليه الفتوى في المذهب المالكي من قرون متطاولة ... فحري أن يوصف بالخطأ والشذوذ.
وقوله: (قال: ورأيت مالكًا أحرم بالصلاة خلف الإمام فكبر .... .... فإذا سلم الإمام فقضى سلامه سلّم مالك عن يمينه، فقال: السلام عليكم، ثم سلم عن يساره، فقال: السلام عليكم، ثم ردّ على الإمام وقال: السلام عليكم ... ) الخ ما جاء في المسألة 1/ 413 من البيان.
فهذا أيضا كان من مذهب مالك رحمه الله فتركه ... والعمل اليوم على خلافه ... بل نص ابن القاسم في المدونة على أنه كان يأخذ به ثم تركه ... فهذا خطأ أيضا ينبغي أن يتفطن القارئ له ... ولا يظن أنه من مذهب مالك المعمول به ... وعلى هذا فقس دكتور موراني.
أما عمل الأئمة حول المستخرجة واحتفالهم بها فقد أجبتك عنه ... من خلال أقوالهم التي نقلتها لك من كتب طبقات المالكيين ... ولا غنى لنا عن النظر فيها جميعًا ... مطابقين ما فيها على ما نشاهده في الواقع الملموس ... ففي الكثير الغالب ما نجد توافقًا عجيبا ... وصدقا يدعو إلى الافتخار بأؤلئك القوم الكرام الذين حفظوا الأمانة قلبا وقالبا فما ضعفت ولا وهنت بين أيديهم ...
هداني الله وإياك - دكتور موراني - لما فيه الخير.
ـ[المستشرق موراني]ــــــــ[21 - 11 - 07, 03:04 ص]ـ
نعم , هداك الله
غير أنك لم تأت باجابة مقنعة على ما أنا كنت بصدده , ربما يراه غيرك من المشاركين ما هو الفهم الصحيح في قراءة التراث العتيق
فدمت بخير
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[21 - 11 - 07, 11:18 ص]ـ
نعم أسأل الله أن يهديني صراطه المستقيم.
قراءة التراث لها جوانب متعددة ... وحديثنا منها الآن مقتصر على صحة نسبة بعض الأقوال للإمام مالك وتلامذته جاءت في المستخرجة ... بعض علماء مذهب مالك - وهم أدرى بمذهبه - قالوا: إن في المستخرجة خطأ كثيرا ... وفيها مسائل شاذة ... بل مسائل مكذوبة ... ولم يتركوا الأمر هملا هكذا ... بل جاءت في أقاويلهم إشارات لأسباب ذلك ... منها أن صاحب المستخرجة كان مقصده الجمع ... ولم يهذب أو يفتش بعد التقميش والجمع ... ومنها: أن هناك مسائل لم تتصل له بالسماع ... ومنها: أن بعض تلامذته كان لهم دور في تجميع ما تضمنته المستخرجة ... ومن قال ذلك ليس بمتهم ولا جاهل ... لأنهم أئمة في مذهب مالك ... وأعرف بمذهب إمامهم وأقاويله من كل من وقعت له بعض الوريقات فنظر فيها بدون أن يكون له معرفة بأصول المذهب المالكي تفصيلا ... ولا معرفة بمنهج أصحابه في توثيق المرويات ... وطرق الترجيح بينها ... ومعرفة ما يقدم أو يؤخر منها ... ولا بمراتب كتب السماعات ... أو أمهات كتب المذهب ... أو مراتب رجالات المذهب ... و ممن تكلم في المستخرجة أئمة كانوا يقرئونها للتلاميذ فلا مجال لإتهامهم بشئ ... أو كانت تفصل بينهم وبين العتبي مفاوز ... فلا مكان للمنافسة أو الإقليمية حتى يقال الأمر مريب ...
وهذا كله لا يعني غمطا للكتاب أو جهلا بمكانته في حفظ أجوبة الإمام أو بعض تلاميذه ... أو أنه ليس من مصادر الفقه المالكي الأولى ... حتى يعترض معترض بأن المالكية الأُوَل احتفوا به وشرحوه ولخصوه وهذبوه ... فهؤلاء فعلوا ذلك مع علمهم بما فيها جملة وتفصيلا ... وربما لو تأمل متأمل في تهذيب ابن أبي زيد لوجد مصداق ذلك ماثلا بين عينيه ... فإن لم يجد تصريحا فليسأل نفسه إن وجد مسائل كثيرة حذفها ابن أبي زيد في تهذيبه للمستخرجة لمَ حذفها ... ثم ليتأمل جيدًا في بيان ابن رشد ... وليسأل نفسه لمَ يقول: وهذا على أصل مالك صحيح ... وهذه المسألة صحيحة على أصولهم ... أو كلاما هذا معناه ... ويقول أحيانا أخرى: هذا خلاف ما في المدونة ... فعلى ماذا يدل كل هذا ... ؟!!
دكتور موراني المسلمون - والعلماء منهم خاصة وتلامذتهم - لا يعتقدون العصمة في كتاب أبدًا إلا في كتاب ربهم ... فتراهم يعلمون يقينا أن في الكتاب الفلاني مرويات أو مسائل خطأ محض ... أو افتراء وكذب ... ومع هذا يدرسون الكتاب ... ويشرحونه ... ويلخصونه ويهذبونه ... لا يتركونه جملة إلا إذا تفاحش ذلك وغلب ... فهنا ربما تركوه بل حذروا تلامذتهم وغيرهم من المسلمين منه ... هذا شئ لا يخفى على مثلك ... ولكن أقوله للتذكير ورجاء أن أنتفع به وغيري ... والمستخرجة من هذا الباب ... وما حوته مسائل شرعية دينية ... فكل من تناولها بالبحث أو التحقيق حري به أن ينبه على ما قاله أئمة المذهب في بعض مسائلها ... مع التوضيح وضرب الأمثلة في ذلك كله ... فإن رأى خلافه كان حقًا عليه أن يبين ما في الكتاب مسألة مسألة .. وأنها لا تخالف ما نقل عن مالك أو تلامذته ... أو أنها موافقه لأصل مذهبه وطريقته في الاستنباط والاجتهاد ...
أما من أراد عدم غمس لسانه في الدين فليقف به حديثه عنها عند نسخها وأماكن وجودها وورقها ورقها وحبرها وخطها ... وطرق وصولها إلينا وأسانيد مؤلفها في نقل السماعات التي تضمنها كتابه ... ولا يزيد ...
فإن كان لك رأي آخر - دكتور - فعلى يديك انحجوا - من الحج وليس من الحُجة - كما تقول العامة عندنا ... وخاصة أنك قد حققت جملة صالحة من كتاب الحج بالمستخرجة ... فأنت فقيه في مسائل الحج الآن.
هداني الله لفهم صحيح في قراءة كتب التراث.
¥