*رابعا: فإذا فرغت من الدعاء، انزل ماشيا، إلى أن تصل إلى العلم الأول، وقد وضع لذلك إشارة خضراء، فإن بلغته، فيستحب لك أن تسعى سعيا شديدا، حتى تصل إلى العلم الثاني، وقد وضع لذلك أيضا إشارة خضراء، ثم تمشي بعد ذلك، حتى ترقى على المروة، فتفعل على المروة مثل ما فعلت على الصفا، فإن لم تستطع ذلك، فالواجب أن تنتهي عند أول ارتفاع من الأرض على المروة، من أجل أن تكون قد قطعت كل المسافة بين الصفا والمروة.
وتستطيع أن تستدل على مقدار المسافة التي يجب قطعها بين الصفا والمروة، بممر العربات، فعند انتهاءه تنتهي المسافة الواجب قطعها، ولكن يستحب أن ترقى على الصفا والمروة كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
*خامسا: ويجب أن تسعى سبعة أشواط، و تكون البداية من الصفا والنهاية عند المروة، فالمسافة بينهما شوط واحد، حتى إذا انتهيت من آخر شوط على المروة، فقد أتممت السعي.
*سادسا: ويستحب لك أن تكون في أثناء السعي، ذاكرا لله تعالى بأنواع الذكر من قراءة القرآن والاستغفار والتسبيح والتهليل، كما يستحب الوضوء ولا يجب، فإن كنت غير متوضأ جاز لك أن تسعى من غير وضوء.
*سابعا: ولا تجب الموالاة بين أشواط السعي، فيجوز لك أن شعرت بتعب، أن تستريح ثم تعود فتكمل على ما سبق، حتى لو طال الفصل، فلا بأس بذلك.
*ثامنا: كما لا تجب الموالاة بين الطواف والسعي، فيجوز لك بعد الطواف أن تستريح إن احتجت إلى ذلك، ثم تعود إلى السعي بعد ذلك.
... الحلق والتقصير:
بعد ذلك يجب عليك إن كان حجك، حج تمتع، أن تقصر من شعرك، وذلك بأن تقص من جميع الشعر، لا من أطرافه كما يفعل الجهال، والحلق أفضل، ولكن لانك سوف تحلق رأسك عند التحلل من حجك، فالأفضل هنا أن تقصر فقط إلا إن كنت قدمت مبكرا في شهر شوال مثلا فالحلق أفضل، لان شعر رأسك، سيتوفر إلى العاشر من ذي الحجة.
أما إن كنت قارنا أو مفردا للحج، فلا تقصر ولا تحلق، لانه يجب عليك أن تبقى على إحرامك حتى تتحلل من الحج في يوم النحر.
والمرأة تقص من طرف شعرها قدر أنملة.
... قطع التلبية للمعتمر والحاج:
وإن كنت متمتعا فإنك تقطع التلبية إذا شرعت في الطواف، وأما إن كنت قارنا أو مفردا فإنك التلبية لا تنقطع إلا برمي جمرة العقبة يوم النحر.
... التوجه إلى منى يوم التروية:
إذا جاء يوم الثامن من ذي الحج، وهو يوم التروية، سمى بذلك لان الناس كانوا يتروون الماء في ذلك اليوم، لحاجتهم إلى الماء في منى والمشاعر، إذا جاء هذا اليوم، تحرم قبل الزوال بالحج من أي مكان من الحرم أنت نازل فيه.
وأما إن كنت قارنا أو مفردا، فإنك لم تزل على إحرامك، ثم تتوجه إلى منى فتصلي فيها الظهر والعصر والمغرب والعشاء، تقصر الصلاة الرباعية ــ إن كنت ممن يقصر الصلاة ــ والأفضل أن تصلي كل فرض لوقته بلا جمع، وتبيت بمنى ليلة عرفة، وهذا المبيت سنة ليس بواجب، وقد فعله النبي صلى الله عليه وسلم.
من أين يحرم الحاج والمعتمر في مكة:
والحاج يحرم بالحج من أي مكان من مكة، فقد أحرم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من منزلهم الذي نزلوه في مكة وهو الابطح، متفق عليه، وأما المعتمر فيحرم من أدنى الحل، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن بن أبي بكر أن يخرج بعائشة رضي الله عنها إلى أدنى الحل لتحرم بالعمرة متفق عليه، وسواء كان الحاج والمعتمر من أهل مكة أو جاء إليها من خارجها.
... إلى عرفة:
ثم الأفضل أن تصلي الفجر في منى بعد البيات فيها، وتبقى حتى تطلع الشمس،، ثم تسير من منى إلى عرفة بعد طلوع الشمس، ويسن لك أن تنزل بنمرة وهو موضع بجانب عرفة، حتى إذا زالت الشمس، تدخل إلى عرفة، وتسمع خطبة الإمام، وتصلي الظهر والعصر قصرا وجمع تقديم، وتبقى في عرفة إلى الغروب، يستحب لك في أثناء ذلك أن تكثر من الدعاء والتلبية وذكر الله تعالى.
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال صلى الله عليه وسلم (خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) رواه أحمد والترمذي.
¥