تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكيف لا نقلق، ولا نشير لهذا الشأن، ونُلْمِحُ لأمرٍ جَلَل،ونحن نرى صفوف المصلين في المساجد لا زالت تزخَرُ وتكتضُّ بالكهول الصادقين، وبعضِ الشباب الصالحين، وبمُضَاعَفِ عدَدِهم في مختلف السُّبُلِ والطُرُق، أو في البيوتاتِ كالأبكارِ والعوانس؛ حُجَّتُهُم داحضةٌ، وصنائِعُهُم تَبَاب، أو كأصنمةِ قريشٍ لكن ليست حوالَيَّ الكعبة؛ بل أمامَ القنوات الفضائِحيةِ التي تضمُّ بين أروِقَتِها (خبيث وخبيثة يُعلنان الفاحشةَ بوقاحة، ومسلسلاتٍ آثمة، وأغانٍ ساقطة، وسهراتٍ

فاضحة، وقصصٍ داعرة، وعباراتٍ مثيرة، وحركاتٍ فاجرة، وإغراقٍ في المجون، لا رقيب ولا حسيب، ولا راعٍ للرعية .. ) (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn2) .

آلنصر والتَّمكين يكون حليفَ أمةٍ هذا حالها؟! وتلك بضاعةُ أفرادِها؟!

قيل ليهوديٍّ: أن الإسلام بأهلِهِ قادم إليكم، وسيدُكُّ صروحَ إسرائيل، ويطردونكم من الأرض المقدَّسة. أتدرون ماذا أجاب؟

قال هذا صحيح؛ ولكنهم كما أُخبرنا في كُتُبِنا وأسفارِنا، أن اكتضاضَهم لصلاة الفجر في المسجد، مثل اكتضاضِهِم لصلاة الجمعة.

ضيعوا ركن الدين، وأساسَهُ المتين، متى؟؟

في موسمِ العفوِ والغفرانِ والتعرُّضِ لنسائمِ الصفحِ والإيمان ... يا للعجب!!

الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم مبيِّناً العلامةَ الفارقةَ بين المسلم وبين من لعنهم الله وغضب عليهم وأعدَّ لهم جهنم وساءت مصيرا (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر) ...

اعلموا رحمني الله وإياكم:

رقيُّ الأمةِ، وتأييدُ قُواها، وتأمينُ عُدَّتِها، قائمٌ ــ بعد التوحيد ــ على إقامةِ الصلاة؛ بما تعنِيهِ كلمة (إقامة) من معنىً مرادٍ للشارع الحكيم ..

فإن صفوف المصلّين في جميع الأمكنة، هي الصفوفُ التي لازالت تُخيف الأعداء، وهي التي يُخطط لتدميرها العلمانيون وأذنابُهُم، وإلا لكانت الأمةُ الإسلامية في إحدى أسطرِ كُتُبِ (المواضي والذكريات) .. !

قال ابن تيمية ((اتفق الأنبياء على فرضية الصلاة، واختلفوا في هيئاتِها عندهم)) وقال: ((فرض الله العبادات كلَّها في الأرض إلا الصلاة)).

فكفى عبثاً بالصلاة: لأجل دنياً ظلها زائل.

فكم راحةٍ أتعبَت أهلها وكم دَعَةٍ نتجت عن تعبْ

أنتم أنتم لا غيركَم أعني (أيها الهازلون) دعوا المصلحين يُكْمِلون مسيرَ موكبٍ قادَ أولَّ أشواطِهِ محمد صلى الله علي وسلم،فجراحُ الأمةِ غائرةٌ،قتلٌ وتجويع، هتكٌ للحرمات الممنوعةِ ديناً وقانونا، وسلبٌ للممتلكات ..

أيها الهازلون؛ لازلتم تعطِّلون وتعرقلون حركةَ المصلحين، ففيقوا وأفيقوا.

كلما انطلق الأخيارُ خطوة؛ أرجعتموهم ألفَ ميل!!

فاللهَ اللهَ بالرَّشادِ، فإن بابَ الله مفتوح، وجودَه لطالِبِهِ ممنوح، وإلا يكن ما طلبناه؛ فلا تلُم إلا نفسك، وابكِ على ذنبِك طولَ عُمُرِك ...

ومن العجائب والعجائبُ جمَّةٌ قُرب المكان وما إليه سبيلُ

كالعِيسِ يقتُلُها الظما والماء فوق ظهورِها محمولُ.

...

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين:

ومن الأمور التي ينبغي أن نُخصِّص لها جزءا من وقتِنا اليومي في هذه الأيام الفاضلات (الصوم)، قال الله تعالى في الحديث القدسي (] كل عمل ابن آدم فهو له إلا الصوم فإنه لي، وأنا أجزي به .. (فيُستحب صومُ هذه الأيامِ أيُّما استحباب، قال الإمام النووي ـ رحمه الله ـ ((يستحب صوم أيام العشر استحبابا شديدا)) وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح فضلَ صوم النافلةِ فقال: ((من صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا)) أي سبعين سنة.

وثبت من حديث هنيدةَ بنِ خالدٍ رضي الله عنه عن امرأتِهِ عن بعض أزواجِ النبي صلى الله عليه وسلم قالت ((كان رسول الله يصوم تسع ذي الحجة، ويومَ عاشوراء، وثلاثةَ أيام من كل شهر))، وغداً هو يومُ عرفة الذي احتسَبَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن صيامَه يكفِّرُ السنةَ الماضية والقابلةَ، فاحرصوا على صومِه، يارعاكم الله ...

والصوم بالنسبة للمسلم ـ ذكراً وأنثى ـ قد يَحمِلُهُ على الإرهاق والضعف، فلذلك كان للصابر عليه أجراً لا يُحصِّلُهُ إلا هو؛ مع من أنعمَ الله عليهم ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير