أما المعالجون الحاليون فيقرؤون على إخراج الجن وليس على الأمراض المادية من لدغة وغيرها، بل في احوال الأمراض العادية يقولون: إذهب الى الأطباء العاديين!! مما يدل على ضعف اليقين.
· أن الأمر فيه ما فيه من تزكية النفس وان الراقى عنده الإخلاص والتقوى والقبول .......
والله تعالى يقول: (فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى) النجم. وقال تعالى: (ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا) النساء.
فأين بعض الأخوان الذين يتخذون الرقية بالقرآن كمهنة و منهم من بلغ به الحد –عندنا في الأردن - إلى حد الأعلان عن ذلك بالجرايد وكتابة ذلك على يافطات محلاتهم وعلى بطاقاتهم الشخصية عبارة: "رقيا شرعية".
ولا أدري ما وجه ذلك غير تزكية النفس ودعوى القبول والإخلاص وأي شيء هو غير ذلك إذ يدعون الناس ليعالجوهم بالفاتحة مع أن "المراجعين" يحفظون الفاتحة!!!.
· ومن مفاسد ذلك أيضا فتح الباب على مصراعيه لهذا الأمر الغريب أمام من هب ودب فإذا كان زيد يعالج بالقرآن فلماذا لا يفعل ذلك عمرو؟!!. وفي ذلك التعامل مع النساء والإختلاء بهن. فما وجه الإجازة بذلك؟؟ وهل يحق لكل إنسان أن يجيز نفسه ويفعل لذلك؟؟ مستغلين بذلك جهل الناس أو عدم إهتمام الكثير منهم ... !!
· إن أخذ الأجر من ناحية أخرى يجب أن يكون مقابل الشفاء التام كما افتى بذلك شيخنا عبد الله الجبرين حفظه الله لأنه خلاف ذلك لا يجوز أخذ أجر مقابل لا شيء. والتثبت من الشفاء في هذه الحالات يكاد يكون مستحيلا لأن الشيطان ربما يخنس لوقت معين ثم يعود من جديد.
وأقول أن من المعالجين من يأخذ أجورا باهظة مقابل ذلك ومنهم من يحتال إلى ذلك –كما حدثني بعض الأخوة عن معالج صاحب تكسي أجرة في مدينة المفرق (شمال الأردن) يقول: أنا أعالج مجانا ولكن أريد أجرة التاكسي فيأخذ 15 دينارا أجرة التاكسي مقابل ما أجرته حقيقة لا يتعدى 3 دنانير.
· السبيل للشفاء منه بترك المعاصي والأستعاذة بالله منه بقلب حي يقظ مليء باليقين: قال تعالى: (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم * إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون * إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون (النحل ألآيات 98 - 100
ومن كان ملتزما مؤمنا وأصيب بشيء من هذا فليصبر حتى يشفيه الله تعالى. وقال تعالى: (إن رحمة الله قريب من المحسنين) الأعراف
حتى من أصيب بمرض عضوي فليصبر، وليبحث فقد قال صلى الله عليه وسلم: "ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء" البخاري.
ورواه أيضا النسائي وابن ماجة مع الزيادة: "علمه من علمه وجهله من جهله" وأخرجه أيضا بهذه الزيادة ابن حبان والحاكم وصححاه.
فطالما ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر بالعمل بالقرآن على وجه معالجة الناس به كمهنة فإن عمل ذلك بدعة في الدين، أي حرام.
ولا يتداوى بحرام، فقال صلى الله عليه وسلم: (تداووا ولا تداووا بحرام)
وقال ابن حجر في شرح حديث:" ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء"
"وفيها التقييد بالحلال فلا يجوز التداوي بالحرام ".
· منهم من يقول بالقراءة على الماء والزيت وقال صلى الله عليه وسلم: "كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة) رواه الترمذي وقال حسن صحيح. ولم يقل صلى الله عليه وسلم: أقرؤوا عليه القرآن!!
وإن كان بعض الأئمة فعل ذلك ففعله مرة أو مرات قليلة وليس كمهنة، وكل يؤخذ من قوله ويرد عليه إلا النبي صلى الله عليه وسلم.
بل من بعض المعالجين الحاليين –كما سمعت -من يقرأ على ماء زمزم!!!
لم أقصد في مقالتي أعلاه الصوفية وأصحاب الرأي وأمثالهم، فأولئك موضوع آخر
هذا، فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمني ومن الشيطان .........
والله ولي التوفيق والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 10 - 07, 12:02 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم على هذا التفصيل الطيب المفيد وعلى إثارة البحث في هذا الموضوع المهم للمدارسة والمباحثة كما تفضلت حفظك الله وبارك في علمك.
وحول النقل السابق من كتاب (بيان الأدلة العقلية والنقلية في الفرق بين الرقية الشرعية والرقية التجارية)
¥