ـ[كاتب]ــــــــ[10 - 11 - 07, 11:45 م]ـ
على ضوء ما سبق لعلك تدرك لماذا اختفى ثُلَّة من أفضل الرقاة وأخلصهم، كالشيخ أبي يوسف (الدكتور صالح الزهراني) والشيخ وحيد عبد السلام بالي، غفر الله لهما حيث كانا ورضي عنهما حيث ما أقلتهما أرض وأظلتهما سماء. وسار على دربهما جمٌ غفير من الأخوة الرقاة، فتركوا التفرغ لهذا الأمر، وما فعلوا ذلك إلا لفقههم رحمهم الله.
قبل أن تذهب إلى المعالج
فإن اضطُررت للذهاب لمعالج من المعالجين، فاحرص أشد الحرص على مراعاة جملة أمور، نذكرها لك هنا، وحريُّ أن تُكتب بماء الذهب:
يقول أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني وفقه الله (*): كثر في الآونة الأخيرة انتشار السحرة والمشعوذين والدجالين، وأكثر من ذلك وأدهى وأمر انتشار مدعي الرقية الشرعية الذين صالوا وجالوا وأكلوا أموال المسلمين بالسحت والباطل، وانتهكوا أعراضهم، وأساؤوا إلى الرقية الشرعية أيما إساءة، وجعلوا من الرقية موضع قذف وتشهير مما لا خلاق لهم.
ومن هنا كان حري بالمسلم قبل الذهاب إلى هؤلاء سؤال العلماء وطلبة العلم والدعاة عن أحوالهم ومنهجهم وعقيدتهم، وسوف أستعرض معكم [أهم] الصفات التي يجب أن يتحلى بها المعالج كي يكون أهلاً لحمل أمانة هذا العلم، ومنها:
1) - التحري والتثبت والتأكد من منهج الراقي وسلامة عقيدته وتوجهه: فانتفاء هذه المقومات لدى المعالج تورث إثما عظيما للمريض لعدم تثبته منها ومن كافة الجوانب المتعلقة بها، ولا بد أن يعلم أن فاقد الشيء لا يعطيه، وهنا تكمن أهمية سؤال العلماء وطلبة العلم الثقاة.
2) - الحذر من الاستجابة للعامة فيما يختص بالعلاج أو المشورة: أو الذهاب معهم إلى أناس يزعمون أنهم يرقون وهم حقيقة من الجهلة أو الدجالين والسحرة والمشعوذين.
3) - يجب الحرص على أصول العقيدة والعودة في كل المسائل التي قد تشكل على المصاب إلى العلماء وطلبة العلم: وربما ذهب الشخص إليهم فيقع فريسة لعبثهم واحتيالهم، وقد يزين الشيطان للمصاب الشفاء بعد ذهابه لهذا الجاهل أو الساحر أو الكاهن فيفقد دينه وماله وصحة بدنه، ولو صح بدنه لكانت خسارته في دينه فادحة لا تعادل ما كسبه، وبقاء المرض مع حفظ العقيدة والصبر وتحمل الابتلاء فيه أجر عظيم وثواب جزيل، إذا احتسب ذلك عند الله سبحانه وتعالى.
4) - وكل ذلك لا يقاس بعدد رواد فلان من الناس؛ بل الأساس في ذلك التثبت من المنهج والمسلك وصحة العقيدة لذلك الرجل، وهذه مسؤوليتنا جميعا، فإن كانت كل تلك المقومات صحيحة سوية لا يشوبها شك أو لبس ونحوه، إضافة إلى إقرار العلماء وطلبة العلم لذلك المعالج، عند ذلك يكون الأمر قد سلك المسلك الشرعي الذي لا بد أن يكون عليه، إضافة للمتابعة والتوجيه والإرشاد، أما ارتياد هؤلاء الجهلة بناء على قول فلان وفلانة وازدحام الناس عليه، فهذا من أعظم الجهل، ولا غرابة فسوف تتبدد الحيرة والدهشة، عند الحديث عن المخالفات الشرعية لدى بعض المعالجين، والتي سوف يتضح من خلال اقتراف بعضها تدمير العقائد وتشتيت الأفكار، مع أن الواجب الشرعي يملي مخافة الله وتقواه لكل من يتصدر ذلك الأمر، والذي نراه اليوم ونسمعه أن هذه الفئة استغلت ضعاف الإيمان وحاجتهم للعلاج فأصبحت تنفث سمومها بادعاء الرقية الشرعية، ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أبين بأن البعض بتصرفاته وأفعاله، يقوم بعمل لا يقل خطورة عما يقوم به السحرة والمشعوذون، فإلى الله المشتكى، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وتحت هذا العنوان لا بد من الإشارة الإجمالية لبعض النقاط التي لا بد من الاهتمام بها لإلقاء نظرة عامة على المعالج وتقييمه وتحديد منهجه وطريقته، ويجب الحرص أن تكون هذه النظرة نظرة شمولية لا تقتصر على جوانب معينة دون الاهتمام بالجوانب الأخرى التي بمجملها تحدد طبيعة الشخص ومنهجه ومدى اتساق طريقته مع منهج أهل السنة والجماعة، وأوجز ذلك بالأمور التالية:
¥