تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

3) - العلم الشرعي، وبالقدر التي يحتاجه المعالج في حياته لمتابعة الطريق القويم الذي يؤصل في نفسيته تقوى الله سبحانه أولاً، ثم توقّي الابتداع في مسائل الرقية، فلا يأخذ من هذا العلم إلا ما أقرته الشريعة أو أيده علماء الأمة وأئمتها.

4) - المظهر والسمت الإسلامي، فمن الأمور التي لا بد أن يهتم بها المرضى مظهر المعالج العام من حيث التزامه بالسنة في شكله ومظهره، والمعنيّ من هذا إطلاق اللحية وتقصير الثوب ونحو ذلك من أمور أخرى، مع الالتزام في التطبيق العملي قدر المستطاع لنصوص الكتاب والسنة، واقتفاء آثار الصحابة والتابعين وسلف هذه الأمة وأئمتها.

5) - المحافظة على الفرائض والنوافل، من حيث أداء الصلوات مع الجماعة والمحافظة عليها في وقتها ونحو ذلك من أمور العبادات الأخرى.

6) - الورع والتقى، وهي من أهم الصفات التي لا بد من الاهتمام بها وتوفرها في المعالج لكي يستطيع تقديم صورة بيضاء ناصعة عن هذا الدين وأهله، ويجب على المعالِج تقوى الله سبحانه وتعالى في السر والعلن، والتورع قدر المستطاع في التعامل مع المرضى، ويجب أن تكون غايته وهدفه مرضاة الله سبحانه وتعالى، لا كما يفعل بعض المعالجين اليوم، فتقتصر النظرة إلى ما في جيوب المرضى من دينار ودرهم، ونسوا أو تناسوا ما عند الله سبحانه وتعالى من نعيم مقيم لا يفنى ولا يبلى، وفيه الخلود والسعادة الأبدية.

7) - التواضع وخفض الجناح والبشاشة ورحابة الصدر، وحقيقة الأمر أن هذا الموضوع من الأمور المهمة التي لا بد من الاهتمام بها غاية الاهتمام لكلا الطرفين المعالِج والمعالَج، حيث أصبحنا نرى كثيراً ممن سلك طريق الرقية الشرعية وبدأ فيها بداية طيبة محمودة، أصبحت تراه بعد فترة من الزمن يمشي مشية المتكبرين ويتكلم بكلام المترفعين، وينظر إلى الناس من حوله نظرة احتقار وازدراء، وهذا والله هو الخسران المبين، ولا بد للمعالج من تقوى الله سبحانه وتعالى وإعادة الأمر كله له، فلولا حفظ الله سبحانه وتعالى له لتلقفته الشياطين منذ أمد بعيد، فليشكر الله، وليعامل الناس بما يحب أن يعامل، فعليه أن يكون متواضعاً ليناً، البشاشة تعلو محياه، وخفض الجناح أساس مسعاه، فيصبر على المرضى ويتفاعل مع مشاعرهم وأحزانهم، ويظهر لهم حقيقةً أنه يشاركهم فيما يحملون من مرض وابتلاء، وعندئذ سوف يكون التواصل بين المعالج والمريض، ومن ثم تتجسد المحبة والألفة وهذا من أكبر دواعي الشفاء بإذن الله سبحانه وتعالى.

8) - المنطق والحديث، وأعني بذلك أن المعالج لا بد أن يكون له منهجاً واضحاً يعتمد أساساً على مرجعية الكتاب والسنة وأقوال علماء الأمة الأجلاء، وعليه أن يعود في المسائل المشكلة إلى العلماء وطلبة العلم للاسترشاد بآرائهم والتوجه بتوجيهاتهم، لا كما يفعل كثير من جهلة المعالجين فجعلوا قائدهم في التوجه والتصرف الأهواء والشهوات وأصبحوا وكأنما يمتلكون علماً لدنياً لم يحزه أحدٌ سواهم، بل أصبحوا وكأنما قد جمعوا العلم من أطرافه، وإليك قصة أحدهم نقلاً عمن راجع هذا المعالج: جاءني رجل في العقد الثالث من عمره وقد رأيته حالق الرأس فسألته عن سبب ذلك، فأخبرني بأنه قد راجع معالجاً فأشار عليه بحلق رأسه والعودة إليه مرة ثانية، ففعل، وما أن عاد إلى هذا المعالج حتى أخذ يعمد لإجراء قياسات له في رأسه بواسطة (المغيض – مطاط)، ويكون ذلك القياس عرضاً وطولاً فإن توافق القياس فالرجل سليم، وإن لم يتوافق هذا القياس فالرجل يعاني من أمر ما، وبعد انتهاء المعالج من أخذ قياسات جميع أنحاء الرأس، أشار هذا المعالج الحاذق الجاهل بمعاناة الرجل من تنسيم في الرأس؟؟؟!!!.

ليس هذا فحسب، إنما واجب المعالج أن يحرص كل الحرص على كل كلمة يقولها أو يتفوه بها وأن يضبطها بالشريعة أولاً، وأن تضبط بسلامة الناحية العضوية والنفسية ثانياً، بل يجب عليه أن يحرص على نمط العلاقات الاجتماعية بين الأسر، فلا يتكلم بما قد يؤدي إلى الفرقة أو قطيعة الرحم دون القرائن والأدلة القطعية، وكذلك مراعاة المصالح والمفاسد، وقد يعجب الكثير من هذا الكلام، ولكنه واقع كثير من المعالجين الذين أساؤوا السلوك والتصرف، وبناء على التصرفات الهوجاء لهذا الصنف من المعالجين ترى فلان قد طلق زوجته، وآخر قد

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير