تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فأما نثرا فقد ألف في ذلك كتابه الذي سماه "درة الغائص، في الرد على أهل الهاء الخالص" () وأما نظما فقد نظم فيه أرجوزة لعلها تضمنت أهم ما أدار عليه بحثه في كتابه النثري، ونظرا لأهميتها باعتبارها من ثمرات التمسك بالأصول والقواعد المنهجية التي أرسى عمداء المدرسة المغربية أركانها، كما أنها تمثل واجهة من واجهات هذه المعركة الأدائية في هذه الجهاب من البلاد المغربية، وحفاظا عليها وتعريفا بها نوردها بنصها وهي في 37 بيتا حسب النص الذي وصل إلي مصورا عن أصل أمدني بها بعض الأساتذة الباحثين شكر الله له (). وهذا نصها:

أرجوزة محمد المختار الولاتي في تسهيل الهمز

الحمد لله الذي لي علما

وصلواته على من أيدا

وأله وصحبه إذ سطروه

وحرروه ورووه بالسند

وشرطوا فيه التواتر إلى

وبعد لما عمت البلايا

أردت نصحهم بما في علمي

تسهيلك الهمزة بين بين أن

من جنس شكلها متى تضم

وإن تكن مكسورة فمزجها

وإن تكن مفتوحة فقد عرف علم كتابه الذي قد أحكما

بساطع النور فجاء مرشدا

ورتلوه غاية ونشروه

وجعلوه فيه شرطا يعتمد

طبقة سفلى كما قد نقلا

بالهاء خالصا على "الزوايا" ()

خوف حديث وارد في الكتم

تمزجها مزجا بحرف قد سكن

فمزجها بالواو قد يؤم

بالياء جنسها، وذاك نهجها

لها امتزاج واضح مع الألف

في كلها صويت هاء نزعا

وقيل مع كل صويت الهاء

للشامي مع نجل حدادة الأبر

فبان أن من يقول العمل

ليس له في ذي الثلاث من سند

ومن يقل رويته فليات لي

أين رواه، وإلى من استند وقيل في المفتوح قط وقعا

ثلاثة في طرق القراء

والحافظ الداني أبي عمرو الأغر

بالهاء خالصا لمن يسهل

فصار محدثا لقول انفرد

بالغزو في المطولات الأول

فيه، وهل قال به من يعتمد؟؟؟

أول من قال به أكاز ()

لأنه خالف خط المصحف

فقد حكى ابن الجزري في نشره () وقوله ليس له اعتزاز

والنحو، والسند فيه منتف

ألف طريق قد خلت من ذكره

وصوتها لا الهاء كل ذكره

وأذن التصغير () بالتقليل

إذ هو خالصا به لم يقل

كالمهدوي والداني والخراز

كذا ابن شنبوذ ونجل غلبون

والمالقي () والشاطبي والحصري

والغير من أئمة القراء

وأحمد اللمطي حين نظرا

في الهاء عندهم سوى التصميم

واغتر من للهاء جهلا مالا

واختلفوا في النطق بالتسهيل

من بعد نثره الذي فيه أبي

أن مضافا في النظام حذفا وكلهم ذكره مصغره ()

فضل أهل الهاء عن دليل

شيخ من أشياخ الأداء الأول

والشيخ مكي ونجل غازي

وفارس بن أحمد المقربون

وابن شريح والسخاوي الأشهر

لم يرو منهم واحد بالهاء

حفاظ أهل الغرب قال لم أرى

كذلك رخوهم لحرف الجيم

بنظم نجل القاضي حيث قالا:

فقيل بالهاء بلا تفصيل

عن ذكر هاء مطلقا فوجبا

وهو "صويت الها" لما قد عرفا

"وما يلي المضاف يأتي خلفا

وذا الذي أفادني الشيخ الأبر عنه في الإعراب إذا ما حذفا" ()

شيخ الأداء الأحمدي () المعتبر

تلك أرجوزة الولاتي، وقد ناقش فيها القضية من جميع جوانبها، إلا أننا نلاحظ أنه سلم ولو جدلا بوجود الرواية في هذا عن الداني، كما لم يرفض القضية من أساسها، ولكن رفض منها القول بإخلاص الهاء في التسهيل، وقبل قبولا مبدئيا نوعا من المقاربة لذلك، وذلك عندما حاول الجمع بين ما قاله ابن القاضي نثرا في "الفجر الساطع" كما قدمنا- وبين ماقاله نظما في بيتيه اللذين ذكر فيهما المذاهب الثلاثة، ولذلك تأول قوله "فقيل بالهاء" على أن فيه حذف المضاف، لأنه أراد "صويت الهاء" لا الهاء الخالصة، لان القول بالهاء الخالصة معناه البدل الكامل وهو مخالف لرسم المصحف ولا سند له في الرواية عن أحد من الأئمة المعتبرين.

وهذه أرجوزة أخرى من عطاء هذه المعركة للشيخ عبد الله بن داداه الشنقيطي وتشتمل على نسعة وتسعين بيتا:

يقول عبد الله نجل سيدي

باسم الإله وله الحمد على

صلى على رسله وسلما

وبعد ذا فمقصدي أن أذكرا

وهو الذي من "بين بين" أبدلا

فلا ترى رواية بالهاء

سيان من قد صح ما كان روى

والكتب توجد من ادعاها

والحرف جاز فيه أن يذكرا

وحيثما القراء كانوا أطلقوا

لأنهم هم الذين ألفا

هم نافع عاصم والمكي محمد بن الداه وهو المبتدي

نعمه التي بهاتفضلا

وأحمد، وكل شخص أسلما

إبطال هاء في البلاد اشتهرا

وحجة الإبطال وجهها جلا

مسندة لأحد القراء

وضده هذان في ذاك سوا

فلياتنا بها لكي نراها

وأن يؤنت كما عنهم يرى

الأربعة عشر هم فحققوا

ما قد رووه ففشا وعرفا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير