تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[11 - 12 - 07, 02:20 م]ـ

قال الشيخ الحميدي ص 49 - 53 الطبعة الثانية

3 - عروة بن الزبير رحمه الله.

((عن هشام بن عروة عن أبيه عروة بن الزبير: أنه كان إذا أفاض من عرفات إنما يصلي في الشعب الأيسر على الجبل، وأنه كان يجمع بين المغرب والعشاء الآخرة)).

ووجه الدلالة منه كما في سابقه. فإنه بمجرد الإفاضة من عرفات وخروجه منها ففي أي نزل من تلك الشعاب والجبال فهو المشعر الحرام. وأثر عروة هذا ترجم له مع آثار أخر الحافظ أبو بكر بن ابي شيبة: ((من كان يجمع بين الصلاتين بجمع)).

تتميم: جاء في حديث أسامة بن زيد في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم حين أفاض من عرفة مال إلى الشعب الأيسر فبال ثم توضأ وضوءا خفيفا)) فقال له أسامة: الصلاة. فقال: ((الصلاة أمامك)).

وهذا الشعب يظهر أنه شعب من تلك الشعاب المفضية إلى الوادي وادي عرنة المنحدرة من تلك الأجبل الصغيرة المشرفة على الوادي ويدل على ذلك أمور:

الأمر الأول: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل هذا الشعب مباشرة بعد خروجه من عرفة في هذه المنطقة الفاصلة بين المشعر الحلال عرفة والمشعر الحرام مزدلفة وهذه المنطقة هي الوادي وما عليه وإليه من جبال وشعاب وهذا ما تشعر به رواية الحديث كما هي عند البخاري ((أن النبي صلى الله عليه وسلم حيث أفاض من عرفة مال إلى الشعب فقضى حاجته)).

قال الحافظ في الفتح (وفي رواية أبي الوقت ((حين)) وهي أولى) فهذا يدل على أنه بمجرد ما خرج من عرفة مال إلى الشعب فدل على أنه قريب جدا من عرفة على ما تم تحريره.

وفي رواية محمد بن أبي حرملة لحديث أسامة عند البخاري ((فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم الشعب الأيسر الذي دون المزدلفة أناخ فبال) 9فإذا جمعنا بين الروايتين رواية أنه حين أفاض مال إلى الشعب) ورواية (أن الشعب دون مزدلفة)) تركب من هذا دليل يدل على أن الشعب قريب من عرفة في الحد الفاصل بينها وبين مزدلفة.

الأمر الثاني: أن من سنة النبي صلى الله عليه وسلم أنه لايدخل مكة إلا متطهرا بل وربما اغتسل مبالغة في ذلك.

قال الإمام البخاري (باب الاغتسال عند دخول مكة) وأخرج حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم من المدينة نزل بذي طوى وبات فلما أصبح اغتسل ودخل مكة، وكان ابن عمر يفعله).

وقال الترمذي أيضا (باب الاغتسال لدخول مكة) وأخرج الحديث. ثم قال الترمذي: ((وبه يقول الشافعي: يستحب الاغتسال لدخول مكة)، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ك ((إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغتسل عند دخول مة)، وقال الإمام البغوي (الاغتسال سنة لدخول مكة).

وكذلك هنا فلما خرج من مكة أرض الحرم إلى عرفة وهي حل لأجل الوقفة ونفر بعد ذلك وأراد دخول أرض الحرم مرة أخرى واحتاج إلى البول عدل إلى هذا الشعب بين عرفة وهي أرض حلال والمشعر الحرام وهو شعب على الوادي وهو أرض ليست بحرم خلة بين الحل والحرم نزل به فبال ثم توضأ وضوءا خفيفا لأنه يريد الصلاة الآن. فيكون وضوءا والله أعلم لأجل دخول مكة ((الحرم)) متطهرا. وليستصحب الطهارة لأنه في حالة ذكر وتلبية وتكبير. قاله الحافظ ابن حجر، فلما أراد الصلاة أسبغ الوضوء بعد.

قال الإمام البخاري (باب النزول بين عرفة وجمع) ثم أخرج حديث أسامة السابق وغيره.

الأمر الثالث: جاء في بعض كتب السيرة أن هذا الشعب يقال له شعب الأذاخر وأنه قريب جدا من عرفة على يسار الخارج منها. يفضي إلى بطن عرنة. انتهى.

وما ذكره الشيخ حفظه الله من الاستدلال بأثر عروة بن الزبير يرد عليه عدة أمور، منها أن ابن أبي شيبة ذكر كذلك عروة بن الزبير فيمن صلى قبل دخول مزدلفة ثم ذكره فيمن صلى في مزدلفة

جاء في المصنف لابن أبي شيبة

- في صلاة المغرب دون الجمع.

14229 - حدثنا عائذ بن حبيب، عن هشام بن عروة، عن أبيه، أنه كان إذا أفاض من عرفات ربما صلى في الشعب الأيسر على الجبل.

فلعل تردد ابن أبي شيبة في الاستدلال به على صلاة عروة بن الزبير في الموضعين أن هشاما ذكر أنه صلى بالجبل وليس بالشعب.

وهذا الجبل الذي على الشعب يقع على حدود مزدلفة فإن صلى في الجبل مقابل عرفة فقد صلى قبل جمع، وإن صلى في الجبل من جهة مزدلفة فقد صلى في مزدلفة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير