إن الإسلام ضرب القدح المعلى، وصور المثل العليا في التكافل الاجتماعي والتضامن الإسلامي، فجاء في الإنفاق على المحتاجين، والبذل للمعوزين، والعطف على الفقراء والمدينين، ورتب على ذلك تجاوز الله تعالى عن الذنوب والآثام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (تلقت الملائكة روح رجل ممن كان قبلكم، قالوا: أعملت من الخير شيئاً؟ قال: كنت آمر فتياني أن ينظروا ويتجاوزوا عن المعسر، قال: قال: فتجاوزوا عنه) متفق عليه من طريق زهير، عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة رضي الله عنه 0
وإنظار المعسر، من أسباب تنفيس كرب يوم القيامة، كما جاء في صحيح مسلم (1563) من طريق أيوب، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، أن أبا قتادة طلب غريماً له فتوارى عنه، ثم وجده، فقال: إني معسر، فقال: آلله؟، قال: آلله قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر، أو يضع عنه) 0
وإنظار المعسر، من أسباب الاستظلال بظل الله يوم لا ظل إلا ظله، روى مسلم في صحيحه (3006) من طريق يعقوب بن مجاهد أبي حزرة، عن عبادة بن الوليد ابن عبادة بن الصامت قال: خرجت أنا وأبي نطلب العلم في هذا الحي من الأنصار، قبل أن يهلكوا، فكان أول من لقينا أبا اليسر، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه غلام له، معه ضمامة من صحف، وعلى أبي اليسر بردة ومعافري، وعلى غلامه بردة ومعافري، فقال له أبي: يا عم إني أرى في وجهك سفعة من غضب، قال: أجل كان لي على فلان بن فلان الحرامي مال، فأتيت أهله فسلمت، فقلت ثم هو؟ قالوا لا فخرج عليَّ ابن له جفر، فقلت له أين أبوك؟ قال سمع صوتك فدخل أريكة أمي، فقلت اخرج إلي فقد علمت أين أنت، فخرج، فقلت: ما حملك على أن اختبأت مني؟ قال أنا والله أحدثك، ثم لا أكذبك خشيت، والله أن أحدثك فأكذبك، وأن أعدك فأخلفك، وكنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكنت والله معسراً، قال قلت آلله، قال الله، قلت آلله، قال الله، قلت آلله، قال الله، قال فأتى بصحيفته فمحاها بيده، فقال إن وجدت قضاء فاقضني، و إلا أنت في حل، فأشهد بصر عيني هاتين (ووضع إصبعيه على عينيه) وسمع أذني هاتين، ووعاه قلبي هذا (وأشار إلى مناط قلبه) رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول (من أنظر معسراً، أو وضع عنه، أظله الله في ظله) 0
إن النفوس الكريمة، مجبولة على حب من أحسن إليها، وصنائع المعروف ساترة لعيوب صاحبه، غافرة لزلته، متجاوزة عن هفوته
ويُظهرُ عيبَ المرءِ في الناس بخلُه
ويَسترُه عنهم جميعاً سخاؤُه
تَغطَّ بأثوابِ السخاءِ فإنني
أرى كلَّ عيبٍ والسخاءُ غطاؤُه
إن صاحب المعروف يستعبد قلوب الأحرار، ويعطف قلوبهم إليه، ويحبب الناس إليه ولو لم ينل الناس من إحسانه
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهمُ
فطالما استعبد الإنسان إحسانُ
من جاد بالمال مال الناس قاطبة
إليه والمال للإنسان فتانُ
أحسن إذا كان إمكان ومقدرة
فلن يدوم على الأنسان إمكانُ
إن البذل والسخاء خلق كريم، من أشرف القيم العالية، والأخلاق الفاضلة به يتبؤ صاحبه الرتب العلية، وينال الشرف الرفيع، ذلك لأن الجود من أشرف المكارم وأخص الفضائل، وأهله هم المكرمون عند الله تعالى الجود مكرمةٌ والبخل مبغضةٌ
لا يستوي البخل عند الله والجودُ
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[08 - 12 - 07, 05:54 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[سمرقندي]ــــــــ[09 - 12 - 07, 04:55 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه التفاصيل وارجو ان تفصلو القول في المرابحة والايجار وفي الضوابط والشروط التي تشرطها البنوك الاسلامية وغير الاسلامية في اقتناء السكن لان كثيرا من الناس يقع في الربا عن غير علم فيجب التوضيح والتفصيل في هذه المسالة حتى لا يبقى الالتباس حاصلا للناس