النشيد هو قراءة القصائد إما بصوت واحد أو بترديد جماعتين، وقد كرهه بعض المشايخ، وقالوا: إنه من طرق الصوفية، وأن الترنم به يشبه الأغاني التي تثير الغرائز، ويحصل بها نشوة ومحبة لتلك النغمات. ولكن المختار عندي: جواز ذلك- إذا سلمت من المحذور- وكانت القصائد لا محذور في معانيها، كالحماسية والأشعار التي تحتوي على تشجيع المسلمين على الأعمال، وتحذيرهم من المعاصي، وبعث الهمم إلى الجهاد، والمسابقة في فعل الخيرات، فإن مصلحتها ظاهرة، وهي بعيدة عن الأغاني، وسالمة من الترنم ومن دوافع الفساد. ((من موقع نداء الإيمان al-eman.com ))
قال محدّث الديار الشاميّة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني (رحمه الله)
(إذا كانت هذه الأناشيد ذات معانٍ إسلامية، و ليس معها شيء من المعازف و آلات الطرب كالدفوف و الطبول و نحوِها، فهذا أمرٌ لا بأس به، و لكن لابد من بيان شرطٍ مهم لجوازها، وهو أن تكون خالية من المخالفات الشرعية؛ كالغلوّ، و نَحوِه، ثم شرط آخر، و هو عدم اتخاذها دَيدَناً، إذ ذلك يصرِفُ سامعيها عن قراءة القرآن الذي وَرَدَ الحضُّ عليه في السُنَّة النبوية المطهرة، و كذلك يصرِفُهُم عن طلب العلم النافع، و الدعوة إلى الله سبحانه) [العدد الثاني من مجلة الأصالة،
اعتَبَرَت اللجنةُ الدائمةُ للإفتاءُ أن الأناشيدَ بدون إيقاع بديلاً شرعيّاً عن الأناشيد بالإيقاع والغناء المحرّم
(يجوز لك أن تستعيض عن الأناشيد بالإيقاع والأغاني الماجنة بأناشيد روحانية إسلامية بحتة بدون طبل ولا دف ولا موسيقى ولا معازف، فيها من الحِكَم و المواعظ و العِبَر ما يثير الحماس و الغيرة على الدين، و يهُزُّ العواطف الإسلامية، و ينفر من الشر و دواعيه، لتَبعَثَ نفسَ من يُنشِدُها ومن يسمعُها إلى طاعة الله، و تُنَفِّر من معصيته تعالى، و تَعَدِّي حدوده، إلى الاحتماءِ بحِمَى شَرعِهِ، و الجهادِ في سبيله. لكن لا يتخذ من ذلك وِرْداً لنفسه يلتزمُه، و عادةً يستمر عليها، بل يكون ذلك في الفينة بعد الفينة، عند و جود مناسباتٍ و دواعيَ تدعو إليه، كالأعراس و الأسفار للجهاد و نحوه، و عند فتور الهمم، لإثارة النفس و النهوض بها إلى فعل الخير، و عند نزوع النفس إلى الشر و جموحها، لردعها عنه وتنفيرها منه. و خيرٌ من ذلك أن يتخذ لنفسه حزباً من القرآن يتلوه، و وِرداً من الأذكار النبوية الثابتة، فإن ذلك أزكَى للنفس، و أطهر، و أقوى في شرح الصدر، و طُمأنينة القلب. قال تعالى: (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) [الزمر: 23]، و قال سبحانه: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ * الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ) [الرعد: 28، 29]. و قد كان دَيدَن الصحابة و شأنهم رضي الله عنهم العناية بالكتاب و السنة حفظاً و دِراسةً و عملاً، و مع ذلك كانت لهم أناشيد و حداء يترنمون به في مثل حفرِ الخندق، و بناء المساجد، و في سيرهم إلى الجهاد، و نحو ذلك من المناسبات، دون أن يجعلوه شعارهم، و يعيروه جلّ همهم و عنايتهم، لكنه مما يروحون به عن أنفسهم، و يهيجون به مشاعرهم) [انظر النص الكامل لهذه الفتوى في كتاب: فتاوى إسلامية لأصحاب الفضيلة العلماء، جمع وترتيب محمد بن عبدالعزيز المسند: 4/ 533]
أبو البراء الباكستاني
دولة فلسطين الإسلامية _ ولاية غزة الإسلامية
الهم إني أستغفرك لجميع المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والاموات
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[05 - 12 - 07, 03:11 ص]ـ
جزاكم الله خيراً وهذا بحث مطوَّل في هذا الموضوع للأخ عامر بهجت:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=70210
ـ[أبو البراء الباكستاني]ــــــــ[09 - 12 - 07, 07:37 ص]ـ
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه
بارك الله فيكم أخواني على مروركم الطيب