تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولا يستطيع الشيخ الزعبي تحديد سبب معين لاهتمامه بجمع كتب علم القراءات أو حتى سبب الاهتمام بدراسة هذا العلم منذ نعومة أظفاره فالعائلة لم يكن لأحد من أفرادها اهتمام بالقراءات أو كتبها فضلا عن أن بلاد الشام بوجه عام ومدينة حمص بوجه خاص لا تتوافر فيها كتب القراءات القرآنية لا المطبوعة ولا المخطوطة إلا في مكتبة الظاهرية وكان الحصول على تلك الكتب أمرا عسيرا جدا إلى جانب أن شيوخ القراءات في الشام في ذلك الوقت لم يكن لهم جلد على طلب تلك الكتب المخطوطة.

ويقول الشيخ الزعبي: إنه في طفولته لم يكن يرى أي كتاب في هذا العلم في مكتبات أولئك الشيوخ إلا نادرا ويضيف أنه بمجرد رؤية أي كتاب مطبوع في هذا العلم وخصوصا الرسائل الصغيرة التي طبعت في مصر قديما في أحد في إحدى مكتبات أولئك الشيوخ كان يعمد مباشرة إلى نقله أو تصويره أو نسخه بأي طريقة وهو يحتفظ في مكتبته ببعض الرسائل الصغيرة التي نقلها من بعض الكتب أو صورها من أولئك الشيوخ.

وكان الشيخ الزعبي شغوفا في صغره بحفظ المنظومات وقد أخبرني أنه حفظ في صغره أبوابا كثيرة من بعض المنظومات في الفقه الشافعي الذي كان غالب أهل مدينته عليه.

وأخيرا فإن طفولة الشيخ الزعبي لا تختلف في مضمونها عن طفولة شخص آخر من حيث الارتباط بالمدارس النظامية والعيش في كنف الأهل لكنها تختلف من ناحية تعلق الشيخ الزعبي بالعلوم الشرعية تعلقا شديدا في سن مبكرة جدا ومحاولته توفير الأوقات لتحصيل العلم من بعض العلماء الذين وجد لديهم حظوة قلَّ أن يجدها شخص في طفولته لدى علماء معتبرين شهد لهم أهل الشام قاطبة بالعلم والفضل والصلاح والتقوى.

المبحث الثاني: (شيوخه)

إن الناظر في سلسلة شيوخ المقرئ محمد تميم الزعبي يدرك للوهلة الأولى أن هذا الشيخ استطاع الجمع في دراسته بين كوكبة من أقطاب شيوخ الإقراء لا يمكن أن يجمع بينهم إلا من سمت في العلم همته وعظمت في التحصيل رغبته.

فقد قرأ خلال طفولته على أهم شيوخ الإقراء في بلاد الشام حتى اعترفوا له ـ رغم صغر سنه ـ بالتميز والإجادة.

ثم صاحب شيوخ الإقراء والعلوم الشرعية الذين استوطنوا مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم يدارسهم ويستفيد منهم ويستفيدون منه.

وقد اعترف كثير منهم بأنه يفوقهم علما ورغبة في التحصيل والبحث.

ثم كانت دراساته على شيوخ الإقراء في مصر فاعترفوا له في إجازات وتسجيلات موثقة اجتمع فيها العشرات من أهل المعرفة وأصحاب التخصص بأنه من شيوخ الإقراء الذين قلَّ أن يجود الزمان بمثلهم.

وقد استمعت إلى تسجيلات لشيوخ الإقراء في مصر من أمثال عامر السيد عثمان وعبد الفتاح القاضي وعبد الفتاح المرصفي يثنون فيها على كفاءة الشيخ العلمية.

ومن شيوخ هذا الشيخ الجليل:

1) الشيخ عبد العزيز عيون السود (1335ـ 1399هـ) شيخ القراء بمدينة حمص وأمين الإفتاء بها.

ويقول الشيخ الزعبي عن هذا الرجل: (إن له مكانة خاصة في قلبي لدرجة أنني أطلقت اسمه على أحد أبنائي).

ويضيف أنه قرأ عليه في سن مبكرة وهو إلى جانب ذلك تربطه به صلة قرابة وقد كان كذلك للشيخ الزعبي مكانة خاصة في قلب ذلك الرجل يشهد بذلك أبناء الشيخ عيون السود وقد عاينت في أرشيف الشيخ الزعبي إجازة بالقراءات العشر الكبرى بخط هذا الرجل أعاد كتابتها في أوقات متفاوتة مما يدل على ثقته في علم الشيخ الزعبي وإتقانه حيث إن تلاميذ الشيخ عيون السود يقولون إنه كان دائم الثناء على الشيخ الزعبي في مجالسه العامة وفي دروسه.

ويقول الشيخ الزعبي عن هذا الشيخ أيضا: إنه من خيرة العلماء الذين أنجبهم العالم الإسلامي فقد كان دائم البذل للعلم الشرعي في مدينة حمص وبلاد الشام وكان رجلا ورعا لا يذكر أحدا إلا بخير.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير