تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأنه من أصح أقوال العلماء وجعله من الصواب المقطوع به،وإن كان المنصوص عن الأئمة الثلاثة بخلافه أحمد والشافعي وأبي حنيفة، ومن العلم اليقيني، ومن العلم العام الذي لا يخفى على أحد، بل من المتواتر. انظر: مجموع الفتاوى 24/ 15 - 44 - 125 - 127.

ويلاحظ أن شيخ الإسلام رحمه الله يتحدث عن زمانه وعصره وعن وضع مكة ومنى والمشاعر في القرن السابع والثامن - خاصة أنه يرى عدم تحديد السفر بمسافة - يقول رحمه الله:

" كل اسم ليس له حد في اللغة، ولا في الشرع فالمرجع فيه إلى العرف، فما كان سفراً في عرف الناس فهو السفر الذي علّق به الشارع الحكم، وذلك مثل سفر أهل مكة إلى عرفة فإن هذه المسافة بريد، وهذا سفر ثبت فيه جواز القصر والجمع بالسنة، والبريد هو: نصف يوم بسير الأبل والأقدام ... ". مجموع الفتاوى 24/ 40

، وكذلك الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح (2/ 562) قال: " أما عرفة فلأنها خارج الْحَرَم فَلَيْسَتْ مِنْ مَكَّة قَطْعًا .. ".

ونحن لا نشك في ما ذكره كما قررناه آنفاً.

ثم جاء أهل العلم في عصرنا فوافقوا شيخ الإسلام في هذه المسألة وغيرها كثير.

وممن كان موافقا له وناقلا وناشرا ومحققا لترجيحاته الشيخ ابن عثيمين رحمه الله فأخذ يفتي بذلك إلى ما قبل عام 1410هـ تقريبا ثم رجح القول الثاني وهو الإتمام.

حيث قال رحمه الله: " ولكن يبقى علينا في وقتنا الحاضر إ ذا نظرنا إلى منى، وجدنا أنها أصبحت حيّاً من أحياء مكة، والذي يخرج إلى منى مثل الذي يخرج إلى العزيزية، بل ربما يكون بعض أفراد العزيزية الشرقية فوق منى، لذلك أرى أن من الأحوط لأهل مكة ألاّ يقصروا في منى ".

انظر: مجموع دروس وفتاوى الحرم المكي 3/ 109، (لقاء الباب المفتوح 51).

* الراجح في المسألة:

نظراً لزوال علة القصر في العصر الحاضر عن أهل مكة فإن الراجح بل الصواب من القولين:

أن أهل مكة ومن في حكمهم من المقيمين بها لا يقصرون لأن الحكم يدور مع علته وجودا وعدما فإذا وجد السفر وجد القصر وإذا انعدم السفر انعدم القصر. وصار إلى الإتمام، وهذا لا يختلف فيه علماء الأصول والمحققين من أهل العلم.

ثم إن الأصل – وهو الإتمام - والمعروف أن القصر لا يجوز إلا لمسافر حتى يدل الدليل على التخصيص كما قاله ابن رشد. بداية المجتهد 1/ 481

ولعل من أسباب زوال سبب القصر عن أهل مكة هو أنه:

- (لا ينكر تغيّر الأحكام بتغّير الأزمان) ونظراً لتغيّر مسمى مكة عن العصر الأول حيث شملت الآن منى وما بعدها بل وتعدّت حدود الحرم (الأعلام أو الأميال المعروفة).

- و لا شك أن الأوصاف والأزمان والأماكن لها أثر في الأحكام وجودا وعدما فبوجودها توجد وبزوالها تزول.

وهذه القاعدة أصولية فقهية دلت عليها الأدلة.

فهذان سببان في ترجيح وجوب إتمام المكي في المشاعر (منى ومزدلفة وعرفة).

- فائدة:

علل بعض أصحاب المذاهب الفقهية قصر أهل مكة بعلة النسك خوفا من التناقض الوارد على قاعدة تحديد السفر بالمسافة عللوا ذلك بالنسك فقالوا: قصروا لأجل النسك ونسبت للإمام مالك رحمه الله وهي علة عليلة بريء منها الإمام مالك فإنه نص في الموطأ على أن علة قصر الصلاة هي السفر كما حقق ذلك العلاّمة محمد زكريا الكاندهلوي في كتابه: أوجز المسالك في شرح موطأ الإمام مالك.

وقد سبقت الإشارة في ملتقى أهل الحديث إلى:

- علة وسبب قصر الصلاة في منى للجميع - المكي وغيره –

- علة وسبب قصر أهل مكة خلفه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - والرد على علة النسك.

- تحقيق مذهب الإمام مالك في علة القصر والرد على علة النسك.

انظر: الرابط التالي

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=114150

للفائدة انظر:

1 - من فقه النوازل للدكتور: سعد بن تركي الخثلان

اتصال منى بمكة وأثر ذلك في حكم قصر المقيمين بمكة للصلاة في منى

على هذا الرابط:

للفائدة أيضاً: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=114150

- - كتاب حد الإقامة. الشيخ سليمان الماجد.

- اثر اتساع النطاق العمراني بمكة المكرمة في فتوى قصر المكي للصلاة بمنى.

للدكتور / عبد الله حمد الغطيمل.- مجلة البحوث الفقهية المعاصرة س 13، ع 49

(شوال / ذو الحجة 1421، فبراير 2001).- ص 222 - 256.

والله أعلم

29/ 11 /1428 هـ


· باحث ومستشار شرعي
· ماجستير في الفقه وأصوله

[email protected] ([email protected])

ـ[ابو وحيد المكي]ــــــــ[09 - 12 - 07, 10:42 ص]ـ
ماشاء الله تبارك الله بحث رائع جدا

جزاكم الله خير

ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[09 - 12 - 07, 11:34 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك وجزاك خيرا ...
وتقبل الله منا ومنك صالح الإعمال ..

ـ[الداعية إلى الخير]ــــــــ[14 - 12 - 07, 08:26 م]ـ
وفقك الله
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير