تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الله تعالى يذكّرنا بذلك: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (28) لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29))) [الحديد].

- ومن خصائص هذه الأمّة: أنّ الله يجعل الكفّار من اليهود والنّصارى فداءً للمسلم من النّار يوم القيامة: فقد روى مسلم عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ دَفَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى كُلِّ مُسْلِمٍ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا فَيَقُولُ: هَذَا فِكَاكُكَ مِنْ النَّارِ».

وفي صحيح مسلم أيضا عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِي بُردَةَ عَنْ أَبِيهِ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: «لَا يَمُوتُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ إِلَّا أَدْخَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ النَّارَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا». فَاسْتَحْلَفَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم؟ فَحَلَفَ لَهُ، قَالَ: فَسُرَّ بِذَلِكَ عُمَرُ.

بعد هذا .. أليس من الغبن أن يتشبّه بعض المسلمين ويقلّدوا قوماً يجعلهم الله يوم القيامة حطب جهنّم؟

أليس من الغبن أن يُوالِيَ من قال فيهم ربّ البريّة عزّ وجلّ: ((إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ)) [البينة:6]. ولو أردنا أن نذكر خصائص هذه الأمّة وفضائلها لطال المقال، فهي:

أمّة الغيث .. وأمّة لا تجتمع على ضلالة .. وأمّة جعلهم الله شهداءه في الأرض في الدّنيا .. وهم الشهداء على الأمم يوم القيامة .. وهي أمّة السّبعين ألفٍ الّذين يدخلون الجنّة بلا حساب ولا عذاب .. وهم أوّل الأمم إجازة على الصّراط .. وهم أوّل الأمم دخولاً الجنّة .. وهم أكثر أهل الجنّة .. وهي أمّة السّلام والتّأمين .. هي أمّة جُعِلت لها الأرض مسجداً وطهوراً دون سائر الأمم .. وأمّة يأتون يوم القيامة غرّاً من السّجود محجّلين من آثار الوضوء .. وهي أمّة السّحور .. وهي أمّة الجمعة .. وهي أمّة جعل الله سياحتَها الجهاد في سبيل الله .. وهي أمّة أباح الله لها الغنائم دون سائر الأمم .. وهي أمّة تجاوز الله عن ما وسوست به صدورها ما لم تعمل أو تتكلّم .. وهي أمّة الإسناد .. وهي أمّة جعل الله مرض الطّاعون لها شهادة .. وهي أمّة وضع الله عنها الخطأ والنّسيان .. وهي أمّة خفّف الله عنها كثيراً من الآصار والأغلال الّتي كانت على الأمم السّابقة، وغير ذلك من الخصائص الّتي ينبغي لنا أن نعيها، ونتذكذرها، وأن تعتزّ بها.

فلا عجب إذا جهل النّاس كلّ هذه الفضائل، وتجاهلوها، وغفلوا عنها أو تغافلوها أن يكون في قلوبهم حبّ وولاء للكفّار والمشركين.

2 - السّبب الثّاني: جهل النّاس بالنّصوص في الولاء والبراء:

هذا ما جعل الولاء للمسلمين والبراء من الكافرين لا يزال يضعف في قلوب المسلمين: مع أنّ العلماء قرّروا أنّ أكثر النّصوص بعد نصوص التّوحيد هي نصوص الولاء والبراء ..

الولاء هو الحبّ وما يدلّ على الحبّ فهو خاصّ بالمؤمنين، والبراء هو البغض وما يدلّ على البغض وهو وواجب للكافرين، قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)) [المائدة:51]. وقال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقّ)) [الممتحنة: من الآية1]، وقال: ((لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير