تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[نص رسالة أ. د. غانم قدوري الحمد لأحد محبيه في مسألة الضاد]

ـ[أبو سفيان العامري]ــــــــ[10 - 12 - 07, 08:54 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الأستاذ الشيخ الحافظ ضيف الله الشمراني حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد

فأدعو الله تعالى أن تصل إليكم رسالتي هذه وأنتم وأسرتكم الكريمة بخير، وفي تمام العافية والسعادة.

وأود أن أنقل لكم بعض الملاحظات التي عنت لي على ما ورد في كتاب "تنبيه العباد إلى كيفية النطق بالضاد" لفضيلة الشيخ عبيد الله الأفغاني حفظه الله تعالى، بعد قراءتي للكتاب وما فيه من مباحث ومنظومات بديعة، فقد رأيت أنك مهتم بالموضوع ومعتن به عناية كبيرة، عسى أن تجدوا فيها ما يوضح جانبا من الموضوع أو أجد عندكم ما يعزز دراسة الموضوع، ومن تلك الملاحظات:

(1) لاحظت أن الشيخ نص في بعض المواضع على أن مخرج الضاد من طرف اللسان، مشاركا بذلك مخرج الظاء، وهذا إن صح ما فهمته مما ورد في الكتاب مخالف لما نص عليه علماء التجويد وعلماء العربية، وهذه بعض المواضع:

- ص11س11ـ12 قال:"ويستفاد من ذلك ما يأتي:

أ - أن حرف الضاد مخرجه من طرف اللسان .. " والشيخ اعتمد على ما ورد في المصباح المنير وهو: "الضاد حرف مستطيل ومخرجه من اللسان إلى ما يلي الأضراس"

وأحسب أن في النص نقص كلمة وأنه يجب أن يكون: من حافة اللسان، ويمكن مراجعة المصباح وليس عندي نسخة منه الآن.

- ص13س4ـ6 قال الشيخ:

"ب - أن حرف الضاد عند سيبويه من أول حافة اللسان مع الأضراس، وهذا يعني قرب مشابهته للظاء، إذ إن مخرجه من أول حافة اللسان مع أصول الثنايا العليا".

وما نسبه الشيخ إلى سيبويه صحيح لكن يبدو لي أنه يفسر (حافة اللسان) بطرف اللسان، لأنه عبر عن مخرج الظاء أنه من حافة اللسان، وهو من طرفه باتفاق

ولعل هذا هو الذي جعل الشيخ ينسب مخرج الضاد إلى طرف اللسان.

- ص17س7 نقل الشيخ من كتاب الإقناع في الفقه ما نصه:

" .. لأن كلا منهما: أي الضاد والظاء من أطراف اللسان وبين الأسنان .. ".

وهذه العبارة ليست دقيقة ومخالفة لما ورد في كتب الفن.

وقد لاحظت أن الشيخ نقل في معرض حديثه نصوصا من علماء كثيرين جاء التصريح فيها بأن مخرج الضاد من أول حافة اللسان، وحافة اللسان جانبه كما فسره علماء التجويد، وأول الحافة الجهة العميقة المقابلة لأقصى اللسان، وأخشى أن يكون الشيخ قد بنى موقفه في الشبه بين الضاد والظاء على تفسيره للحافة بطرف اللسان، والله أعلم.

(2) يدعو الشيخ إلى نطق الضاد ظاء ـ إذا لم يمكن إخراج الضاد من مخرجه، وهو غير ممكن لأكثر الناس في زماننا ـ لأن العلماء السابقين صرحوا أن الضاد أقرب ما يكون إلى الظاء وأن بعض العرب ينطقه ظاء، لكن مخرج الضاد كما نص على ذلك سيبويه بعيد عن مخرج الظاء، فالضاد من المخرج السابع، والظاء من المخرج الثالث عشر، والدال والطاء من هذه الناحية أقرب إلى الضاد، وإذا تعذر على البعض نطق الضاد من مخرجها ونطقها دالا مطبقة فإنه في ذلك قد أزال الضاد عن مخرجها كما أن من نطقها ظاء قد أزال الضاد عن مخرجها، فالتغيير حاصل من الفريقين، وإذا أخذنا بالاعتبار ما يؤدي نطق الضاد ظاء من الخلط بين الصوتين فإن نطق الضاد ظاء ليس بأولى من نطقها دالا مطبقة (أو طاء مجهورة)، كما هو حال أكثر القراء المصريين ومن أخذ عنهم من قراء الحرمين، والله تعالى أعلم.

(3) قال الشيخ في صحيفة24السطر12 في صوت الضاد الطائية: "إنه حرف أجنبي من آثار الاستعمار، لأن المستعمرين في البلاد التي استعمروهم فرخوا فيها فروخا، فهو جديد لم يكن معروفا". وأشار إلى هذا المعنى في الخاتمة صحيفة 30 السطر13.

أقول: إذا كان الشيخ حفظه الله يقصد صوت الضاد التي ينطق من مخرج الطاء والدال والتاء اليوم فإن هذا النطق للضاد قديم قد يرجع إلى عصر ابن الجزري، وقد أشار إيه ابن النجار (ت780هـ) في رسالته غاية المراد في معرفة إخراج الضاد، وأشار إليه ابن غانم المقدسي (1004هـ) في رسالته بغية المرتاد، وأشار إليه محمد المرعشي (1150هـ) في رسالته في كيفية النطق بالضاد وفي كتابه جهد المقل.

أخيرا، فإني استفدت من قراءة الكتاب واطلعت على مصادر لم أكن أعرفها، خاصة ما ورد في رسالة القاضي مدثر رحمه الله خطيب المسجد المليوشي، كما أني اطلعت على وجهة نظر معتبرة في موضوع نطق الضاد.

وكنت أود لو أني التقيت بالشيخ الأفغاني وأنا في المدينة المنورة للسلام عليه، وإذا استطعت أخذ رأي الشيخ في الملاحظات التي عرضتها فإن ذلك سيكون أمرا مفيدا، إن شاء الله لعلنا نستفيد من إجابته رأيا جديدا في بعض ما ورد في الرسالة.

أرجو أني لم أثقل عليك في هذه الرسالة، وأدعو لك دائما بالتوفيق والنجاح، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أخوك: غانم

8/ 12/2006م

17/ 11/1427هـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير