والعبرة في الزمن الفاضل والله أعلم ليست بمسمى اليوم ولكن بالتاريخ المعين في الشرع ويحل الزمن الفاضل في البلدان بحسب استهلالها وينتهي تبعا لدلك وبقدر ما يكون الاستهلال صحيحا بقدر ما يكون التتابع بين البلدان متصلا والتفاوت محصورا.
فمثلا حسب موقع البلد شرقا أو غربا بالنسبة لمكة المكرمة:
* بلد يقع غرب مكة بفارق 10 ساعات ولهما نفس السمت: إما أن يستهل مع مكة في نفس اليوم متأخرا بالفارق الزمني (10 ساعات) أو يستهل قبل مكة بيوم واحد متقدما بفارق 14 ساعة فسواء كان استهلالهما في نفس اليوم أو في يومين متتاليين فالفارق الزمني حاصل وهو فارق لا يتجاوز 24ساعة.
* وكدلك بلد يقع شرق مكة بفارق 8 ساعات: إما أن يتقدم على مكة بـ8 ساعات أو يتأخر عن مكة بـ16 ساعة
هذا في الحالات الطبيعية التي لا يتعدى فيها الفارق يوما واحدا أما إذا تعدى ذلك كما هو حاصل هذا العام حيث يمتد عيد الأضحى ثلاثة أو أربعة أيام والبلدان الإسلامية تستهل الشهر بترتيب معكوس فالواجب إصلاح الخلل ...
والله تعالى أعلم
بارك الله فيك
كأنك تقول: التفاوت الزمني لا مفر منه حتى ولو قلنا: إنه اليوم الذي يجتمع الناس فيه بعرفة
وإذا كان الأمر كذلك فالوجه أن تعلق الأحكام بحسب الاستهلال لكل بلد.
فما الفائدة من أن نجاوز جادة الشريعة في اعتبار الاستهلال بحسب كل بلد من أجل معنى قد لا يتحقق؟
وهذا المعنى يضيف وجها زائداً يقوي الاتجاه الأول من أن العبرة في صيام يوم عرفة هو صيام يوم التاسع مطلقا بحسب كل بلد ولو لم يوافق اليوم الذي يجتمع الناس فيه بعرفة.
على أن أصحاب الاتجاه الثاني قد يقولون: نحن لم نستنبط هذا المعنى استنباطا حتى تلزمونا باطرده وأن تخلّفه دليل على فساده.
وإنما صرنا إليه لالتفات الشارع إليه، وما بعد ذلك من تفاوت الزمن فإنما لمعنى آخر وهو مشروعية بدأ الصيام فإن الصيام لا يكون إلا بطلوع الفجر إلى أن تغرب الشمس ومعلوم تفاوته بحسب البلاد.
ويقوي هذا الجواب أن الشارع اعتبر في يوم عرفة للحاج إلى فجر يوم مزدلفة فهو يبدأ من فجر يوم عرفة (حسب مذهب الإمام أحمد وإن كان مخالفا لقول الجمهور) إلى فجر يوم مزدلفة فهو ينتظم في 24 ساعة.
ـ[أبو محمد الفرحي]ــــــــ[24 - 12 - 07, 03:43 ص]ـ
بارك الله فيك
كأنك تقول: التفاوت الزمني لا مفر منه حتى ولو قلنا: إنه اليوم الذي يجتمع الناس فيه بعرفة
وإذا كان الأمر كذلك فالوجه أن تعلق الأحكام بحسب الاستهلال لكل بلد.
فما الفائدة من أن نجاوز جادة الشريعة في اعتبار الاستهلال بحسب كل بلد من أجل معنى قد لا يتحقق؟
وهذا المعنى يضيف وجها زائداً يقوي الاتجاه الأول من أن العبرة في صيام يوم عرفة هو صيام يوم التاسع مطلقا بحسب كل بلد ولو لم يوافق اليوم الذي يجتمع الناس فيه بعرفة.
على أن أصحاب الاتجاه الثاني قد يقولون: نحن لم نستنبط هذا المعنى استنباطا حتى تلزمونا باطرده وأن تخلّفه دليل على فساده.
وإنما صرنا إليه لالتفات الشارع إليه، وما بعد ذلك من تفاوت الزمن فإنما لمعنى آخر وهو مشروعية بدأ الصيام فإن الصيام لا يكون إلا بطلوع الفجر إلى أن تغرب الشمس ومعلوم تفاوته بحسب البلاد.
ويقوي هذا الجواب أن الشارع اعتبر في يوم عرفة للحاج إلى فجر يوم مزدلفة فهو يبدأ من فجر يوم عرفة (حسب مذهب الإمام أحمد وإن كان مخالفا لقول الجمهور) إلى فجر يوم مزدلفة فهو ينتظم في 24 ساعة.
نعم أخي أبو عبد الرحمن بارك الله فيك التفاوت الزمني حاصل سواء اتفق مسمى اليوم أو اختلف والمعنى الذي أريد أن أبينه هو أن الزمن الفاضل ليوم عرفة مقيد بـ9 ذي الحجة ويبدأ بأول بلد من الأرض استهلالا وينتهي بآخر بلد استهلالا (أقصد بالاستهلال بروز الهلال للرؤية سواء استهل به الناس بشكل صحيح أو ضلوا عنه) ويوم عرفة بهذا الإعتبار ليس مقيدا بطلوع الشمس وغروبها بمكة ولكنه يمتد قبليا ليشمل البلدان التي استهلت قبل مكة ويمتد بعديا ليشمل البلدان التي استهلت بعد مكة فيكون الغرض هو الدخول في الزمن الفاضل ليوم عرفة ولا يضر اختلاف مسمى اليوم .. فلو وافق يوم عرفة يوم الاثنين في مكة فإن يوم الإثنين في غرب أمريكا ليس بأولى بيوم عرفة من يوم الأحد وأي اليومين وافق 9 ذي الحجة كان هو يوم عرفة بالنسبة لهم
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[24 - 12 - 07, 10:26 ص]ـ
نعم أخي أبو عبد الرحمن بارك الله فيك التفاوت الزمني حاصل سواء اتفق مسمى اليوم أو اختلف والمعنى الذي أريد أن أبينه هو أن الزمن الفاضل ليوم عرفة مقيد بـ9 ذي الحجة ويبدأ بأول بلد من الأرض استهلالا وينتهي بآخر بلد استهلالا (أقصد بالاستهلال بروز الهلال للرؤية سواء استهل به الناس بشكل صحيح أو ضلوا عنه) ويوم عرفة بهذا الإعتبار ليس مقيدا بطلوع الشمس وغروبها بمكة ولكنه يمتد قبليا ليشمل البلدان التي استهلت قبل مكة ويمتد بعديا ليشمل البلدان التي استهلت بعد مكة فيكون الغرض هو الدخول في الزمن الفاضل ليوم عرفة ولا يضر اختلاف مسمى اليوم .. فلو وافق يوم عرفة يوم الاثنين في مكة فإن يوم الإثنين في غرب أمريكا ليس بأولى بيوم عرفة من يوم الأحد وأي اليومين وافق 9 ذي الحجة كان هو يوم عرفة بالنسبة لهم
والله تعالى أعلم.
أحسنت في التصوير الدقيق بارك فيك، ونفعنا بك.