تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لأنه يتمكن من الذهاب بها حيث شاء من البلد أو خارج البلد، طوعاً أو كرهاً، ويترتب على ذلك من المفاسد أعظم مما يترتب على الخلوة المجردة.

ولا يخفى آثار فتنة النساء والمفاسد المترتبة عليها؛ ففي الحديث " ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء " رواه البخاري (5096) ومسلم (2740)، وفي الحديث الآخر " اتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء " رواه مسلم (2742).

لهذا وغيره مما ورد في هذا الباب، وأخذاً بما تقتضيه المصلحة العامة ويحتمه الواجب الديني علينا وعليكم: نرى أنه يتعيَّن البت في منع ركوب أي امرأة أجنبية مع صاحب التاكسي بدون مرافق لها مِن محارمها أو مَن يقوم مقامه مِن محارمها أو أتباعهم المأمونين المعروفين .. ..

" فتاوى المرأة المسلمة " (2/ 553، 554).

وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:

لا يجوز ركوب المرأة مع سائق ليس محرماً لها وليس معهما غيرهما؛ لأن هذا في حكم الخلوة، وقد صحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لا يخلونَّ رجل بامرأةٍ إلا ومعها ذو محرَم " رواه البخاري (5233) ومسلم (1341)، وقال صلى الله عليه وسلم: " لا يخلونَّ رجل بامرأة، فإن الشيطان ثالثهما".

أما إذا كان معهما رجل آخر أو أكثر أو امرأة أخرى أو أكثر: فلا حرج في ذلك إذا لم يكن هناك ريبة؛ لأن الخلوة تزول بوجود الثالث أو أكثر. وهذا في غير السفر، أما في السفر: فليس للمرأة أن تسافر إلا مع ذي محرَم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرَم " متفق على صحته.

ولا فرق بين كوْن السفر من طريق الأرض أو الجو أو البحر، والله ولي التوفيق.

" فتاوى المرأة المسلمة " (2/ 556).

وقال الشيخ محمد الصالح العثيمين:

إنه لا يجوز للرجل أن ينفرد بالمرأة الواحدة في السيارة إلا أن يكون محرَماً لها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لا يخلونَّ رجل بامرأة إلا مع ذي محرم ".

أما إذا كان معه امرأتان فأكثر: فلا بأس؛ لأنه لا خلوة حينئذٍ بشرط أن يكون مأموناً وأن يكون في غير سفرٍ، والله الموفق.

" فتاوى المرأة المسلمة " (2/ 554، 555).

وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله:

لا يجوز للمرأة أن تركب السيارة وحدها مع سائق غير محرم، لا في الذهاب إلى المسجد ولا إلى غيره؛ لما جاء من النهي الشديد عن خلوة الرجل بالمرأة التي لا تحل له.

وإذا كان مع السائق جماعة من النساء: فالأمر أخف لزوال الخلوة المحذورة، لكن يجب عليهن التزام الأدب والحياء، وعدم ممازحة السائق والتبسط معه؛ لقوله تعالى {فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً} الأحزاب / 32.

" فتاوى المرأة المسلمة " (2/ 556، 557).

والله أعلم.


رقم الفتوى 19705 مفاسد ركوب المرأة مع السائق لا تخفى
تاريخ الفتوى: 12 جمادي الأولى 1423
السؤال
هل الأفضل تشغيل سائق رجل أم امرأة لتوصيل الزوجة أو التنقل في المدينة فقط؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فخروج المرأة مع السائق الأجنبي عنها، من معنى الخلوة المحرمة؟ والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا يخلو رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم. رواه البخاري ومسلم.
ولوقيل: إن خروجها معه في المدينة وأمام أعين الناس ليس بالخلوة -وهو قول ضعيف واحتمال مرجوح- فإن المفاسد والمحاذير من ذلك لا تخفى على أحد، فلو وجدت امرأة تقوم بهذا العمل فلا شك أنه يكون أفضل، وراجع الفتوى رقم: 2183.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير