تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حكم القراءة من كتب تفسير الأحلام]

ـ[عبد القادر بن محي الدين]ــــــــ[23 - 12 - 07, 10:29 م]ـ

ذكر الشيخ المحقق مشهور بن حسن آل سلمان حفظه الله عند تحقيقه لكتاب تعبير الرؤيا لابن قتيبة الدينوري رحمه الله هذه الفائدة:

حكم القراءة من كتب تفسير الأحلام لغير معرفة الأصول التي وضعها المعبرون

ومن ها هنا تعلم - أُخَيّ - عظيم خطأ ذاك الصّنف الذين لا هم لهم إلاّ اقتناء هذه (القواميس)

التي غزت الأسواق , وتدور بكبيرها وصغيرها عجلات مطابع اليوم , ثم يرون لأنفسهم أهليّة أن

يكونوا من كبار المفسرين للأحلام , إذ الأمر -والحالة هذه -ليس بالصعب العسير عليهم!! لأن غاية

مايصنعه الجاهل من هؤلاء أن يُقلب صفحات الفهرس في هذه (القواميس) لينظر في معاني تلك

الرؤى والمنامات التي تُحكى له , متغاضياً عن جهله بأحكامها , الشريفة , والخطيرة , في آن معاً.

قال ابن شاهين في كتابه." الإشارات في علم العبارات " (ص: 605):"ولو اعتمد المُعبّرون على ما

ضُبط في الكتب خاصّة لعجزوا عن أشياء كثيرةٍ لم تذكر في الكتب ".

ثم عاد - رحمه الله- فكرره في آخر كتابه (ص: 876) وزاد عليه:" ولكن يحتاج المعبّر أن يكون

عالماً بأصول التعبير , ويعبّر بما يظهر له من المعاني ".

وقال النابلسي في " تعطير الانام " (ص 18):" وللمعبرين طرقٌ كثيرة في استخراج التأويل , وذاك

غير محصور بل هو قابل للزيادة باعتبار معرفة المعبّر , وكمال حذقه وديانته , والفتح عليه بهذا العلم,

والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم ".

والمقصود أن القراءة في كتب (تفسير الأحلام) على وجه فيه اعتماد , وإسقاط ذلك على

(رؤى الناس) , وتعبيرها لهم دون علم بهذا الفن , مما لا يجوز شرعاً.

بل إن التصنيف في ذلك على النحو المبثوث في كتب التفسير المعروفة اليوم.

بلا توضيح لأحكام التفسير , وآدابه , هو أيضاً مما لا يجوز ولا يحل , وذالك لكثرة مايقع فيه العامة

من الفساد وسوء الاعتقاد وقد نصّ ذالك أهل العلم.

وفي" شرح زروق على الرسالة" (2/ 420):" قال لمالك: أيعبر الرؤيا من لا علم له بها ?

فقال: أبالنبوّة يلعب ?! , يشير بذلك للحديث المذكور ".

وللشيخ العلامة ابن عثيمين -رحمه الله- مشاركة في هذه المسألة المهمة , فقد سئل كما في "

فتاوى نور على الدرب " (2/ 483 - 484) مانصه: أود الاستفسار عن صحة كتب تفسير الأحلام , مثل

كتاب " تفسير الأحلام" لابن سيرين , وخاصة أنه يربط الأحلام بقضايا الأجل والرزق والخير والشر ,

فما حكم التصديق والتعامل بهذه الكتب ? مع العلم أنه فيها آيات من القرآن وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.

فقال رحمه الله -:" الجواب على هذا السؤال: أني أنصح إخواني المسلمين ألا يقتنوا هذه الكتب ,

ولا يُطالعوا فيها , لأنها ليست وحياً منزلاً , وإنما هي رأي قد يكون صحيحاً , وقد يكون غير صحيح ,

ثم إن الرؤى قد تتفق في رؤيتها , وتختلف في حقيقتها بحسب من رآها , وبحسب الزمن ,

وبحسب المكان , فإذا راينا رؤية على صورة معينة , فليس معنى ذلك أن كل ما رأينا على هذه

الصورة يكون تأويله كتأويل الرؤيا الأولى , بل تختلف , وقد نعبّر الرؤيا لشخص بكذا, ونعبر نفس الرؤيا

لشخص آخر بما يخالف ذلك.

وإذا كان هذا. فإني أنصح إخواني المسلمين بعدم اقتناء مثل هذه الكتب أو المطالعة فيها.

وأقول: إذا جرى لأنسان رؤيا فليهتد بما دلّه النبي صلى الله عليه وسلم , إن رأى رؤيا خير يحبها

وتأويلها على خير , فليخبر بها من يحب , مثل: أن يرى رؤيا أن رجلا يقول له: ابشر بالجنة , أو ما

أشيه ذلك , فليحدث بها من يحب , وإذا رأى رؤيا يكرهها فليقل: أعوذ بالله من الشيطان ,

ومن شر ما رأيت , ولا يحدث بها أحداً , لا عابراً ولا غير عابر , ولينقلب على جنبه الآخر إن هو

استيقظ.

وإذا فعل ما أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم عن رؤية مايكره , فإنه لن تضره أبداً بإذن الله ,

ولهذا كان الصحابة رضي الله عنهم يرون الرؤيا يكرهونها يمرضون منها , حتى حدثهم النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث وجزاه عن أمته خيراً.

فكانوا يعملون بما أرشدهم الرسول صلى الله عليه وسلم به , ويأمنون من شرها ".

ومثله أيضاً ما سئل الشيخ الفوزان -حفظه الله- كما في " مجموع الفتاوى له " (2/ 305 - 306

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير