تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

علم تاويل الأحاديث والمسمى بتفسير الأحلام يهبه الله لمن يشاء من عباده , وقد وهبه لنبيه

يوسف عليه السلام وفي هذا العلم مؤلفات كثيرة , نرجوا الإفادة عن أفضل هذه المؤلفات , وأكثرها

صدقا ?

فقال: لا شك أن الرؤيا منها ما هو حق وهي من عجائب آيات الله سبحانه وتعالى , وتأويل

الرؤيا يعتمد على الفراسة والذكاء والنظر في حال الرّائي , وهو موهبة يجعلها الله فيمن شاء

ولا أعرف مؤلفاً خاصاً في ذلك , لكن لابن القيم -رحمه الله - كلامٌ جيّد في هذا الموضوع

في الجزء الأول من " إلام الموقعين "وقال الشيخ التويجري - رحمه الله - "في كتاب الرؤيا"

(ص: 169 - 171 - ) ": وقد ألّف في تعبير الأحلام عِدّة مؤلفات , منها ما ينسب إلى ابن سيرين ’ ومنها ما ينسب إلى غيره , ولا خير في الاشتغال بها وكثرة النّظر فيها , لأن ذلك قد يُشوّش الفكر

وربما حصل منه القلق والتنغيص من رؤية المنامات المكروهة , وقد يدعو بعض من لا علم لهم

إلى تعبير الأحلام على وفق ما يجدونه في تلك الكتب , ويكون تعبيرهم لها بخلاف تأويلها المطابق

لها في الحقيقة , فيكونون بذلك من المُتخرّصين القائلين بغير علم , ولو كان كل ما قيل في تلك

الكتب من التعبير صحيحاً ومطابقاً لكل ما ذكروه من أنواع الرؤيا , لكان المعبرون للرؤيا كثيرين جداً في كل عصر ومصر , وقد عُلم بالاستقراء والتتبع لأخبار الماضين من هذه الأمة أن العالِمين بتأويل

الرؤيا قليلون جداً , بل إنهم في غاية الندرة في العلماء فضلاً عن غير العلماء , وذلك أن تعبير الرؤيا

علم من العلوم التي يختص الله بها من يشاء من عباده كما قال الله تعالى مخبراً عن يعقوب عليه السلام أنه قال ليوسف عليه السلام " وكذالك يجتبيك ربُّك ويعلِمك من تأويل الأحاديث "

وقال تعالى مخبراً عن يوسف عليه السلام " ربّ قد ءاتيتني من الملك وعلّمتني من تأويل الأحاديث "

والمراد بتأويل الاحاديث تعبير الرؤيا قاله غير واحد من المفسرين]

حكم تعميم المرائي التي عبّرها النبي صلى الله عليه وسلم

ولأجل هذا تنازع أهل العلم في المرائي التي عبرها النبي صلى الله عليه وسلم , هل هي أصل

معتبر في كل المرائي التي تشبهها , فتطّرد القاعدة على سائر الأحلام , أم لا ?

قال المناوي - رحمه الله- في " فيض القدير " (4/ 64 - 65 - )

" إن تأويلات النبي صلى الله عليه وسلم وإن كانت أصلاً عظيماً , إلاّ أنها لا تُعمّم على كل المرائي

بل لابد للحاذق بهذا الفن أن يستدلّ بحسب نظره "

وهذا مأخوذ من كلام ابن بطال - رحمه الله - وهو من المتقنين لهذا العلم كما يظهر من شرحه على البخاري , ففي" شرحه" (9/ 547 - 548 - )

": والمحفوظ عن الأنبياء وإن كان أصلاً فلايَعم أشخاص الرؤيا , فلا بد للبارع في هذا العلم أن يستدل

بحسن نظره , فيردُّ ما لم ينص عليه إلى حكم التمثيل , ويحكم له بحكم التشبيه الصحيح ,

فيُجعل أصلاً يُقاس عليه , كما يفعل في فروع الفقه "

ولذالك فسّر النبي صلى الله عليه وسلم اللّبن في المنام بالعلم كما في "البخاري" وغيره

وفسره الصحابة بالفطرة , كما في" سنن الدارمي " وغيره

وهو مشهور عن جمع من السلف , كما نقله ابن شاهين , والنابلسي , وغيرهما ,

عن ابن سيرين -رحمه الله - تفسير اللبن بالعدل والأمان , وغير ذلك.

" وهذا كله من الاوجه التي تذكر في التفسير الواحد ....

وبهذا البيان ينتهي المقصود , وليعذرنا القارئ على الإطالة , فالأمر غايةً في النّفاسة , ويستحق

الاسهاب .... والله الهادي

http://www.alnasee7a.com/vb/images/spirituality/misc/progress.gifhttp://www.alnasee7a.com/vb/images/spirituality/misc/progress.gifhttp://www.alnasee7a.com/vb/images/spirituality/misc/progress.gif

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير