تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

"وقد أجمعوا على وجوب مد حروف المد كلها على التسوية من غير تفصيل، والمفصل فيها مبطل لا محالة، إذ التخصيص بلا مخصص لا أصل له ولا قائل به، فهو باطل، وسنتذاكر ذلك إن قدر الله لقاءنا بعد إن شاء الله فيحتج كل منا بما عنده، وأرى أن أكتب إليك سيدي أبياتا قلتها عندما رجعت عنك تلك المرة منذ نحو عامين، وقد ذاكرتك بذلك إذ ذاك فلم تتنازل إلي ولم تبالني تحسب أن الأمر هين، وهو عندي عظيم، ثم عزمت على إيصالها إياك فلم يقدر، وهي:

إلى شيخنا الأستاذ نخبة عصرنا

ألا إنكم لا شك أتلفتم حرو

قصرتم جميعا غير حرف يليه حر

وسووا حروف المد فالحق بين

امام الأدا مني السلام يوجه

ف مد بتجويد القرآن تنبهوا

ف آخر ممدود كماذا ألا انتهوا

وفرض على العادين عود متى نهوا

في تسعة أبيات أخرى احتج بها على شيخه وبين فساد مذهبه وختم بقوله:

وشأن ذوي الانصاف ان يتنازلوا

فان هم أفيدوا العلم يكسوه شكرهم

ويدرون أن العلم روح حياته

لبحث ولو من فدم أخرق يعمه

وان هم رأوا جهل المباحث نبهوا

مذاكرة لا سي من يتفقه

جواب احمد بن يحيى الرسموكي شيخه ـ:

صدر الشيخ في جوابه بمقدمة طويلة ينهى فيها تلميذه عن الجدال والإلحاح في السؤال، ويثني على عقله بقوة النفاذ في البحث والمناقشة، إلا أنه قال: "إلا أنى خفت عليك أن يؤيدك إلى زلة في قعر هوة لا تقدر على خلاصك منها، وذلك كقولك "اجتهدت وابتدعت مذهبا ارتضيته، واخترت خطر الابتداع والانفراد بالرأي على التأسي، وكقولك أيضا "ركبت في ذلك قارب الاجتهاد وإن لم أكن من أهله" .. ثم قال له بعد كلام من هذا القبيل:

"وهل يسوغ الاجتهاد في كتاب الله تعالى، لكل ذي عقل سديد، فاستغفر الله تعالى في ذلك، واطلب المولى الكريم الغفران لنا ولك، فلا يجوز الاجتهاد والخوض في كتاب الله تعالى، وإنما هو محض تقليد رسما وتلاوة، وذلك كله موقوف على الأخذ والمروي، ولا يجوز لكل واحد أن يقرأ ويقرئ إلا بما قرأ به مع الإجازة من الأئمة الحجة، ولا مخالفة المروي عنهم.

"وقد حككت هذه المسألة مع شيخنا الدرعي ـ رحمه الله تعالى ـ غاية غاية حتى نقل لي كلام ابن الجزري في "النشر" وهو قوله: " لا يحل لك ان تقرأ أو تقرئ إلا بما قرأت به وأجيز لك ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn1)) ، فالقراءة بلا إجازة ليست بمقرأ، فقلت: فكيف بقراءتنا؟ إلى ان قال: تسمى مذاكرة، هكذا قال رحمه الله ....

ثم قال: "ولا يخطر ببالك ـ سيدي ـ أننا نخالف المروي في التلاوة وغيرها، ولا نخالفه أبدا ولو انقبلت علينا الدنيا بأسرها، وقد زعمت أننا نسارع في بعض حروف المد واللين، وأنت تمططها، فلا ينبغي لك في الحزب الراتب لاجتماعك مع الغير في القراءة!

"واما إثبات حروف المد واللين فلا بد منها وصلا ووفقا لا فرق على قدر مدها الطبيعي كما قال كل واحد من أئمة علماء القراءة، فالقراءة كالميزان، لا يزاد فيها ولا ينقص منها ...

فحاصل الأمر ـ سيدي ـ ما سمعت مني في التلاوة هو المروي عن أشياخنا ـ رحمهم الله ـ وأجازونا وهم ثقات، منهم من يوثق به رواية عن شيخهم ابن القاضي ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn2)) ـ رحم الله الجميع، وأسكننا معهم في فراديس الجنان:

ـ فمنهم الأول في الأخذ عنه سيدي إبراهيم الدرعي، والأستاذ سيدي إبراهيم، وسيدي عبد المومن الهسكوريان، ومجيزنا أبو عمران الهشتوكي ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn3)). وسيدي محمد الهواري ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn4)) وسيدي عبد الرحمن الريسي وسيدي علي بن جارية بها شهر القصري الأصل، وهم الثلاثة بفاس المحروسة، وسيدي احمد أمنزل به شهر الدمناتي فكيف إسنادنا بهؤلاء الثقات؟ أخذنا عنهم مشافهة، إجازة منهم، كما اخذوا عن شيخهم ابن القاضي تواترا، أخذها خلف عن سلف إجازة إلى النبي صلى الله عليه وسلم .. فإسنادنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أربعة وعشرون شيخا ولم ينكر علينا أحد ممن لقيناه من الأشياخ كنكرانك ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn5))، ونحن شبنا في كتاب الله العزيز بالخدمة والحمد لله وما رأينا أحدا يقول ما تقول حضريا وباديا، وأنت ـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير