[تقلص نفوذ المذاهب]
ـ[عبد القادر بن محي الدين]ــــــــ[27 - 12 - 07, 07:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
... لا يخفى عمن له بصيرة بالواقع الاتجاه العام , الذي يسلكه الفقه في هذه الأعوام , فإني لا أشك أنه متّجه الآن إلى الإندماج , وأن الأمة سائرة منذ حين إلى تقلص نفوذ المذاهب الفقهية وقلّة مالها من رواج , كما كان عليه الأمر في القرنين الثالث والرابع, إلاّ أن الأمر يومئذ كان متجها نحو استحكام المذهبية , وهو الآن متجه نحو ضعفها وانفراط أمرها , مع الفارق في الأسباب , وفي المستوى العلمي لدى الناس , ومما ساعد على ذلك , وسائل الإتصال , وسرعة الانتقال , وفشو الكتب والتسجيلات , واستفحال أمر الفضائيات والقنوات , ومن أهم هذه الأسباب ذهاب الخلافة الإسلامية , وضعف ارتباط الحكم بالدين , بل انتقاض عرى الحكم بما أنزل الله في الجملة , فلم يعد الأمر نزاعاً مذهبياً , بل صار حكماً لا علاقة له بالشرع , هذا إلى قلة تدارس الكتب الفقهية المذهبية , لما يغلب عليها من التعقيد وكثرة التفاصيل , " واختلاف منهجيتها عن منهجية التعليم الحالي " , في مقابل كثرة الكتب والرسائل العلمية من المذاهب الأخرى , وسهولة مأخذها , وسهولة مأخذها , وتناولها لبعض النوازل التي لم تتناول من وجهة نظر المذهب السائد , بل إن كثيراً ممن يزعمون أنهم متقيدون بمذهب ما , ويتبجحون بهذه العبارة , لا يلتزمون المذهب , لا في شؤونهم الخاصة, ولا فيما قد يجيبون غيرهم من السائلين , فالزّمن الذي نعيشه , ليس زمن التقليد الخالص للمذاهب , كما كان عليه الأمر منذ نحو القرن , وليس هو بزمن التحرّر , كما كان عليه في العصر الأول , الذي لا أرى أنّه يتكرّر , وإنما هو أشبه بما كان عليه الأمر في القرنين الثالث والرابع , مع التباين الكثير بينهما , قال ولي الله الدهلوي:" فالكتب والمجموعات محدثة , والقول بمقالات الناس , والفتيا بمذهب الواحد من الناس , واتخاذ قوله والحكاية له في كل شيئ , والتفقه على مذهبه , ولم يكن الناس قديماً علىذلك , في القرنين: الأول والثاني. (الانصاف في بيان اسباب الاختلاف).
والحق أن الاجتهاد قد تناقص ابتداء من نهايات القرن الرابع , حيث وضعت المختصرات , وأخلد الفقهاء إلى التقليد من غير نظر في الأعلم بل بحسب الاتفاق , والتشهي والتعظيم , والعادة , والبلد , فلو أراد الطالب اليوم في المغرب أن يتمذهب لأبي حنيفة لعسُر عليه , كما لو أراد أن يتمذهب لابن حنبل ببخارى ". (سير أعلام النبلاء)
قال شارح المراقي: الظاهر أن مذهب مالك يتعين على جل أهل المغرب , إذ لا يكاد يوجد فيهم من يعرف فقه غيره من المذاهب ,,, " (نثر البنود على مراقي السعود)
ولكني لا أحسب أن الأمر الآن كما قال.
والمنتظر ممن عرف هذه الحقائق أو بعضها , أن يضع في حسبانه هذا الذي ذكرت إذا ألّف , فلا يجاري المغالين في غلوائهم , ولا يساكن المتعصبين في جحورهم , بل يقف موقف الوسط , وهو يقتضي منه أن يحاول بيان راجح الأقوال من مرجوحها , وقويّها من ضعيفها , بحسب الإمكان , حتى يستمرّ انتفاع الأمة بتلك التآليف , ولا تغدوا نسياً منسياً , كما هو الواقع اليوم ,
] والله أعلم
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[27 - 12 - 07, 10:09 م]ـ
وهو الآن متجه نحو ضعفها وانفراط أمرها
وهذا الضعف في أهل العصر لا في مذاهب أسلافنا
فهذا الأمر يعد من عيوب هذا العصر
هذا إلى قلة تدارس الكتب الفقهية المذهبية , لما يغلب عليها من التعقيد وكثرة التفاصيل , " واختلاف منهجيتها عن منهجية التعليم الحالي "
في كل مذهب من المذاهب الأربعة كتب غير معقدة سهلة المأخذ والتعقيد إنما هو في بعض الكتب
على أنه قد يكون سبب التعقيد قدم عصر المؤلف فمثلا كتب الشافعي رحمه الله تعتبر عند أهل عصرنا معقدة أما في عصر الشافعي فليس الأمر كذلك
لأن كل مصنف إنما يكتب بلغة أهل عصره
إذا علم ذلك لم يختص هذا الأمر في كتب المذاهب بل في أغلب الكتب المتقدمة وإن شئت فقل الكتب التي كتبت بلغة بعيدة عن لغة أهل العصر
على أن هذا ليس عيبا في تلك الكتب ومؤلفيها
بل العيب في أهل العصر لأن المطلوب منهم أن يسألوا العلماء ووظيفة العلماء نقل كلام المتقدمين بلغة العصر لتسهيل الفهم
وأيضا فإن تعلم العربية وفنونها مطلوب لمثل هذه الأمور وكذا فهم مصطلحات أهل الفن
وتناولها لبعض النوازل التي لم تتناول من وجهة نظر المذهب السائد
هذا نادر ويندر أكثر بالنسبة لمجموع المذاهب الأربعة
كما أن العكس وارد على تلك المذاهب التي عنيت فما من مذهب إلا وفيه نقص
بل إن كثيراً ممن يزعمون أنهم متقيدون بمذهب ما , ويتبجحون بهذه العبارة , لا يلتزمون المذهب , لا في شؤونهم الخاصة, ولا فيما قد يجيبون غيرهم من السائلين
هذا ليس بعيب إذا ترك مذهبه لدليل راجح
قال ولي الله الدهلوي:" فالكتب والمجموعات محدثة , والقول بمقالات الناس , والفتيا بمذهب الواحد من الناس , واتخاذ قوله والحكاية له في كل شيئ , والتفقه على مذهبه , ولم يكن الناس قديماً علىذلك , في القرنين: الأول والثاني. (الانصاف في بيان اسباب الاختلاف).
المذموم الزام الناس بمذهبٍ واحد أما التفقه على مذهبه والتمذهب به مع عدم التعصب فمحمود بالاتفاق
فإني لا أشك أنه متّجه الآن إلى الإندماج
إن كنت تقصد حمل الأمة على قول واحد ونبذ المذاهب فهذا متعذر
بل هو مخالف للسنن الكونية
فلابد لمن يفر من المذاهب أن يوقع الناس في مذاهب غيرها كما هو ملاحظ الآن
وأضرب مثالا واحدا للتوضيح فكثيرا من طلبة العلم اليوم نبذوا المذاهب وتمذهبوا بمذهب الشيخ الألباني رحمه الله
وبالجملة من طالب بنبذ المذاهب فقد طالب بنبذ تراث الأسلاف ولا فرق