تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد أفادنا هنا الشيخ ابن يحيى بأن مسألة تقدير المد بالحركات كانت مفهومة عند رجال المدرسة الفاسية لأنها تقوم على اعتبار سليم للزمن الذي ينطق فيه الفم بالحرف مصحوبا بحركته التي يخرج بها عن السكون، فإذا زاد مد الصوت بالحركة نشأ ما يسمى بـ"المد" الاصطلاحي، فإن كان الامتداد بالقدر الأول الذي فارق به السكون فهو القصر أو المد الطبيعي، وإن زاد بقدر ذلك فهو التوسط ـ ومقداره كما سيأتي أربع حركات ـ وإن زاد على ذلك حتى كان بقدر الحركة الأولى ست مرات فهو نهاية المد أو "الإشباع".

ولهذا رفضوا التقدير بحركة الأصابع، وقرروا أن "المعمول عليه الأخذ ليس إلا" كما عبر عن ذلك الشيخ الرايسي، على ان الخصومة كما يبدو ليست في مقدار امتداد الصوت بالمد الطبيعي، فقد كانت قضيته محل اتفاق بين طرفي النزاع، لأن المجيب زعم "أن إثبات حروف المد واللين فلا بد منها وصلا ووقفا لا فرق على قدرها الطبيعي كما قال كل واحد من أئمة علماء القراءة"، لكن الخصومة كانت في الواقع حول "القراءة الجماعية" أي "الحزب الراتب" الذي كان أهل سوس لهذا العهد يأخذون فيه بنمط خاص في الأداء تمد فيه بعض حروف المد واللين دون بعض، وتختلس فيه بعض الحركات حتى تتحول إلى سواكن، وربما سقطت بذلك بعض الحروف بسبب السرعة والهذرمة.

وقد أثارت هذه القضية ثائرة العلماء وحاولوا التصدي لها بكل ما يستطيعون، وقد اقترن ظهورها وارتبط بالأخذ بالوقف المنسوب إلى الإمام الهبطي الذي كان لمثل هذه القراءة الجماعية في الحزب الراتب وغيره أثر بالغ في تعميمه وترسيخ الأخذ به كما قدمنا.

وهذه صورة أخرى عن موقف من تلك القراءة نضيفه إلى موقف ابن الرشيد السجلماسي وموقف عبد الله بن إبراهيم الرسموكي لندرك إلى أي حد بلغ الغليان في هذه المعركة، وخاصة بين قراءة سجلماسة ومن أخذ عنهم وبين قراء سوس، ويتعلق الأمر في هذه المرة برسالة اعتراض من العلامة أبي العباس أحمد بن عبد الله الصوابي السوسي (1095ـ1149هـ)، وقد ساق نص هذا الاعتراض الشيخ الحضيكي وهو من تلاميذه في ترجمته له في "مناقبه فقال فيه:

[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref1)- كتاب متوسط الحجم يوجد مخطوطا بالخزانة العامة بتطوان في مجموع برقم 344 وهو في أوله ويستغرق من الصفحات من 2 إلى 42. وقد تقدم ذكر استدراك الشيخ إبراهيم الدرعي المذكور على ابن القاضي في كتابه "بيان الخلاف والتشهير والاستحسان وما أغفله مورد الظمآن"، وهذه المسائل المستدركة يسيرة في صفحة واحدة كما عرف بها شيخنا الدكتور التهامي الراجي في مقدمة تحقيقه لكتاب التعريف للإمام الداني: 149.

[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref2)- ومن الغريب أن نجد بعض الذين ألفوا في رواية ورش وقتنا كالسيد محمد الإبراهيمي في كتابه "المحجة" 435 يقول في تقدير التوسط: "أن تمد صوتك به زمانا يكفي لضم أو بسط أربع أصابع، أي بزيادة حركية على مقدار المد الطبيعي.

رسالة اعتراض للشيخ أحمد الصوابي:

"شيخنا وعمدتنا العالم الفاضل الولي الصالح .. خاتمة محدثي سوس وآخر من قرأ "تسهيل ابن مالك" ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn1)) منهم، وآخر من أقام الدين وأحيا السنن وأمات البدع وأرشد العباد، ... ثم ذكر من أعماله في محاربة البدع فقال:

"فمن ذلك قراءة الناس بـ"الوقف الضبطي" ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn2)) القرآن العظيم كتاب ربهم وكلامه وأصل دينه، قد عمد الشيطان ـ لعنه الله ـ لذلك فصرفهم عن تجويده الواجب المتعين والترتيل الذي أمر الله به والتدبر فيه والتخشع والسكينة على كل قارئ لكتاب الله .. فمكر الشيطان الرجيم، واحتال على الناس حتى منعهم من ذلك وأوقعهم في المحظور الواضح، والحرام الصريح، والمعصية الكبيرة عياذا بالله ـ من قصر الممدود، ومد المقصور، وإسقاط الحروف والحركات وتبديلها وتغييرها، وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون" ثم قال:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير