تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ونقل السيوطي رحمه الله عن الشيخ بدر الدين بن الدماميني أنه قال في كتابه "حسن الاقتصاص فيما يتعلق بالاختصاص": ومن خصائصه صلى الله عليه وسلم أنه لا يدعى له بالرحمة، وإنما يدعى له بالصلاة والبركة التي يختص بها، ويدعى لغيره بالرحمة والمغفرة، كذا قال ابن عبد البر وعدّه من خصائصه، قال: وقد رويت الصلاة عن النبي صلى الله عليه وسلم من طرق متواترة بألفاظمتقاربة، وليس في شيء منها وارحم محمدا وآل محمد، وإنما فيها لفظ الصلاة والبركة لاغير، ولا أحب لأحد أن يقول وارحم محمدا، والصلاة وإن كانت من الله الرحمة فإن النبي صلى الله عليه وسلم خص بهذا اللفظ.

وقال الحافظ في الفتح:"ففي الذخيرة من كتب الحنفية: يكره ذلك لإيهامه النقص لأن الرحمة غالبا إنما تكون عن فعل ما يلام عليه. اهـ

وقال رمه الله في كتابع الماتع"الأمالي على كتاب الأذكار للنووي" بعد أن ساق بعض الذين منعوا الترحم على النبي صلى الله عليه وسلم: ( ... وليس بجيد منهم فإنها وردت منحديث أبي هريرة ومن حديث ابن مسعود، ومن ابن عباس، ومن حديث بردة، فحديث أبي هريرة أخرجه البخاري في الأدب المفرد بسنده عنه صلى الله عليه وسلم قال:" من قال اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وترحم على محمد وعلى آل محمد كما ترحمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم شهدت له يوم القيامة بالشهادة وشفعت له"

وحديث ابن عباس أخرجه أبو جعفر الطبري بسند ضعيف عنه قال قالوا: يا رسول الله قد علمتنا السلام عليك فكيف الصلاة عليك؟ قال: قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وآل محمد كما باركتعلى إبراهيم وآل إبراهيم" ...

وروى ابن ماجة وغيره بسند حسن عن ابن مسعودك إذا صليتم على النبي صلى الله عليه وسلم فأحسنوا الصلاة عليه فإنكم لاتدرون لعل ذلك يفرض عليه، قالوا: فعلّمنا قال: قولوا: اللهم اجعل فضائل صلواتك ورحمتك وبركاتك على سيّد المرسلين" الحديثورواه بعضهم عن ابن مسعود مرفوعا ...

فهذه الأحاديث يشهد بعضها لبعض، وأقواها أوّلها، ويدل مجموعها على أن للزيادة أصلا ... اهـ

وقال العلامة السيوطي رحمه الله في "تحفة الأبرار بنكث الأذكار للنووي": الذي دلت عليه هذه الأحاديث جواز الدعاء له صلى الله عليه وسلم بالرحمة على سبيل التبعية لذكر الصلاة والسلام كما في سلام التشهد على وجه الإطناب والحكاية، وأما على وجه الإفراد كأن يقال: قال النبي رحمه الله فلا شك في منعه وهو خلاف الأدب وخلاف المأمور به عند ذكره من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم ولا ورد ما يدل عليه البتة، ورب شيء يجوز تبعا ولايجوز استقلالا. اهـ

والله تعالى أعلى وأعلم وأعز وأحكم

ـ[إلياس العثماني المغربي]ــــــــ[30 - 12 - 07, 05:08 م]ـ

قال الفضيل بن عياض رحمه الله: المؤمن يستر وينصح، والفاجر يهتك ويعيِّر

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير