تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما حديث جابر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فقد ذكر أهل العلم أن المراد فلم يرد علي أي بلفظه وإنما أشار بيده وهذا ما ورد صريحاً في رواية مسلم حيث قال: " فقال لي بيده هكذا " وفي رواية له أخرى " فأشار إلى "

قال الحافظ ابن حجر في الفتح (3/ 87): (فيحمل قوله في حديث الباب فلم يرد علي أي باللفظ وكان جابرا لم يعرف أولا أن المراد بالإشارة الرد عليه فلذلك قال فوقع في قلبي ما الله أعلم به أي من الحزن)

وكذا حديث ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - المراد لم يرد بكلام ولذا بوب عليه البخاري في صحيحه (باب ما ينهى من الكلام في الصلاة)

وروى الحديث عبد الرزاق وابن أبي شيبة في مصنفيهما وأحمد وابو داود الطيالسي في مسنديهما وأبو داود والنسائي في سننهما وابن حبان في صحيحه من طريق عاصم عن أبي وائل عن ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: " كنا نسلم على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فيرد علينا السلام حتى قدمنا من أرض الحبشة فسلمت عليه فلم يرد علي فأخذني ما قرب وما بعد فجلست حتى إذا قضى الصلاة قال إن الله عز وجل يحدث من أمره ما يشاء وأنه قد أحدث من أمره أن لا يتكلم في الصلاة " وقد رواه البخاري في صحيحه معلقاً.

وفي رواية كلثوم عن عبد الله بن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: كنت آتي النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهو يصلي فأسلم عليه فيرد علي فأتيته فسلمت عليه وهو يصلي فلم يرد علي فلما سلم أشار إلى القوم فقال إن الله عز وجل يعني أحدث في الصلاة أن لا تكلموا إلا بذكر الله وما ينبغي لكم وأن تقوموا لله قانتين " رواه النسائي وغيره.

وقد روى الحديث البيهقي في السنن الكبرى عن ابن سيرين مرسلاً قال: أنبئت أن بن مسعود قال: أتيت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حين قدمت عليه من الحبشة أسلم عليه فوجدته قائما يصلي فسلمت عليه فأومأ برأسه " وفي رواية ابن ابي شيبة عن ابن سيرين مرسلاً " فاومأ وأشار برأسه "

وأيضاً في الحديثين لم ينكر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على جابر ولا ابن مسعود سلامهما عليه في الصلاة وإنما غاية ما حصل أنه لم يرد السلام لفظاً.

و هذه الأحاديث عامة تشمل الفرض والنافلة فلا دليل على التفريق بينهما.

والله أعلم

ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[01 - 01 - 08, 07:42 ص]ـ

أحسن الله إليكم

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير