تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أخبرنا مالك بن إسماعيل ثنا مندل بن علي العنزي حدثني جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير قال: ((كنت أجلس إلى ابن عباس؛ فأكتب في الصحيفة حتى تمتلىء ثم أقلب نعلي، فأكتب في ظهورهما)) (27).

فماذا بعد النعال (؟!) أَوَلَيْسَ جلد المؤمن بأطهر لآيات الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ من نعلي سعيد بن جبير رضي الله عنه (؟) وأين ابن عباس رضي الله عنه ألم ير تلميذه يمتهن العلم بكتابته على ظهور نعليه (؟) أم ربما أن الأمر لا يعنيه (؟) لو رآك الشيخ تكتب بين يديه على النعال؛ لضربك بالنعال، ولم يُبَال بعدها أنت في أي حال (!)

لعل نعال سعيد من جلد البعير، أو العُيَيْر ـ سِيَّان ـ لذا لم ير حرجاً أن يكتب العلم في ظهورهما، وقد جرت بذلك سنتهم وعادتهم، وما الذي حمله على ذلك (؟) أليس حب العلم، وخشية فواته (؟؟؟!)، وربما دعت الضرورة، والحاجة، والإملاقُ، فهو (صُفْر كَفٍّ لم يُسَاعِدْهُ السَّبَب) (!) فكيف بمن مسه الشيطان بنصب وعذاب (؟)، وتلبسه جان يكون معه حيث كان (؟؟!) أليست ضرورته قاضية؛ بأن يمسه أيضاً بكتابته على جسده آيات الرحمن (؟!).

فأين الذين يبحثون عن الدليل (؟)

يقول أحدهم في معرض رده على ابن القيم: ((أن ابن القيم رحمه الله لم يذكر دليلاً على الجواز لا من الكتاب ولا من السنة، ولا من فعل السلف، سوى ما ذكره عن شيخه رحمه الله. . .)).اهـ

هكذا بهذا اللفظ: ((سوى ما ذكره عن شيخه))، عَجَباً لك (!) وهل رأيت ابن تيمية في كنيسة (؟!)، أم رأيته في بيعة (؟!) أم رأيت في وسطه زُنَّاراً (؟!) (28)

لعلك تقول: ويش شيخ الإسلام ابن تيمية (؟!)، ومن ابن القيم (؟!)؛ فإن الذي أراه في هذه المسألة. . . (!).

أليس ((يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين)) (29).

أليس ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم؛ عُدُولاً فُحُولاً (؟!).

أليس شيخ الإسلام ابن تيمية، وقَفِيُّهُ ابن القيم ينفون عن العلم تحريف الغالين (؟)، فهل غالوا في فهم الاستشفاء بكتاب الله، عندما كتبوه على جباههم (؟!).

أم هل انتحلوا العلم فهم بكتابة آيات الله على جباههم؛ مبطلون (؟).

أم تأولوا أن الكتابة على الجباه من معاني الاستشفاء؛ فهم جاهلون (؟!).

فما ظَنُّ المعترض باثنين، الله وفقهما (؟!) فكيف إذا كان الأول ابن تيمية، وكان ابن القيم رِدْفاً له (؟!)، فما ضَيَّعَهُمَا الله إلى يومنا هذا، فما زالوا ظاهرين، والناس عليهم عيال، ينهلون من علومهم، ويغترفون من فهومهم (!)

ولمثل هذا نقول: على رِسْلِكَ: أولاً: أَيْنَ الدَّلِيْلُ عَلَى الْمَنْعِ (؟) أنت لم تورد دليلاً على بدعة، أو حرمة هذا العلاج، فمن اعترض، ومنع فعليه الدليل.

ثانياً: أنت تعترض لأنك ترى رأياً آخر هو محض اجتهاد منك لا اعتبار له، إذ ليس له حظ من النظر، وقولك: ((لذا فإن الذي أراه في هذه المسألة، أن الأولى ترك ذلك، والاقتصار على الرقية الشرعية))، هذا رأي محض، فمن أراد أن يرد شيئاً، أو أن يعترض فَلْيَأْتِ بالبينة، ولْيُقِمِ الدليل، لا أن يقول: ((فإن الذي أراه. . .)) فإن الذي تراه لا يراه شيخ الإسلام، ولا يلزم به الناس شرعاً، وليس على الناس اتباعه، لك ما ترى، ولغيرك ما يرون، إذا عريت المسألة عن الدليل، فلم الإنكار، والاعتراض إذن (؟).

ثالثاً: ليس كل ما لم يفعله الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أو صحابته، أو تابيعهم؛ فإنه لا يجوز فعله، أو الأولى تركه، بل قد يتعين لما في ذلك من المصلحة، ودفع المفسدة، وهأنذا أورد أدلة على ذلك، فمن ذلك: جمع القرآن، فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مات ولم يجمع القرآن في مصحف، وكتاب واحد، فلم يؤلف بينه من الرقاع والأكتاف ومضى الأمر على ذلك إلى أن اسْتَحَرَّ القتل بالصحابة في مواطن القتال فخشى عمر رضي الله عنه أن يذهب القرآن بذهابهم فأشار على أبي بكر رضي الله عنه بجمعه، فقال الصديق: ((كيف أفعل شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم (؟)، فلم يزل عمر يراجعني فيه، حتى شرح الله لذلك صدري، ورأيت الذي رأى عمر)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير