تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[محمد البيلى]ــــــــ[07 - 01 - 08, 11:08 ص]ـ

فما ضابط البدعة إذا يا إخوان؟

ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[07 - 01 - 08, 11:33 ص]ـ

فما ضابط البدعة إذا يا إخوان؟

الأخ الغالي: محمد

البدعة المنهي عنها شرعا هي ما يشرعه الناس في أمور الدين مضاهاةً للثابت عن الشارع , قال شيخ الإسلام رحمه الله:

(وقد قررنا في القواعد في قاعدة السنة والبدعة أن البدعة هي الدين الذي لم يأمر الله به ورسوله فمن دان دينا لم يأمر الله ورسوله به فهو مبتدع بذلك وهذا معنى قوله تعالى (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله) ولا ريب أن هذا يشكل على كثير من الناس لعدم علمهم بالنصوص ودلالتها على المقاصد ولعدم علمهم بما أحدث من الرأى والعمل وكيف يرد ذلك إلى السنة كما قال عمر بن الخطاب ردوا الجهالات إلى السنة) الاستقامة 1/ 5

ولعل هذا الجواب وتاليه تكون فيهما بغيتك:

السؤال: على بركة الله نبدأ هذا اللقاء برسالة وصلت من السائل من جمهورية مصر العربية خالد خ يقول في هذا السؤال ما هي أقوال الفقهاء في البدعة وهل هناك بدعة حسنة وأخرى سيئة أفيدوني جزاكم الله خيرا؟

الجواب

الشيخ: الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين البدعة هي أن يتعبد الإنسان لله تعالى بما لم يشرعه من عقيدة أو قول أو فعل فالبدعة في العقيدة أن يخالف ما كان عليه السلف الصالح سواء كان ذلك في ذات الله عز وجل أو في صفاته وأفعاله فمن قال إن الله تعالى ليس له يد حقيقة ولكن يده هي قوة أو قدرته أو نعمته كان مبتدعاً أي قال قولاً بدعياً وذلك لأن السلف الصالح لم يفسروا اليد التي أضافها الله لنفسه بهذا أبداً لم يرد عنهم حرف صحيح ولا حتى الضعيف أنهم فسروا اليد بغير ظاهرها وعلى هذا فيكون السلف مجمعين على أن المراد باليد هي اليد الحقيقية وذلك أنهم يتلون القرآن ويقرؤون ما جاءت به السنة في هذا ولم يرد عنهم حرف واحد أنهم صرفوا النص عن ظاهره وهذا إجماع منهم على أن المراد بظاهره حقيقة ما دل عليه وكذلك قوله تعالى (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) فإن معناه إذا تعدت بعلى العلو على الشيء علواً خاصاً فيكون استواء الله على عرشه علوه عز وجل عليه على وجه خاص يليق بجلاله وعظمته لا نعلم كيفيته فمن قال إن استوى بمعنى استولى وملك وقهر فقد ابتدع لأنه أتى بقول لم يكن عليه السلف الصالح ونحن نعلم أن السلف الصالح مجمعون على أن استوى على العرش أي على عليه العلو الخاص اللائق بجلال الله عز وجل بدون تكييف ولا تمثيل لأنه لم يرد عنهم حرف واحد يخرج هذا اللفظ عن ظاهره وهذا اللفظ بظاهره معناه ما ذكرنا لأن هذا هو معناه في اللغة العربية التي نزل القرآن بها كما قال الله تعالى (إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) وقال تعالى (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) وقال تعالى (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) فاعتقاد ما يخالف عقيدة السلف بدعة، كذلك من الأقوال ما ابتدع فهناك أذكار رتبها من رتبها من الناس ليست على حسب الترتيب الشرعي الذي جاء عن محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فتكون بدعة سواء كانت بدعة في صيغتها أو في هيئتها أو في هيئة الذاكر عند ذكره أو غير ذلك، هناك أيضاً أفعال ابتدعها من ابتدعها الناس أحدثوا شيئاً لم يكن عليه النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه من الأفعال فهذه بدعة إذن فضابط البدعة بالخط العريض:

هي أن يتعبد الإنسان لله تعالى بما لم يشرعه الله إما بعقيدته أو قوله أو فعله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير