تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[05 - 02 - 08, 02:43 م]ـ

اعلم أخي مصطفى - بارك الله فيك - أن هذه الصناديق، يذهب أكثر ما فيها إلى هذه القروض.

و أما الفقراء و المحتاجون - الذين هم أهلها عند الله - فلا يعطوا منها إلا القليل، و بعد إجراءات إدارية مضنية.ملفات و طلبات و اجتماعات ... و قد يتمخض كل ذلك الإنتظار بقطرة لا تبل عطشا و لا تطفئ ظمئا.

و قد حدث أن أسرة قُطع عنها الإمداد بالكهرباء بسبب عدم سداد المستحقات، فلجأت إلى هذا الصندوق بطلب ... فكان الرد بعد خروج فصل الشتاء ... و بمبلغ هزيل ... و كأنه قيل لهل اشتري به شمعات ...

،، إنا لله وانا اليه راجعون، هذا صد عن سبيل الله

لا ينبغى لمسلم يخشى الله ويتقه، ان ينافح عن مثل هذا، وأبرئ اخى عبد الرشيد ان ينافح عن مثل هؤلاء، وحسن ظنى فيه انه ما اراد الا الخير والتيسير على المسلمين والتفريج عن كرباتهم

،، وهذا يقودنا الى الاصل الثالث

فمعنى ان تتكدس اموال الزكاة فى تلك الصناديق، يقابله شرعا عدم وجود من يستحقها او اصحاب الاسهم المنصوص عليهم فى الآية الكريمة

فالاصل ان تدفع الزكاة لمن يستحقها متى تواجدا، ولا يجوز تأخيرها الا لضرورة او مصلحة معتبرة

اخرج البخارى فى صحيحه: عن عقبة قال صليت وراء النبي صلى الله عليه و سلم بالمدينة العصر فسلم ثم قام مسرعا فتخطى رقاب الناس إلى بعض حجر نسائه ففزع الناس من سرعته فخرج عليهم فرأى أنهم عجبوا من سرعته فقال (ذكرت شيئا من تبر عندنا فكرهت أن يحبسني ففأمرت بقسمته)

،، قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله تعالى

عن عقبة هو بن الحارث النوفلي وللمصنف في الزكاة من رواية أبي عاصم عن عمر بن سعيد أن عقبة بن الحارث حدثه قوله فسلم فقام في رواية الكشميهني ثم قام قوله ففزع الناس أي خافوا وكانت تلك عادتهم إذا رأوا منه غير ما يعهدونه خشية أن ينزل فيهم شيء يسؤوهم قوله فرأى أنهم قد عجبوا في رواية أبي عاصم فقلت أو فقيل له وهو شك من الراوي فإن كان قوله فقلت محفوظا فقد تعين الذي سأل النبي صلى الله عليه و سلم من الصحابة عن ذلك قوله ذكرت شيئا من تبر فى رواية روح عن عمر بن سعيد في أواخر الصلاة ذكرت وأنا في الصلاة وفي رواية أبي عاصم تبرا من الصدقة والتبر بكسر المثناة وسكون الموحدة الذهب الذي لم يصف ولم يضرب قال الجوهري لا يقال إلا للذهب وقد قاله بعضهم في الفضة انتهى وأطلقه بعضهم على جميع جواهر الأرض قبل أن تصاغ أو تضرب حكاه بن الأنباري عن الكسائي وكذا أشار إليه بن دريد وقيل هو الذهب المكسور حكاه بن سيده قوله يحبسنى أي يشغلنى التفكر فيه عن التوجه والاقبال على الله تعالى وفهم منه بن بطال معنى آخر فقال فيه أن تأخير الصدقة تحبس صاحبها يوم القيامة قوله فأمرت بقسمته في رواية أبي عاصم فقسمته

وقال الحافظ ابن رجب:

((ذكرت شيئاً من تبرٍ عندنا، فكرهت أن يحبسني، فأمرت بقسمته)).

فيه: دليل على أن الإسراع بالقيام عقب السلام من غير تمهلٍ لم يكن من عادة النبي- صلى الله عليه وسلم -،ولهذا تعجبوا من سرعته في هذه المرة، وعلم منهم ذلك، فلذلك أعلمهم بعذره.

وفيخ: دليلٌ على أن التخطي للإمام لحاجةٍ جائزٌ، وإن كان بعد فراغه من الصلاة، كما له أن يتخطى الصفوف في حال دخوله -أيضاً-، وأما غيره، فيكره له ذلك.

وظاهر كلام أحمد أنه يكره للإمام -أيضاً.

قال إسحاق بن هانئٍ: سألت أبا عبد الله عن الرجل يصلي بالقوم، فإذا فرغ من الصلاة خرج من بين رجلين، أفهو متخطً؟ قال: نعم، وأحب إلى أن يتنحى عن القبلة قليلاً حتى ينصرف النساء، فإن خرج مع الحائط فهذا ليس بمتخط.

وظاهر هذا: كراهةٌ تخطيهم للإمام، وقد يكون مراده: إذا لم يكن له حاجة تدعوه إلى ذلك.

والتبر: هو قطع الذهب قبل أن يضرب.

والظاهر: أنه كان من مال الصدقة أو غيرها من الأموال التي يجب قسمتها على المساكين ونحوهم.

وقد خَّرجه البخاري في موضعٍ آخر، وذكر فيه: أنه كان تبراً من الصدقة، وقال: ((كرهت أن أبيته، فقسمته)).

قال العلامة العثيمين رحمه الله فى شرح الأربعين على هذا الحديث:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير