[الرقية في الماء. هل لها أصل؟]
ـ[عبد الرشيد الهلالي]ــــــــ[10 - 02 - 08, 01:08 ص]ـ
الحمد لله.وبعد: كثرت في أيامنا هذه صور الرقية ولعل من أشهرها قراءة الراقي في الماء مع النفث. فهل لهذا العمل أصل ثابت صحيح؟ أرجو من أهل العلم أن يعجلوا بالجواب لمسيس الحاجة إليه.
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[10 - 02 - 08, 06:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
نأمل من الإخوة الإجابة على هذا السؤال.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[10 - 02 - 08, 09:49 ص]ـ
لايشترط أن يكون لها أصل، فالرقية تدخل في باب التطبب والعلاج والأصل فيه الإباحة والأمر فيه سعة ولله الحمد.
وقد وردت أدلة في السنة خاصة في النفث في الماء وأدلة في النفث، قال البخاري في صحيحه: ((باب النفث في الرقية)) ثم ساق حديث أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا رأى أحدكم شيئا يكرهه فلينفث حين يستيقظ ثلاثا ويتعوذ من شرها فإنها لا تضره)). وساق حديث عائشة ((أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه نفث في كفيه بقل هو الله أحد والمعوذتين جميعا ثم يمسح بهما وجهه وما بلغت يداه من جسده)).
وروى حديث أبي سعيد في الرقية بالفاتحة - ونص رواية مسلم ((فجعل يقرأ أم القرآن ويجمع بزاقه ويتفل فبرأ الرجل)). وذكر البخاري حديث عائشة أن النبي كان يقول في الرقية: ((بسم الله تربة أرضنا وريقة بعضنا، يشفى سقيمنا بإذن ربنا)).
فهل دليل على النفث في العموم، فسواء نفث في يده ثم مسح بها جسده أو نفث في ماء أو غيره ثم مسح به جسده فلا بأس.
وقد ورد في سنن أبي داود حديث خاص في هذا الأمر:
قال أبو داود رحمه الله:
باب ما جاء في الرقى
حدثنا أحمد بن صالح وابن السرح قال أحمد حدثنا ابن وهب و قال ابن السرح أخبرنا ابن وهب حدثنا داود بن عبد الرحمن عن عمرو بن يحيى عن يوسف بن محمد وقال ابن صالح محمد بن يوسف بن ثابت بن قيس بن شماس عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه دخل على ثابت بن قيس قال أحمد وهو مريض فقال اكشف البأس رب الناس عن ثابت بن قيس بن شماس ثم أخذ ترابا من بطحان فجعله في قدح ثم نفث عليه بماء وصبه عليهقال أبو داود قال ابن السرح يوسف بن محمد وهو الصواب.
أبو داود 4\ 214 برقم (3885)، والنسائي في (الكبرى) 9\ 374، 383 برقم (10789، 10812) (ط: مؤسسة الرسالة)، وابن حبان 13\ 432 - 433 برقم (6069).، والفسوي في (المعرفة والتاريخ) 1\ 322 والطبراني 2\ 71 برقم (1323).
والحديث وقع فيه اختلاف في وصله وإرساله وقد تكلم بعضهم في جهالة يوسف بن محمد.
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (3/ 55):
ضعيف.
أخرجه أبو داود (2/ 337 - طبع الحلبي) و ابن حبان في " صحيحه " (رقم 1418 -
موارد) عن يوسف بن محمد بن ثابت بن قيس بن شماس عن أبيه عن جده عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه دخل على ثابت بن قيس و هو مريض، فقال:
فذكره، ثم أخذ ترابا من بطحان فجعله في قدح، ثم نفث عليه بماء فصبه عليه،
و لفظ ابن حبان: فجعله في قدح فيه ماء فصبه عليه "، لم يذكر النفث.
قلت: و هذا سند ضعيف علته يوسف بن محمد، و قلبه بعض الرواة فقال: محمد بن
يوسف، قال أبو داود: و الصواب الأول.
قلت: و هو مجهول العين، أورده ابن أبي حاتم (4/ 228) و لم يذكر فيه جرحا
و لا تعديلا، و قال الذهبي في " الميزان ": لا يعرف حاله، روى عنه عمرو بن
يحيى بن عمارة.
قلت: الصواب عدم ذكر لفظ (حاله)، فإنه إذا كان لم يرو عنه غير عمرو هذا فهو
مجهول العين كما قلنا، و ليس مجهول الحال كما هو مقرر في علم مصطلح الحديث.
و أما الحافظ فقال في " التقريب ": مقبول، يعني عند المتابعة و إلا فلين
الحديث كما نص عليه في المقدمة.
و اعلم أننا إنما أوردنا هذا الحديث لما في آخره من جعل البطحان (و هو الحصا
الصغار) في القدح إلخ، فإنه غريب منكر، و أما الدعاء " اكشف الباس رب
الناس "، فهو ثابت من حديث عائشة رضي الله عنها بلفظ: " كان يعود بعض أهله،
يمسح بيده اليمنى و يقول: اللهم رب الناس، أذهب الباس، و اشفه أنت الشافي،
لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما ".
أخرجه الشيخان و غيرهما، و له فيهما و في " المسند " طرق (6/ 44، 45، 50،
¥