تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لأن القلوب تستعذبها وتستغني بها عن كثير من السنن، حتى تجد كثيرا من العامة يحافظ عليها، ملا يحافظ على الصلوات الخمس ( ... ) نهيك عما في ذلك من مصير المعروف منكرا، والمنكر معروفا. وجهالة أكثر الناس بدين المرسلين، وانتشاء زرع الجاهلية ( .. )، ومسارقة الطبع إلى الانحلال من ربقة الإتباع وفوات سلوك الصراط المستقيم، وذلك أن النفس فيها نوع من الكبر، فتحب أن تخرج من العبودية والإتباع بحسب الإمكان، كما قال أبو عثمان النيسابوري رحمه الله: (ما ترك أحد شيئا من السنة إلا لكِبر في نفسه)، ثم هذا مظِنة لغيره، فينسلخ القلب عن حقيقة اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، ويصير فيه كبر وضعف الإيمان ما يفسد عليه دينه، أو يكاد، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا (17).

5 - الإحتفال بأعيادهم من الزور والباطل الصريح:

قال تعالى: {والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما} (18)، فالسكر والعربدة، والمجون وإقامة الليالي الحمراء بزعمهم وإلا فهي سوداء، لاشك في أن ذلك من قبيل الزور والباطل.

وقد فسر كثير من السلف الزور في الآية: بأعياد المشركين، كما صح عن ابن عباس رضي الله عنهما، وتبعه في ذلك جمع من الأئمة، كأبو العالية وطاوس وابن سيرين والضحاك وغيرهم (19)

قال ابن تيمية رحمه الله: (وأما أعياد المشركين فجمعت الشبهة والشهوة والباطل، ولا منفعة فيها في الدين، وما فيها من اللذة العاجلة، فعاقبتها إلى ألم، فصارت زورا) (20) اقتضاء الصراط المستقيم.

وللأسف الشديد فإن كثيرا من المسلمين سلكوا مسلك اليهود والنصارى في الإحتفالات والطقوس والمراسيم وغير ذلك من المنكرات والبدع الشنيعة، تقليدا منهم للمغضوب عليهم والضالين.

وبذلك يظهر خطر أفات التقليد والتشبيه التي عمت بها البلوى في هذا الزمان بتقليد الغربيين في الإحتفال بأعيادهم الباطلة، بل تعداه إلى مجاراتهم في كل ما يحبون شبرا بشبر وذراعا بذراع، وفي ذلك تعضيم لهم وتعظيم لشعائرهم وعاداتهم، وكل ذلك ليحل للمسلم بأي حال من الأحوال ... وللموضوع بقية لعلي أرجع له إن شاء الله. أسأل الله تعالى أن يجعلنا هداة مهتدين، والحمد لله رب العالمين.

هذه المشاركة هي المعتمدة بعد التصحيح والترتيب لما في الأولى من أخطاء في عزو الأحاديث لسرعة في كتابة الموضوع، المرجو عدم إعتماد النسخة الأولى لما فيها من سوء ترتيب وأخطاء، وبالله التوفيق فما كان صوابا فمن الله وما كان خطأ فمن نفسي والشيطان.

جمعه ورتبه الفقير لعفو ربه: أبي يحيى رشيد الشهيبي.

..................................................

(1) "اقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام ابن تيمية"، "مجلة البيان عدد4، الصادر بتاريخ: جمادة2،سنة 1404هج, مقال الأعياد والمناسبات في الإسلام لمحمد عثمان.

(2) ابن ماجة في السنن، مالك، الشافعي مرسلا.

(3) البخاري ومسلم

(4) "اقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام ابن تيمية"، "مجلة البيان عدد4، الصادر بتاريخ: جمادة2،سنة 1404هج, مقال الأعياد والمناسبات في الإسلام لمحمد عثمان.

(5) صحيح، ابن ماجة

(6) المائدة

(7) أحمد أبو داود، أورده الألباني في صحيح الجامع.

(8) المائدة

(9) التحرير والتنوير

(10) المحرر الوجيز

(11) المائدة

(12) النساء

(13) أبو داود

(14) اقتضاء الصراط المستقيم

(15) الترمذي بسند ضعيف، وحسنه الحافظ في الفتح والألباني في صحيح الجامع.

(16) النسائي بسند صحيح

(17) اقتضاء الصراط المستقيم

(18) الفرقان

(19) أحكام القرآن، الجامع لأحكام القرآن، تفسير ابن كثير، الدر المنتور للسيوطي

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير