تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال ابن عبد البر -رحمه الله- معقباً على قول من ذهب من العلماء المالكية إلى أن النهي عن أكل ذي الناب من السباع وذي المخلب من الطير نهي تنزه وتقذر:

" وأظن قائل هذا القول من أصحابنا في أكل كل ذي ناب من السباع راعى اختلاف العلماء في ذلك , ولا يجوز أن يراعى الاختلاف عند طلب الحجة , لأن الاختلاف ليس منه شيئ لا زم دون دليل , وإنما الحجة اللازمة الإجماع لا الاختلاف , لأن الإجماع يجب الانقياد إليه لقوله تعالى: " ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين الهدى ويتبع غير سبيل المومنين نوله ماتولى".

والاختلاف يجب طلب الدليل عنده من الكتاب والسنة , قال الله عز وجل: " فإن تنازعتم في شيئ فردوه إلى الله والرسول " , الآية , يريد الكتاب والسنة , هكذ فسره العلماء. (التمهيد 1/ 115)

وبهذا يتبين لك أن أسلم أصل ينسب على أساسه القول لإمام من أئمة المسلمين هو النص الصحيح غير المعارض بما يعتد به , ولأنه صحّ عن الأئمة الأربعة أن الحديث الصحيح هو مذهبهم , فمن تمسك به فهو على السنة , وعلى مذهبهم أيضاً.

الأحاديث الضعيفة:

وقد ألحق الشراح كثيراً من الأحاديث الضعيفة بل والموضوعة , تذكر دون سند ومن غير عزو , فيحسبها من لا خبرة له بأن ما تضمنته حق , وقد يعد ما تضمنته من جملة المذهب , وينكر على من أنكرها , وقد حذر العلماء من أحاديث الفقهاء إنما يريدون الفقهاء بالمعنى المتداول في وقتهم , وإلا فإن الفقيه في الأصل هو من له قدرة على استنباط الأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية , وإليك أمثلة عما في هذه الشروح مما ذكرته: قال الشيخ الدسوقي في حاشيته على شرح الدردير عقب نقله قول من قال بالقراءة في ركعتي الفجر بالكافرون والإخلاص من أهل المذهب: " وقد جرب لوجع الأسنان فصح " (حاشية الدسوفي على شرح الدردير على مختصر خليل 1/ 318)

وهو في شرح الرسالة للشيخ زروق أيضاً وأنا لا أنفي أن يشفي الله عبده بأي شيئ من القرآن يتلوه , إذا صدقت النية وخلص التوجه , فإن الله وصف كتابه بأنه شفاء , لكن ما علاقة الموضوع الذي كان عليه الشارح والمحشي بوجع الأسنان؟ فالله المستعان.

ونحو هذا ما يذكره بعضهم: " من قرأ بألم وألم لم يصبه همّ " , قال الشيخ زروق - رحمه الله-:" لا أصل له , وهو بدعة أوقريب منها " , لكن الشيخ الدسوقي بعد إثبات كلام زروق , نقل عن الشيخ محمد البناني قوله: " لكن مما ذكره العلامة الغزالي في كتاب وسائل الحاجات وآداب المناجاة من الإحياء أن مما جرب لدفع المكاره , وقصور يد كل عدو , ولم يجعل لهم إليه سبيلاً , قراءة ألم نشرح وألم تر كيف في ركعتي الفجر , قال وهذا صحيح لا شك فيه. (حاشية الدسوقي على شرح الشيخ الدردير 1/ 318).

فأنت ترى أنه بعد أن أثبت مايدل على ضعف المنقول برره بالتجربة , فكأنها كافية في القول بسنية القراءة في الفجر بهاتين السورتين , ويذكرني هذا بحكاية ذلك الاعرابي الذي أخر قوله تعالى " فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره " فقيل له قدمت وأخرت فقال:

خذا بطن هرشي أو قفاها فإنه % كلا طرفي هرشي لهن طريق

والله أعلم

ـ[الاينري]ــــــــ[16 - 08 - 08, 01:49 م]ـ

السلام عليكم

ارى بعض الاخوة في واقعنا اليومي مولعين بمخالفة الناس في العبادات ولعله مرض فهم يبحثون عن الشذوذ اينما كان ويطبقونه ليقال عند طائفة: هم علماء يعرفون ما لا نعرف.وعند طائفة اخرى يثيرون التعجب والدهشةمثلا: في يوم الجمعة والامام يخطب وفي الجامع 10000مصليا يحرم رجل ويصلي ركعتين والحضور كلهم مالكية فيشد جميع الانظار اليه وينشغل الناس عن السماع وهذا مثال بسيط ورغم ان البعض فسر الحديث على الوجوب والمالكية تمسكو بشرح الرسول صلى الله عليه وسلم للحادثة بعد وقوعها والحديث معروف الا ان متتبعي التميز مرضى والله اعلم بمعنى ان هذا المصلي لو فعل ذالك في جامع فعل الجميع فيه هكذا لكان اولى واصوب وما كان مخطئا ولا مشوشا ....

ـ[عبدالرحيم الجزائري]ــــــــ[17 - 08 - 08, 11:18 م]ـ

بارك الله فيكم ..

إذا خالف المذهب المالكي الحديث الصحيح رد!

عنوان مثير، لموضوع خطير. ينبغي لسالكه أن يتوخى الحذر في السير. فالموضوع حسب رأيي يحتاج إلى مزيد نظر، ليجلي ما خفي منه و يحرر ما اشتبه و ما عسر.

فالأمر لا يكون إلا بتحقق ثلاث مسائل متلازمات؛ و هي:

• التحقق من صحة الحديث

• التأكد من معنى الحديث

• الإحاطة بمذهب الإمام مالك.

أما التحقق من صحة الحديث فأعني به ثبوت الحديث عند الأئمة و خلوّه مما يعله. فأنت لا تستطيع أن تلزم إماما بحديث يضعفه. كأن يقول: " لا يصح في باب كذا شيء " فتأتي أنت متأخرا عنه بقرون لتستدرك عليه! فهذا لا يلزمك إلا أنت و من ذهب مذهبك.

و أما التأكد من معنى الحديث فأعني به التحقق من دلالة الحديث؛ فقد يكون معنى الحديث ظاهرا عندك مؤولا عند غيرك، مما فيه مسرح للنظر و الإجتهاد. و قد يكون للحديث أكثر من وجه معتبر، فمخالفك غير معني بما تذهب إليه، و ليس لك أن تحمله على ما فهمتَه. و لا أن تتدعي أن فهمك هذا هو السنة.

و أما الإحاطة بمذهب الإمام فأعني به معرفة أقواله في المسألة قبل إصدار أي حكم. فمن المعلوم أن الأئمة تتعدد أقولهم على حسب ما يتجدد لهم من المعارف و الأحوال. فقد تسارع إلى إنكار أمر ثم يتبين لك أن فيه قولا في المذهب.

...

ملاحظة قيمة جدا ....

و إن كان كلام صاحب الموضوع موجها للمتعصبين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير