تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عمر السلمي]ــــــــ[01 - 09 - 08, 01:10 م]ـ

... وأما الإمام مالك بن أنس رحمه الله فقال:

1) ((إنما أنا بشر أخطئ وأصيب فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه)). (ابن عبد البر في الجامع 2/ 32).

نعم مالك وغيره بشر يخطئون فمن قال بعصمتهم ولكن لعلك ذهبت بعيدًا فما أريد بيانه هو:

هذا اغترار بما ورد عن مالك رحمه الله تعالى ينساق وراءه من لم يشم رائحة الفقه!

قال مالك رحمه الله: ( ... فانظروا): وأنا أسألك.

هل مالك عندما قال انظروا هل يجيز النظر حتى للعامي بأن ينظر في الدليل ويرى هل مالك خالف الدليل أم لا؟

أم أن مالك يريد من قوله: (انظروا) لمن توفرت لديه الأهلية التامة وبلغته سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد صحة عنده من طرق الثقات؟

ثم اعلم ليس كل حديث صح عن رسول الله وجب العمل به وهذا لا يخفى عليك أيها الأخ الفاضل!

2) ((ليس أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ويؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم)). (ابن عبد البر في الجامع 2/ 91)

نعم كل يؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم ولكن بشرط أن تصح عندك مخالفة إمامك لما ثبت من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا أردت أن تعرف أن إمامك قد خالف فعليك بما قال الإمام القرافي.

وقال العلامة الحجة الأصولي شهاب الدين أبو العباس القرافي المالكي [684 ه] رحمه الله تعالى في (شرح التنقيح) [1/ 450]: كثير من فقهاء الشافعية يعتمدون على هذا ويقولون: مذهب الشافعي كذا , لأن الحديث صح فيه. وهو غلط , لأنه لابد من انتفاء المعارض , والعلم بعدم المعارض يتوقف على من له أهلية استقراء الشريعة حتى يحسن أن يقال: لا معارض لهذا الحديث , أما استقراء غير المجتهد المطلق فلا عبرة به. فهذا القائل من الشافعية , ينبغي أن يحصل لنفسه أهلية الاستقراء قبل أن يصرح بهذه الفتيا. اهـ

فإذا حصل لك الاستقراء الكامل فحينئذ ستعلم إن كان خالف أم لا؟ وليست المسألة سبهلالا كل من رأى أن إمامه قد خالف قال أن أقول بالسنة إذا ثبتت يأخي انظر لماذا خالف هل عرفت قاعدته التي بنا عليه مذهبه هل عرفت شروط قبوله للحديث هل عرفت قواعده في التعامل مع النصوص كل هذا لا بد من استحضاره حتى يصح زعمك في مخالفته.

ثم لا تعتبر بكل ما يعلو به صوت من لا علم له ولا دراية عند مخالفة أحد الأئمة لحديث صحيح أو حسن أو قل ما شئت قال: نعتذر عنه أنه لم يبلغه الحديث!!!!

فأنا أسأل كل من يقول بهذا أثبت لي عدم بلوغه هذا الحديث؟

فهل استقرأت كل كلامه وكلام الأصحاب من بعده ووجدتهم أنهم لم يبلغهم هذا الحديث.

وكلام الأصحاب جزء من مذهب إمامهم لأنهم أعلم الناس بكلامه.

3) قال ابن وهب: سمعتُ مالكا سُئل عن تخليل أصابع الرجلين في الوضوء؟ فقال: ليس ذلك على الناس.

قال: فتركته حتى خف الناس فقلت له: عندنا في ذلك سنة.

فقال: وما هي؟

قلت: حدثنا الليث بن سعد وابن لهيعة وعمرو بن الحارث عن يزيد بن عمرو المعافري عن أبي عبد الرحمن الحنبلي عن المستورد بن شداد القرشي قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدلك بخنصره ما بين أصابع رجليه.

فقال: إن هذا الحديث حسن وما سمعت به قط إلا الساعة ثم سمعته بعد ذلك يسأل فيأمر بتخليل الأصابع. (مقدمة الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ص 31 - 32). اهـ

ولا غرابة فهذا من أمانتهم وخوفهم من الله تعالى متى ما ثبتت لهم السنة عملوا بها وقد ثبتت له وعمل بها.

الآن وبعد أن عرفت موقف الإمام مالك من الحديث الصحيح، فما عليك إلا أن تقول بموجبه ولو خالفك أكثر من حولك ممّن يسمّون أنفسهم (مالكية)، فإن عمل الأكثر ليس بحجة، والكثرة لم ولن تكون معيارا ودليلا على صحّة العمل.

ولم لا يكون عمل الأكثر حجة فهل يعقل من أئمة المذهب وهم أعلم الناس بكلام إمامهم أن يتفقوا كلهم على الخطأ ولا يوجد عند أحد منهم تقوى لله وقد علم بالطريق الصحيح ثبوت السنة على خلاف ما ذهب إليه إمامه لكن لتعلم أن هناك أمرًا جللا وعظيمًا تسقط من دونه دعاوى كثير ممن يظن نفسه قد بلغ في الفقه مبلغ السابقين.

ولقد كان الأئمة الأربعة بل الأربع مائة رحمهم الله ينكرون على من خالف الحديث بعد ثبوته وصحته عنده.

نعم يعيبون على كل من ثبتت له السنة ولم يعمل بها ولكن يا أخي اعقل بارك الله فيك على من يعيبون على طلبة العلم؟ أم على العوام؟ أم على العلماء الذين لم تحصل لهم الأهلية التامة؟

قلي بربك على من؟

وقد تقدّم عن الإمام مالك نفسه شيء من ذلك.

فهل يصحّ بعد هذا إلزام النّاس بأقوال مالك وحده دون غيره من الأئمّة والفقهاء وإن خالف صريح السنّة!؟

وهل يصح أن يترك الناس يتبعون كل من ينعق هنا وهناك ويزعم أنه من أهل العلم ووالله لو محص هذا الزاعم لوجدته أضعف الناس في اللغة بل اختبره في المعاملات لوجدته يتلكأ فيها ويأتي بما لم تأتي به الأوائل ويقول هذا الراجح عندي وتذهب للآخر وتجد عنده الراجح غير الذي قبله وكذا تبقى في دوامة وأنت ما بين مرجحات الله أعلم من كان مصيبًا فيما ذهب إليه.

وتترك كلام من أثبت كل العلماء أنهم بلغوا رتبة الاجتهاد المطلق الذي لن يبلغه أحد وهاهم العلماء من بعدهم قد أثبتوا هذا ومن هم من أكابر العلماء كأمثال النووي والسبكي وابن حجر وغيرهم كثر كل أولئك يلتزمون بمذهب إمامهم ولا يخرجون عنه إلا في مسائل يسيره لا تكاد تذكر مع ماتبعوا إمامهم فيه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير