تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عمر السلمي]ــــــــ[03 - 09 - 08, 03:27 م]ـ

الأخ الفاضل " عمر السلمي " ... هل تغالط نفسك أو تغالطنا بهذه الأبيات؟!

ربما أني أغالط نفسي وربما لا أكون كذلك!!

أخي المبارك: ابن عبد الكريم , مبارك عليك حلول هذا الشهر الكريم , وأعانك الله تعالى على صيامه وقيامه إنه هو البر الرحيم.

السلا عليكم ورحمة الله وبركاته.

متى ألفت المذهبية بيننا؟! عندما كان في المسجدا الواحد أربعة محاريب؟! أم عندما حرم بعضهم زواج الحنفية من شافعي؟! أم يا ترى عندما كان لكل مدينة أربعة قضاة , قاض لكل مذهب؟!

وإني أسألك هل الألفة هي الاجتماع على رأي واحد أما مذا تعني بكلامك هذا؟

وأي افتراق أحدثته هذه المذهبية؟

وقولك: حرم بعضهم زواج الحنفية من شافعي؟ فهل بعد هذا الجمود في هذه العقليات والتعصب الممقوت شيء.

إذا لم تكن العصبية المذهبية فماذا تكون إذًا؟

أما قولك: فأصبح لكل مذهب في المدينة أربعة قضاة؟

فلا أظنك تخالف في هذا بل أثبت هذا الوجوب شيخ الاسلام بن تيمية وهو المعروف رحمه الله تعالى بخروجه عن المذهب في مسائل كثر فقال: أم في القضاء فلا يفتى فيه إلا بمعتمد المذهب لكي لا يتلاعب بحقوق الناس من أموال ودماء فلا يخالف في ذلك إلا جاهل.

و أرجوك لا تقل أن ما أتحدث عنه هو من فعل المتعصبة الذي لا تقره , و لا يعبر عن المذهبية الحقة. فما ذكرته هو التطور الطبيعي للمذهبية التي تنادي بها , و قد جربته الأمة قرونا متعاقبة فما أورثها إلا المصائب.

إن مثل هذا الكلام لا يصلح أن يكون ردًا علميًا فأنت تعلم إجابة مثل هذا الاشكال فقد ورد ضمنًا في طيات كلامك فعلام هذا الانكار؟!

ولا نعلم أحد من أولي التحقيق من العلماء ذهب إلى التعصب في اتباع المذهب بقدر ما كانت دعوتهم إلى عدم الخروج عن المذهب إلا لمن صلحت له الآلة التي يصح له من خلالها النظر في الأدلة هذا ما علمناه منهم وهو ما أودعوه كتبهم.

فأما الحقبة الزمنية التي سادت فيها التناحرات المذهبية حتى حدث كما ذكر ابن كثير في البداية والنهاية وابن الأثير في الكامل في التاريخ الفتنة التي جرت بين الحنابلة والشافعية ليست دليلاً على أن المذهبية هي التي أدت هذا المؤدى بل إن هناك أيدي خفية ورؤس استعملت في تهييج الفتنة لعزل الأمة بكاملها عن تراثها وعن دينها وهل ديننا إلا ماسار عليه سلفنا الأول و ما نحن إلا تبع لهم نقول بقولهم ولانخرج عنه قيد أنمله نسأل الله من فضله , وما تبعناهم رغبة عن سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولا يقول هذا إلا جاهل متغابي.

بل إن تبعيتنا لهم (أي للأئمة الأربعة) هي بفعل عوامل أرادها الله تعالى فلا يخفى على كل ذي لب بعد أن انقلبت العلوم صناعة ودونت في الكتب وحفظة سنة رسول الله تعالى وكلام الله تعالى ودون كلام الصحابة في تبيين معانيها وكلام الأتباع من بعدهم وضبطت الفروع الفقهية من قبل الأئمة الأربعة هي ما جعلنا نتمسك برأيهم وما ذاك إلا لعلو كعبهم في العلم فلقد كانوا أعرف الناس بلغة العرب والتي نحن مخاطبون بها في كلام الله تعالى وكلام رسول ولقد توفرت لهم سنة رسول الله غضة طرية عرفوا الحق منها وتركو ما انتحله المبطلون فبنوا أحكامهم على ما صح منها وبينوا زيف ما بقي منها وتكلموا على شروط قبول الحديث وعلى شروط من يصلح أن يكون موقعًا عن رب العالمين كل هذا جر المصائب؟ كل هذا تأخر ورجعية؟ كل هذا تقول على الله بغير حق؟

رمتني بداءها وانسلت ...

ثم يا من تنادون بالمذهبية ... أما درستم التاريخ؟ أما لكم فيه عبرة؟! ألم تلاحظوا أن انحدار الأمة و تأخرها - الذي تبلور كأوضح ما يكون في عصر الدولتين المملوكية و العثمانية - كان متزامنا و متوازيا مع تفاحل أمر المذهبية و تمكنها من عقول الناس؟!

لتكن على حذر فهذه دعوى اللبراليين في هذه الأيام والعلمانيين فإيك إياك أن تكون مغيب العقل لا تدرك ولا تحسن ما تدعو إليه , وإني لا أريد مصادرة الأراء التي دعت لهذه الدعوى فأعلم تمام العلم أن من بين هذه الدعاوى دعاوى علماء أجلاء ولكن هي دعوة لإ عادة النظر.

وكما قيل احذرو زلة العالم ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير