تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومعنى سمع الله لمن حمده (أي استجاب دعاء من حمده) ففي هذا القيام يشرع حمد الله تعالى بالمحامد المتنوعة.

فهذا الصحابي رضي الله عنه حمد الله بهذا الحمد العظيم اجتهادا منه فأقره عليه النبي صلى الله عليهم وسلم

فدل ذلك على مشروعية حمد الله تعالى بالمحامد المتنوعة في هذا الموطن، وقد يصدر من بعض الناس محامد قد يكون فيها ما ليس بصحيح ولا موافق للشرع فلا يشرع فعل ذلك بعد زمن التشريع.

فهذا الصحابي رضي الله عنه اجتهد في هذا الأمر فأقره النبي صلى الله عليه وسلم، وغيره من الصحابة اجتهدوا فلم يقرهم النبي صلى الله عليه وسلم.

فمن فعل شيئا بعد زمن التشريع فلا يمكنه التحقق من مشروعية عمله وموافقته للكتاب والسنة لأن ذلك مرتبط بالوحي، ولو فتح هذا الباب لدخل منه الكثير من المحدثات والمخالفات الشرعية.

فهذا يجعلنا نقتصر على ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم سواء كان من فعله أو من قوله أو من إقراره.

ولهذا كان الصحابة رضوان الله تعالى عليهم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ينكرون من أحدث في الدين شيئا جديدا لم يكن في زمن التشريع، ونصوصهم في التحذير من ذلك كثيرة.

قال الأخ:

2 - صلاة بلال ركعتين بعد الوضوء دون ان يأتي الشرع بهما؟؟ ووافقه النبي على ذلك.

أما قولك لم يأت الشرع بها فغير صحيح، بل ورد في الحديث مشروعية الصلاة بعد الوضوء

ففي الصحيحين عن حمران مولى عثمان أخبره أنه رأى عثمان بن عفان

دعا بإناء فأفرغ على كفيه ثلاث مرار فغسلهما ثم أدخل يمينه في الإناء فمضمض واستنشق ثم غسل وجهه ثلاثا ويديه إلى المرفقين ثلاث مرار ثم مسح برأسه ثم غسل رجليه ثلاث مرار إلى الكعبين ثم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه

ففي هذا الحديث مشروعية الصلاة بعد الوضوء فلعل بلالا رضي الله عنه سمع بهذا الحديث وعمل به.

ـ[الخزرجي]ــــــــ[16 - 03 - 08, 10:43 م]ـ

الجواب هو أنهم فعلوه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم والوحي لم ينقطع بعد

فكيف يكون بدعة والدين لم يكتمل بعد؟

والنبي صلى الله عليه وسلم بينهم فيصححهم إذا اخطأوا في اجتهادهم

ليس الإشكال فيما لو أقرَّ النبيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أحدَ الصحابة على عبادة فعلها من غير تعليم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - له إياها قبل ذلك.

فهذا لا إشكال فيه ...

وإنما الإشكال في أن الصحابي قد يفعل فعلاً ما نعده نحن بدعة لدخوله في حدها، وهو في حال فعلها لم يكن قد عرفه من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فهذا الصحابي هل يجهل بحدِّ البدعة، أو أنه عرف أن فعله هذا لا يدخل في مسماها؟؟

هذا هو السؤال المشكل، فكيف يفعل الصحابي فعلا باختراعه يضاهي الطريقة الشرعية وقصد به التعبد على وجهٍ لم يتعلمه من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مع عدم يقينه بإقرار النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - له بعد هذا الفعل؟

فمثلاً، الصحابي الذي كان يختم في كل ركعة بسورة الاخلاص لا نشك في أن فعله هذا داخلٌ في مسمى البدعة التي قال بها العلماء، ولكن فعل الصحابي لها لا يدل إلا على أحد ثلاثة أمور:

1 - أن الصحابة الذين فعلوا هذه الامور لا يعتقدون بدعيتها. وعليه فحدنا للبدعة باطل.

2 - أنهم يجهلون معنى البدعة. وهذا بعيد.

3 - أنهم يعلمون ببدعية فعلهم، ولكن فعلوه لينظروا لعلَّ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقرُّهم فتكون سنة لهم. وهذا أيضا بعيد.

فهذا هو الاشكال يا أخي الكريم ...

أما بعد علم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بأفعالهم وإقرارهم عليها كما أقرَّ هذا الصحابي الذي كان يختم بسورة الاخلاص كل ركعة فلا إشكال.

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 03 - 08, 12:37 ص]ـ

جزاك الله خيرا

المثال المذكور من فعل الصحابي في قوله (الحمد لله كثيرا طيبا) فعل أمرا مشروعا وهو حمد الله تعالى بعد القيام من الركوع ولم يبتدع شيئا

وفعل من ترك النكاح والإفطار وغيره فعل ذلك زهدا في الدنيا وزيادة في التعبد فلم يقرهم النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك

وهذا كله قبل إكمال الدين وإتمامه وهم في زمن التشريع، أما بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فمن فعل فعلا محدثا في العبادة فلا ندري هل لوفعله في زمن النبي صلى الله عليه وسلم أقره على فعله أم لا؟

فلذلك لايجوز أن يحدث أحد شيئا في الدين خاصة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ولايجتهد في ذلك، وأما من فعله في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فلعله فهم ذلك من سنة النبي صلى الله عليه وسلم وهذا هو الظن بالصحابة رضوان الله تعالى عليهم.

أما قراءة قل هو الله أحد فليس فيها إحداث ولا بدعة فقراءة ما تيسر من القرآن تفيد أن يقرأ ما يشاء حتى لو كرر سورة

فعلى هذا لايوجد مثال صحيح لمن يحتج بفعل الصحابة رضوان الله تعالى عليهم على فعل بعض المحدثات، ولله الحمد والمنة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير