تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبداللطيف البراهيم]ــــــــ[06 - 01 - 08, 08:33 م]ـ

قال بهذا القول واختاره:

الإمام الشافعي كما قرره في كتابه الرسالة، والإمام أحمد في المشهور عنه واختار هذا القول ابن قدامة المقدسي والآمدي وأكثر الظاهرية.

أبرز أدلتهم:

أولاً: أن السنة إنما وجب إتباعها بالقرآن في قوله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} الحشر: 7 وقوله: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} آل عمران: 31، فهذه الأدلة وغيرها تدل على أن السنة فرع من القرآن، والفرع لا يرجع على أصله بالإبطال، ومعلوم أن الفرع ينهار بانهيار أصله.

ثانياًَ: قوله تعالى: {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ} النحل: 101، ففي هذه الآيه أخبر الله تعالى أنه يبدل بالآية لا بالسنة، وعلى ذلك فلا يصح نسخ القرآن بالسنة؛ لأن النسخ تبديل من حكم إلى حكم آخر، وهنا ذكر الله أن التبديل بالآية من القرآن فقط.

ثالثاً: قوله تعالى: {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} البقرة: 106 ومعلوم أن السنة ليست خيراً من القرآن ولا مثله فلا تكون بذلك ناسخه له.

رابعاً: قوله تعالى: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} يونس: 15.

وجه الدلالة من هذه الآية: أن نسخ القرآن بالسنة يقتضي تبديل الرسول للقرآن من تلقاء نفسه، وذلك ممنوع بصريح القرآن: {قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ} وعليه فلا ينسخ القرآن إلا قرآناً.

خامساً: استدلوا بحديث أخرجه الدارقطني وغيره عن جابر أن النبي قال:

(كَلاَمِي لاَ يَنْسَخُ كَلاَمَ اللَّهِ، وَكَلاَمُ اللَّهِ يَنْسَخُ كَلاَمِي، وَكَلاَمُ اللَّهِ يَنْسَخُ بَعْضُهُ بَعْضًا).

وللفائدة الحديث منكر كما قاله الذهبي وابن عدي وضعفه الشنقيطي صاحب الأضواء والألباني.

وجه الدلالة من الحديث: أن هذا الحديث نص في مسألتنا حيث بين الرسول أن كلامه لا ينسخ كلام الله وإنما كلام الله هو الذي ينسخ كلام الرسول، وبهذا فلا يجوز نسخ القرآن بالسنة.

والراجح والله أعلم خلاف ذلك. والمسألة طويلة.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير