تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[نوازل فقهية معاصرة: (أحكام الجراحة الطبية)]

ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[09 - 03 - 08, 12:08 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين

اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين

لم أجد كتابًا شاملا في الجراحة الطبية باللغة الأُرْدية، فأردت أن أترجم كتاب "أحكام الجراحة الطبية والآثار المترتبة عليها" للأستاذ الدكتور محمد بن محمد المختار الشنقيطي. أعجبني هذا الكتابُ الجامع لهذا الموضوع، قد بذل الدكتور جهدَه الوافر واستوعب المباحث كلها على أكثر من سبعمائة صفحات، فبدا لي ان ألخصه ثم أترجمه باللغة الأردية؛ لأن الطبائع لا تميل إلى المطولات، فهاكم تلخيص الكتاب سؤالا وجوابًا بتغيير يسير في الحلقة الأولى وستتواصل الحلقات في أعداد مجلة "النور" المقبلة (القادمة) إن شاء الله.

أولاً أشكر الله تعالى على توفيقه، وثانيًا أشكر الدكتور الشنقيطي على جهده، وأسأل الله تعالى أن ينفع به جميع المسلمين، وجزى الله الدكتور خير الجزاء وأحسن الجزاء في الدارين.

السؤال: ما حكم تعليم الطب والجراحة وتعلُّمه؟

الجواب: تعليم الطب والجراحة الطبية وتعلّمه فرض كفاية؛ قال الإمام الشافعي: لا أعلم علمًا بعد الحلال والحرام أنبل من الطب، وقال الإمام النووي: وأما العلوم العقلية فمنها ما هو فرض كفاية كالطب والحساب المحتاج إليه، وكذلك ذهب إليه الغزالي وجميع الفقهاء، بل الحاجة ماسة إليه في هذا الأوان؛ لكي لا يتكل المسلمون على أعداء الإسلام والمسلمين من الهنود واليهود والنصارى وغيرهم لما فيه من الأضرار الدينية والدنيوية الكثيرة التي لا تَخفي على لبيب.

السؤال: هل يجوز إجراء الجراحة الطبية مطلقًا أم لها شرائط وقيود؟

الجواب: الجراحة الطبية تتضمن في غالب صورها كثيرًا من المخاطر والأضرار التي تفضي بالمريض إلى الهلاك أو تؤدي إلى تلف عضو أو أعضاء من جسده.

فالشريعة الإسلامية لم تمنع العمل الجراحي مطلقًا، ولم تبحه مطلقًا، بل حددت لها حدودًا وشَرَطَت لها شروطًا، والمقصود منها تحقيق الهدف المنشود من الجراحة، وحفظ أرواح الناس، وصيانة أبدانهم من الأيدي العابثة التي تهلك الحرث والنسل.

والشروط المعتبرة لجواز الجراحة الطبية ثمانية:

1 - أن تكون الجراحة مشروعة.

2 - أن يكون المريض محتاجًا إليها.

3 - أن يأذن المريض أو وليه بفعلها.

4 - أن تتوفر الأهلية في الطبيب الجراح ومساعديه.

5 - أن يغلب على ظن الطبيب الجراح نجاحُ الجراحة.

6 - أن لا يوجد البديل الذي هو أخف ضررًا منها.

7 - أن تترتب المصلحة على فعل الجراحة.

8 - أن لا يترتب على فعلها ضرر أكبر من ضرر المريض.

السؤال: ما الجراحاتُ المشروعة؟

الجواب: الجراحات الطبية المشروعة منحصرة في ستة أنواع:

1 - الجراحة العلاجية

2 - جراحة الكشف والفحص الطبي

3 - جراحة الولادة عند الضرورة الشديدة

4 - جراحة الختان

5 - جراحة التشريح

6 - جراحة التجميل الحاجية

السؤال: ما الجراحةُ العلاجية وهل لها أنواع؟

الجواب: نعم! الجراحة العلاجية هي: الجراحة التي قصد منها مداواة المريض وإنقاذه من آلام الأمراض وأخطارها.

مراتب الجراحة العلاجية:

الدنيا دار الأسباب؛ فلذا لا بد على المرء أن يأخذ بالسبب إن احتاج إليه، وأجازت الشريعة المطهرة الدواء والعلاج، بل أوجبته في كثر من الأحيان، فإذا نظرنا في موجبات العلاج وأسبابه الداعية إليه وجدناها منقسمة إلى ثلاث مراتب.

المرتبة الأولى: موجبات ضرورية

المرتبة الثانية: موجبات حاجية

المرتبة الثالثة: موجبات دون ذلك (وهي التي لا تصل إلى الضرورة والحاجة) وفيها نوع مشقة.

وأما أحكام هذه المراتب فكما يلي:

تعريف الجراحة العلاجية الضرورية:

هي الجراحة التي يقصد منها إنقاذ المريض من الموت، ويقال لها في مصطلح الأطباء: جراحة المحافظة على الحياة، وهذه النوع من الجراحة يشتمل على الحالات والأمراض الجراحية الخطيرة التي إذا لم يتم إسعاف المريض بالجراحة اللازمة منها في الوقت المناسب فإنه سيموت بسببها في مدة وجيزة في ظاهر الأسباب ومن أمثلتها:

1 - حالة انفجار الزائدة الدودية

2 - حالة انفجار الاثنى عشر

3 - حالة انفجار المعدة

4 - حالة نزيف الكبد الحاد

5 - حالة النزيف الصاعق بسبب دوالي المريء

6 - حالة السطام القلبى الحاد

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير