ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[10 - 03 - 08, 11:09 ص]ـ
كلمة معالى رئيس مجلس المجمع
الدكتور بكر بن عبد الله أبو زيد
- وكلمة معَالي أمين عام المجمع
الدكتور محمّد الحبيب بن الخوجَة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجًا.
والصلاة والسلام على نبينا محمد الذي بعثه الله رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فقد دأب مجمع الفقه الإسلامي من أول يوم على دراسة قضايا الأمة المعاصرة بحثًا ومناقشة وتحليلًا، وكان يخرج في النهاية في كل قضية بحلول نابعة من الشريعة الغراء والحنيفية السمحة، وذلك بما هيأه الله تعالى له من نخبة كريمة من علماء الأمة وخبرائها في مجالات الفقه والاقتصاد والطب والاجتماع وغيرها.
وبعون الله تعالى وتوفيقه واصل مجلس المجمع مسيرته المباركة، فعقد مؤتمراته، واحدًا تلو الآخر حتى بلغ هذه المرة دورته السابعة ووصل ما نشر من بحوث ودراسات في مجلته العلمية عشرين مجلدًا.
وقد ظفرت هذه الدورة السابعة، ومثلها أربع دورات أخرى سابقة، باستضافة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية أطال الله عمره وأجزل مثوبته وخلد أعماله.
ولقد تكرم - أعزه الله- بإنابة حضرة صاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبد العزيز، أمير منطقة مكة المكرمة، فأشرف سموه الكريم على افتتاح الدورة ونوه في الخطاب الذي ألقاه بالنيابة عن خادم الحرمين الشريفين بدور المجمع الرائد وبرسالته النبيلة، داعيًا الأمة إلى قبول كل ما يصدر عنه من قرارات وتوصيات، ينطق بذلك قوله: " وإن هذا المجمع الفقهي، وما يضمه من صفوة علماء وحكماء الأمة الإسلامية لهو دليل تضامنها، وتوحيد كلمتها، وندعو إخواننا المسلمين، حكامًا وشعوبًا، أن يطرحوا ما لديهم من تساؤلات أو اختلافات على هذا المجمع الفقهي، وعلينا أن نتقبل بالرضى والتأييد ما يصدر عنه، فإنه إجماع علماء الأمة الإسلامية".
ودعا سموه أيضًا إلى توحيد كلمة الأمة ونبذ الخلافات فيما بينها قائلًا:
"وإننا ندعو على بصيرة إلى ما فيه توحيد الأمة الإسلامية، لا تفريق كلمتها وتشتيت رأيها، وصدع صفها، ندع الكلام فيما اختُلف فيه، ما دام ليس من جوهر العقيدة، ونركّز على مواطن الاتفاق أخذًا بقاعدة أولويات الدعوة، نحترم آراء الأئمة الكبار المشهود لهم منذ القرون الأولى للإسلام، غير مغلقين باب الاجتهاد متى استوفيت شروط مؤهلاته ... ".
وإن المجمع من حين تأسيسه وباطراد لا يزال يجد من لدن صاحب المقام السامي التأييد المادي والمعنوي الذي هو جدير به وفي حاجه إليه.
فجزى الله خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وحكومته الرشيدة وشعب المملكة العربية السعودية عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
وإن هذه الدورة السابعة المتميزة التي انعقدت بمدينة جدة في الفترة ما بين 17 إلى 12 من ذي القعدة 1412هـ (9 - 14 مايو 1992م) برحاب جامعة الملك عبد العزيز وشارك فيها عدد كبير من أصحاب الفضيلة العلماء وجمع غفير من الباحثين المقتدرين والخبراء المتخصصين بجانب أعضاء المجمع المنتدبين، قد بلغت جلسات العرض والمناقشة منها (12) اثنتي عشرة جلسة، ومجموعة الأبحاث التي تناولها العرض (55) خمسة وخمسين بحثًا، ما عدا الوثائق الست التي ضمت إليها.
وتناولت الدورة بحث القضايا التالية:
1 - الأسواق المالية
2 - البيع بالتقسيط
3 - عقد الاستصناع
4 - بيع الوفاء
5 - العلاج الطبي
6 - الحقوق الدولية في الإسلام
7 - الغزو الفكري
وعلى ضوء العروض المقدمة وما تبعها من مداولات ومناقشات اتخذ مجلس المجمع قرارًا شرعيًّا في كل موضوع طرح، كما دعا إلى عقد جملة من الندوات اقترحتها شعبة التخطيط.
ويسعدنا أن نعلن، باسم أسرة المجمع، من فقهاء وخبراء واقتصاديين وأطباء أننا نعاهد الله تعالى ونعاهد قادتنا وشعوبنا على الاستمرار في العمل المجمعي الفقهي بكل ما وسعنا من قوة للنهوض بمسؤوليتنا كاملة غير منقوصة، وتخطي الصعاب إلى أن ندرك الهدف المنشود، وإيجاد الحلول الشرعية لكل مشكلات العصر وتحدياته وبيان حكم الله فيما يعن من أمور وشؤون، فنثبت للعالم أجمع أن شريعتنا الخالدة صالحة لكل زمان ومكان فيها هدى من الله ورحمة.
¥