والله نسأل أن يمدنا بتوفيقه وتسديده ويعصم جمهرة علمائنا الخطأ والزلل ويسلك بنا وبهم سبل المتقين الصادقين إنه سميع مجيب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
رئيس مجلس المجمع الأمين العام للمجمع
الدكتور بكر بن عبد الله أبو زيد الدكتور محمد الحبيب بن الخوجة
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[10 - 03 - 08, 11:10 ص]ـ
كلمة
فَضيلة الدكتور بكر بن عبد الله أبو زيد
رَئيس مجلس المجمَع
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم نبدأ وبه نستعين، وعليه نتوكل بعد حمد الله تعالى والثناء عليه بما هو أهله، ونصلي ونسلم على خاتم أنبيائه ورسله، أما بعد:
فالحمد لله على توفيقه بعقد هذا المؤتمر السابع لمجمع الفقه الإسلامي، محفوفًا بشرف الزمان، وشرف المكان، وكرامة الجوار والقدوة في الاجتماع ونبل الغاية والقصد.
فنحن في شهر من أشهر الله الحرم، من شهور الحج ذي القعدة، وعلى أرض الحرمين الشريفين من جزيرة العرب قلب العالم الإسلامي، محراب الإسلام وقبلة المسلمين، وفي ضيافة حكومة خادم الحرمين الشريفين، الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية، مُفتتحًا - أيده الله ونصره- هذا المؤتمر، بنيابة صاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة مكة المكرمة - حرسها الله تعالى- والذي يعقد اليوم في رحاب معقل من معاقل العلم- جامعة الملك عبد العزيز بجدة - في جمع كبير وثلة متميزة من علماء الأقطار الإسلامية، من مفتين ووزراء وقضاة وأساتذة الجامعات وباحثين ومتخصصين، وجمع كريم من وجهاء البلاد وأعيان العباد، مشمولًا بنبل الغاية والقصد بما يهدف إليه هذا المجمع من شد الأمة إلى عقيدتها، عقيدة التوحيد الخالص من شوائب الوثنية وأوضار الشرك والبدع والضلالة، والعمل على وحدة الأمة بعد فرقتها، والنظر في نوازل الأحكام وأقضياتها، والعمل على كف الدخولات عليها.
وفي مثل هذا المقام المبارك تزدحم الواردات، فبأيها يأخذ الإنسان وبأيها يقول اللسان، ولكن: {وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [آل عمران: 101].
إن العمل على كف الدخولات هدف كبير من أهداف هذا المجمع، وقد تمثل تحقيقه في مجموعات من القرارات التي أصدرها في دورات مضت، بإعلان النكير والتحذير من مجموعة من المذاهب والنحل والمبادئ الوافدة على ديار المسلمين، فهذا المجمع بحق هو مئذنة لإعلان كلمة الحق وإعلائها.
وامتدادًا لهذا الحبل الموصول بإذن الله تعالى أبدى الندارة من واقعة ومكيدة خفية تسللّت إلى الصف، وغشيت الكتاب الإسلامي، ظاهرها حق محض، وباطنها باطل ومرّ، تعتلي طورًا جديدًا مفزعًا ممن غلبوا على رشدهم لداعي الهوى، والهوى لا ضابط له.
إنها قارعة التحريف، قارعة الشطط الأسود المنبوذ، بالتحريف والتغيير والتبديل والزيادة والنقص، والإدخال والإخراج، إلى غير ذلك مما يمليه على المحرف أدبُه وخلقُه وتدينه المهيض، فالكتاب من هذه الفَعَلات مكلوم، والعلم منها مهضوم، والكتاب يناديكم أيها العلماء إني مغلوب فانتَصِر.
وإن الحديث عن هذه الفعلة الخفية مما يثقل على المستمع استماعه، والقائل في غصة وتجمجم، لكن كيف به وقد وقع في جملة غير قليلة في كتب معاصرة؟! في التفسير والحديث والفقه والسير، في مصطلح الحديث؟! فأمسكوا - رحمكم الله تعالى - على مفتاح القضية، على مقتضى الأمانة العلمية، والبحث الراشد الرشيد، بالمطابقة والمقابلة بين النص المنقول والمنقول منه، والكتاب المخطوط والمطبوع عنه، لتَروا في ذلك عجبًا من نصوص تحرف عن مواضعها، وتخرج للناس في غير براقعها.
هذه الفعلات تؤول بالشرع إلى دين محرف، وشرع مُبدّل، وأنتم أيها العلماء الأجلاء، وقد اجتمعتم من أقطار العالم الإسلامي كافة، ما لنا إلَّا أن نعلنها صريحة على مسامعكم الكريمة، لترَوْا رأيكم، وتنظروا في الكتاب الذي يطبع من بعض الأشخاص بما داخله من تحريف في تفسير كتاب الله في نص آية - أكرر- في نص آية أو حديث أو أثر أو كلام عالم.
¥