ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[10 - 03 - 08, 11:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة المجمع
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والصلاة والسلام الأتمَّان الأكملان الدائمان على خيرة الصفوة من خلقه، محمد، المبعوث من قبل رب العالمين بالحنيفية السمحاء، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، ومن تبع هداه واقتفى أثره إلى يوم الدين، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم، وبعد:
يسعد مجمع الفقه الإسلامي بجدة أن يقدم العدد التاسع من مجلته السنوية، الذي جاء زاخرا بحلول لعدد من القضايا التي لم يسبق حلها بقرارات جماعية، مثل السلم وتطبيقاته المعاصرة، والتي تعطي توسعة للعمل في المصارف الإسلامية، ومرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) في تفاصيله وقضاياه الدقيقة، والتي تهم، بالدرجة الأولى، رجال الطب والقضاء في العالم الإسلامي.
هذا ومن المعلوم أن مجمع الفقه الإسلامي بجدة ما انفك ساعيا إلى تحقيق مجموعة من الأهداف السامية منها:
أداء واجب الاجتهاد الجماعي، والنظر في قضايا الأمة الإسلامية المعاصرة بما يحقق مصالح المسلمين وآمالهم وحل مشاكلهم.
شرح مبادئ هذا الدين الحنيف، ودحض الشبهات عنه، والتصدي للافتراءات التي يريد بها أعداء الإسلام فتنة المسلمين عن دينهم، وزعزعة عقيدتهم، وبلبلة أفكارهم، وتمزيق وحدتهم.
واستطاع المجمع أن يواصل مسيرته الخيرة المباركة، بفضل من الله تبارك وتعالى، ثم بجهود نخبة طيبة من علماء الأمة الإسلامية وخبرائها المتخصصين في مختلف المجالات الفقهية والاقتصادية والمالية والاجتماعية والطبية وغيرها.
وقد انعقدت الدورة التاسعة، لمجلس المجمع بمدينة أبو ظبي في الفترة ما بين 1 - 6 ذي القعدة 1415هـ (1 - 6 إبريل/ نيسان 1995م) برحاب المجمع الثقافي، وتميزت بمشاركة عدد غفير من أصحاب الفضيلة العلماء وجمع كبير من الباحثين والمفكرين المقتدرين والخبراء المتخصصين، بجانب أعضاء المجمع المنتدبين وكبار الشخصيات الإسلامية الذين تشرف بعضهم بإلقاء كلمات في حفل الافتتاح.
وحظيت هذه الدورة بإشراف صاحب السمو الشيخ آل زايد بن سلطان آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة عليها، أجزل الله مثوبته، وبارك في عمره، فقد تكرم، حفظه الله، بإنابة سمو الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التعليم العالي، لتمثيله في افتتاح هذه الدورة وإلقاء خطابه السامي، الذي نوه فيه بدور المجمع الرائد وبرسالته النبيلة، مُرَحِّبًا بالمشاركين في هذه الدورة من علماء المسلمين، الذين اجتمعوا على الهدى والخير، للتدوال في القضايا والمسائل المستجدة التي تمس الجوانب الدينية والاجتماعية والاقتصادية والمالية في حياة المسلمين، على نحو ينبع من مبادئ الشريعة الإسلامية الغراء، ويؤكد في الوقت ذاته على دعم النواحي الروحية والاجتماعية في الإنسان، بما يحقق له السعادة في الدنيا والآخرة.
وقد اعتبر المؤتمر خطاب صاحب السمو رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حفظه الله، وثيقة رسمية لأعمال الدورة.
هذا، وقد بلغت جلسات العرض والمناقشة، بالإضافة إلى جلستي الافتتاح والختام (12) اثنتي عشرة جلسة، وجاوز مجموع الأبحاث التي شملها العرض (70) سبعين بحثا، إضافة إلى توصيات الندوة الفقهية الطبية للمنظمة الإسلامية للعلوم الطبية بالكويت، والوثيقة التي ضمت إليها.
وتناولت هذه الأبحاث والدراسات معالجة القضايا والموضوعات التالية:
1 - تجارة الذهب والحلول الشرعية لاجتماع الصرف والحوالة.
2 - السَّلَم وتطبيقاته المعاصرة.
3 - الودائع المصرفية (حسابات المصارف).
4 - الاستثمار في الأسهم والوحدات الاستثمارية.
5 - المناقصات.
6 - قضايا العملة.
7 - مبدأ التحكيم في الفقه الإسلامي.
8 - سد الذرائع.
9 - مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز).
وبعد المناقشات والمداولات بين أصحاب الفضيلة الأعضاء والخبراء والباحثين، توصل مجلس المجمع - بحمد الله وتوفيقه - إلى اتخاذ قرارات وتوصيات بالإجماع بشأن المسائل المطروحة.
¥