تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[بذل الإحسان في محاولة تدبر القرآن]

ـ[أبو محمد الأنصاري]ــــــــ[28 - 12 - 07, 10:53 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

فهذا جهد قصدت به التقرب لوجه الله تعالى، ومحاولة تدبر كتابه الكريم، راجياً به جزيل المثوبة في الآخرة، وجميل الأحدوثة بعد الممات، ومغفرة للسيئات، ورفعة في الدرجات، ولولا توفيق الله ومنه، وحوله تعالى وطوله، لما كانت سوداء في بيضاء، فلله الحمد في الأولى والآخرة، لا كائن إلا بمشيئته، ولا فهم إلا برحمته، وأعوذ بالله من كل ما طغى به القلم وجرى مني على الوهم، وأخطأت فيه القول، وأدعوه جل وعلا أن يغفر لي سبحانه ذللي، كما أعوذ بالله أن أستدرج بنحو هذا، فإن الأمر كما قال بن مسعود "فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة".

وقد جريت فيه على نسق وهو أني أذكر أول ما أذكر الحكم الرباني في الأية وهذا الحكم بمثابة القانون يفهم منه ما يجري في هذه الدنيا وتحير العقول به فتجد جواب ذلك في هذا القانون فيكون القول في القرآن بمثابة ذلك الحكم الذي لا يتبدل ولا يتغير، وقد يذكر في صورة القصص فتكون كالأنموذج له وأذكر مثالاً يتضح به ذلك كقول الله تعالى "الرحمن الرحيم" فهذا قانون لا يتبدل ولا يتغير فهو جل وعلا رحمن وسعت رحمته كل شئ من خلقه رحيم بالمؤمنين خاصة فكل ما ترى من نعم من نزول مطر وإنبات شجر وكشف كرب وإزالة غمم فمن آثار رحمته تعالى، ثم إني بعد أعرج على مفهوم الأية باختصار شديد أرجو أن لا يكون مخلاً، ثم ما يستفاد من هذه الأية ولا أعيد ما سبق من الحكم إن كانت الأية من الأيات الحكمية، وإن فتح الله – تعالى - لي من خزائن رحمته وعلمني من العلم والحكمة ما يبين مناسبة هذه الأية لما قبلها [أو مناسبة السورة لما سبقتها] عرجت على ذلك وإلا انتقلت إلى ما بعدها، راجياً الله تعالى أن يجعل ذلك كله خالصاً لوجهه الكريم، نافعاً لي ولجميع المسلمين إنه ولي ذلك والقادر عليه وأن لا يجعل حظنا من ديننا كلامنا إنه حسبنا ونعم الوكيل وهو مولانا فنعم المولى ونعم النصير.

هذا وقد وضعت جهدي هذا أمام اخواننا العلماء في الملتقى وأحبتي طلبة العلم ليتم تصويب خطئي والتفاعل مع هذا الموضوع لتعم الفائدة بإذن الله تعالى

ـ[أبو محمد الأنصاري]ــــــــ[28 - 12 - 07, 11:03 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الأحبة في الله

كان الغرض من هذا الجهد، ان تطوف بذهنك وأنت تقرأ القرآن تلك المعاني العظيمة والأيات الباهرة ليملك قلبك الحب لهذا الكتاب والتنعم به، وكان الغرض من وضعه هنا كما سبق أن نتفاعل معه ليكتب كل منا كل خاطرة له في هذه الأيات سمعها أو قرأها أو وقعت في قلبه فإذا جمع واحد منا هذه المادة رجوت ان ينتفع بها وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه انيب.

والان: سنطوف مع سورة الفاتحة وفي انتظار مشاركاتكم الماتعة:-

سورة الفاتحة مكية- آياتها (7)

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ {1} الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {2} الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ {3}

مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ {4} إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ {5} اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ {6}

صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ {7}

في هذه السورة:

الحكم الأول: الحمد لله، وذلك أن الغاية من خلق الخلق إنما هي شكره سبحانه قال الله تعالى {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56] فكانت الغاية هنا هي العبادة ثم إن الله تعالى يقول {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة:21] فكانت الغاية من العبادة التقوى كما جاء ذلك صريحاً في أية الصيام، ثم كانت الثمرة النهائية من كل ذلك الشكر فقال جل وعلا {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [آل عمران: 123] ولقد جاء ذلك صريحاً في غير ما آية من القرآن الكريم فقال الله تعالى عقب ذكر بعض أحكام الصيام {يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة: من الأية 185] وقال جل ثناؤه عقب رخصة التيمم {مَا يُرِيدُ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير