تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

1 - حديثأبي هريرة - رضي الله عنه - ليس نصاً في هذه المسألة، بل هو في التشديدعلى من تخلف عن الجماعة، أو أن المراد بالتهديد قوم تركوا الصلاة رأساً لامجرد الجماعة، أو أن الحديث ورد في الحث على مخالفة فعل أهل النفاقوالتحذير من التشبه بهم، لا لخصوص ترك الجماعة. أو أن الحديث ورد في حقالمنافقين فليس التهديد لترك الجماعة بخصوصه، ذكره الحافظ، وقال: "والذييظهر لي أن الحديث ورد في المنافقين لقوله صلى الله عليه وسلم: "ليس صلاةأثقل على المنافقين من العشاء والفجر" الحديث [78] ( http://www.iu.edu.sa/Magazine/120/8.htm#_ftn78) ولقوله عليه الصلاة والسلام: "لو يعلم أحدهم أنهيجد …الخ" لأن هذا الوصف لائق بالمنافقين لا بالمؤمن الكامل. [79] ( http://www.iu.edu.sa/Magazine/120/8.htm#_ftn79) وقال الشاطبي [80] ( http://www.iu.edu.sa/Magazine/120/8.htm#_ftn80) : الحديث مختص بأهل النفاق بدليل قول ابن مسعود: "ولقد رأيتنا وما يتخلفعنها إلا منافق معلوم النفاق". [81] ( http://www.iu.edu.sa/Magazine/120/8.htm#_ftn81)

2- وأماحديث أبي بكرة فلا دليل لكم فيه فإنه يدل بعمومه على استحباب إعادةالجماعة - لا على منعها - بغض النظر عن أن تكون الإعادة في المسجد أو فيالبيت، فالإعادة حصلتْ، وهذا هو الشاهد، ثم إن هذا الحديث لا يُعلم حاله، كيف هو قابل للاحتجاج أم لا؟ وقول الهيثمي: رجاله ثقات، لا يدل على صحتهإذ لا يلزم من كون رجال الحديث ثقات أن يكون صحيحاً، قال الزيلعي: [82] ( http://www.iu.edu.sa/Magazine/120/8.htm#_ftn82) في الكلام على بعض روايات الجهر بالبسملة: "لا يلزم من ثقة الرجال صحةالحديث حتى ينتفي منه الشذوذ والعلة".

وقال الحافظ في (التلخيص) [83] ( http://www.iu.edu.sa/Magazine/120/8.htm#_ftn83) عند الكلام على بعض روايات حديث بيع العينة: "لا يلزم من كون رجال الحديثثقات، أن يكون صحيحاً".

هذا إذا سُلم أن رجال هذا الحديثثقات على ما قاله الهيثمي. لكن قال صاحب (العرف الشذى) - كما في (تحفة الأحوذي) [84] ( http://www.iu.edu.sa/Magazine/120/8.htm#_ftn84) و (إعلاء السنن) –: "إن في سنده معاوية بن يحي وهو متكلم فيه".

وقد ذكر الذهبي [85] ( http://www.iu.edu.sa/Magazine/120/8.htm#_ftn85) أحاديثه المناكير وذكر فيها حديث أبي بكرة هذا وكذلك فعل ابن عدي. [86] ( http://www.iu.edu.sa/Magazine/120/8.htm#_ftn86)

ثملو سُلّم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلّى بأهله في منزله لا يثبتمنه كراهة تكرار الجماعة في المسجد، بل غاية ما يثبت منه أنه لو جاء رجلفي مسجد قد صُلي فيه فيجوز له أن لا يُصلى فيه جماعة، بل يخرج منه فيميلإلى منزله فيصلي بأهله فيه، و أما أنه لا يجوز له أن يُصلي في ذلك المسجدبالجماعة أو يكره له ذلك فلا دلالة للحديث عليه ألبتة، كما لا يدل الحديثعلى كراهة أن يصلي فيه منفرداً.

ثملو ثبت من هذا الحديث كراهة تكرار الجماعة لأجل أنه صلى الله عليه وسلم لميُصل في المسجد لثبت منه كراهة الصلاة فرادى أيضاً في مسجد قد صُلي فيهلأنه صلى الله عليه وسلم لم يُصل في المسجد لا منفرداً ولا جماعة، والحاصل: أن الاستدلال بحديث أبي بكرة المذكور على كراهة تكرار الجماعة فيالمسجد، واستحباب الصلاة فرادى ليس بصحيح. ذكره المباركفوري وقال: "ولمأجد حديثاً مرفوعاً صحيحاً يدل على هذا المطلوب". [87] ( http://www.iu.edu.sa/Magazine/120/8.htm#_ftn87)

3- وأما أثر الحسن "كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إذا دخلوا المسجد - وقدصُلي فيه - صلوا فرادى" فقد أجاب عنه صاحب (تحفة الأحوذي) [88] ( http://www.iu.edu.sa/Magazine/120/8.htm#_ftn88) بأن صلاتهم فرادى إنما كانت لخوف السلطان محتجاً بما رواه ابن أبي شيبة [89] ( http://www.iu.edu.sa/Magazine/120/8.htm#_ftn89) حدثنا هشيم، أخبرنا منصور عن الحسن قال: "إنما كانوا يكرهون أن يجمعوامخافة السلطان".

الترجيح:

وبهذا يظهر أن أدلة الفريقالثاني القائلين باستحباب تكرار الجماعة أصح وأصرح في الدلالة - كما لا يخفى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير