تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وإذا أردت زياة إيضاح هذا فتأمل ما اشتملت عليه سورة ص من الخصومات المتعددة فأولها خصومة الكفار مع النبي أجعل الآلهة لها واحد إلى أخر كلامهم ثم اختصام الخصمين عند داود ثم تخاصم أهل النار ثم اختصم الملأ الأعلى في العلم وهو الدرجات والكفارات ثم مخاصمة إبليس واعتراضه على ربه في أمره بالسجود لآدم ثم خصامة ثانيا في شأن بنيه حلفه ليغوينهم أجمعين إلا أهل الإخلاص منهم فليتأمل اللبيب الفطن هل يليق بهذه السورة غير ص وسورة ق غير حرفها وهذه قطرة من بحر من بعض أسرار هذه الحروف والله أعلم.

الحكم الخامس: الكتاب لا ريب فيه، وذلك أنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، تكفل الله بحفظه ولم يدع مهمة ذلك لأحد من خلقه، ذلك أنه الكتاب الخاتم، وأنه مهيمن على ما سبقه من الكتب، لذا تجد أنه كلما انتهت- أو كادت- طريقة من طرق حفظه تنتهي هيئ الله تعالى طرقاً أخرى قد لا تكون بأيدي المسلمين، وذلك أنه سبحانه غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون، فما كادت حرب اليمامة تنتهي حتى قيد الله للقرآن أبو بكر وعمر وزيد بن ثابت، ثم كان عثمان، وعلي، وأبو الأسود الدؤلي، ثم معمر بن راشد، وغيرهم كثير ثم أنت ترى الآن ملايين النسخ من المصاحف تطبع، وملايين الأقراص المدمجة، فضلاً عن الآلاف من البشر الذين يحفظونه عن ظهر قلب، ولو افترى إنسان في آخر العالم حرفاً زاده أو نقصه أو بدله لرد عليه الأطفال فضلاً عن العلماء، فهذا الدستور العظيم والكتاب الكريم محفوظ لا يتبدل ولا يتغير، ولا يعتريه الشك والريب فيا من سألت الهداية في السورة الماضية وألححت فيها هلم إلى بغيتك فإن في هذا الكتاب:

الحكم السادس: هدى للمتقين، فهذا كتاب هداية لكن لا ينتفع بهذه الهداية إلا الذين آتوا بأسباب التقوى، وقد تكررت لفظة التقوى بمشتقاتها المختلفة تسعاً وعشرين في هذه السورة فقط فقد جاءت لفظة التقوى مرتين (197، 237)، ولفظة اتقون مرتين (41، 197) واتقى (189،203)، واتق بالجزم مرة (206)، وتتقون أربعة (21،63،179،183)، ومتقين خمسة (2،66،180،194،241) واتقوا بالأمر ثلاث عشرة مرة (24، 48، 103، 123، 189، 194، 196، 203، 212، 223، 278، 281، 282) لذا فعليك أيها الطالب للهدى أن تبذل له أسباب التقوى وقد جاء الكتاب مفصلاً لذلك فمن ذلك:

الذين يؤمنون بالغيب: أي يصدقون تصديق اليقين بما غاب عنهم من الأمور، ولما كان التصديق عمل القلب أتي بما يدل عليه من الجوارح لئلا يتخلف العمل عن الإيمان، فاعلم أن أي خلل في العمل بالزيادة أو النقصان مرده على القلب في أمر الإيمان لذا كان أمر الله الأول بالرجوع إلى الإيمان في كل نازلة وذلك حتى يستقيم بعد العمل

ـ[أبو محمد الأنصاري]ــــــــ[04 - 01 - 08, 04:37 م]ـ

اهدنا الصراط المستقيم: فأسألك سيدي أن تهديني وتريني الطريق المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولما كان هذا الطريق مُدعى من قبل كل سالك حدده فقال:

صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين=========================================== ==============

مَطْلَبٌ: الْهِدَايَةُ أَرْبَعَةُ أَنْوَاعٍ.

قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ فِي كِتَابِهِ بَدَائِعُ الْفَوَائِدِ: الْهِدَايَةُ أَرْبَعَةُ أَنْوَاعٍ: أَحَدُهَا: الْهِدَايَةُ الْعَامَّةُ الْمُشْتَرَكَةُ بَيْنَ الْخَلْقِ الْمَذْكُورَةُ فِي قَوْله تَعَالَى {الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} أَيْ أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ صُورَتَهُ الَّتِي لَا يَشْتَبِهُ فِيهَا بِغَيْرِهِ، وَأَعْطَى كُلَّ عُضْوٍ شَكْلَهُ وَهَيْئَتَهُ، وَأَعْطَى كُلَّ مَوْجُودٌ خَلْقَهُ الْمُخْتَصَّ بِهِ ثُمَّ هُدَاهُ لِمَا خَلَقَهُ مِنْ الْأَعْمَالِ.

قَالَ وَهَذِهِ الْهِدَايَةُ تَعُمُّ الْحَيَوَانَ الْمُتَحَرِّكَ بِإِرَادَتِهِ إلَى جَلْبِ مَا يَنْفَعُهُ وَدَفْعِ مَا يَضُرُّهُ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير