[رسالة المعلمي ((في توسعة المسعى بين الصفا والمروة .... ))]
ـ[ابو عبدالعزيز 1]ــــــــ[28 - 03 - 08, 01:40 م]ـ
الى الأخوة الأفاضل .... سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
وبعد:
فقد وصلتني رسالة الشيخ المحدث عبدالرحمن المعلمي من أحد الأخوة الذين اشتغلوا في اثبات نصها، فمن باب الفائدة رأيت إدراجها في هذا المنتدى المبارك كي يعم نفعها 0
ـ[عبدالعزيز الأمير]ــــــــ[28 - 03 - 08, 07:19 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الرسالة
ـ[ابو عبدالعزيز 1]ــــــــ[28 - 03 - 08, 07:28 م]ـ
رسالة في توسعة المسعى
بين الصفا والمروة
تأليف
المحدث الشيخ عبدالرحمن بن يحيى المعلمي
رحمه الله
ت 1386هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تبارك وتعالى {إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما} البقرة 158 0
الصفا والمروة معروفان، نصت الآية على أنهما شعيرتان من شعائر الله، والعبادة المتعلقة بهما هي التطوف بهما، وبينته السنة بما هو معروف 0
قام النبي صلى الله عليه سلم أول مرة على موضع مخصوص من الصفا لا تعرف عينه الآن، ثم سعى إلى المروة فقام على موضع مخصوص منها كذلك، ثم عاد في الشوط الثاني إلى الصفا [ثم] المروة، وهكذا سبعا .....
قد يكون قام ثانيا وثالثا ورابعا على الموضع الأول من كل منهما، أو على ما يقرب منه 0
ثم أقيم بعد ذلك حاجز حصر الموضع الذي يقام عليه من كل منهما في مقدار معين، وكان ذلك المقدار يتسع للناس فيما مضى، وأصبح الآن يضيق بهم، فهل يمتنع توسيعه وقوفا على عمل من مضى، وإن ضاق وضاق؟ أم ينبغي توسيعه لأن نص الكتاب ورد على الصفا والمروة، وهما أوسع من ذاك المقدار 0
وحصر من مضى لذاك المقدار قد يكون لمزاحمة الأبنية، و كفاية ذاك المقدار للناس إذ ذاك.، فلم تدع الحاجة حينئذ لتوسعته بهدم الدور؟ 0
وهكذا يأتي في المسعى - أى الطريق الذي يقع فيه السعي – فإنه واقع بين الأبنية من الجانبين، يتسع تارة ويضيق أخرى، وذاك يدل على انه لم يحدد 0
ولم يجئ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولا عن أحد من أصحابه، ومن بعدهم ; بيان لتحديد عرض المسعى إلا ما ذكره الأزرقي في زمانه أنه ذرع ما بين العلمين الأخضرين اللذين يليان المروة فوجد ذلك خمسة وثلاثين ذراعا ونصف ذراع 0
وهذا المقدار لا يستمر في بقية المسعى، ويظهر كما سيأتي عن الأزرقي ان موضع هذه الأعلام ليس من المسعى الأصلي، وإنما هو مما حوله المهدي العباسي إليه 0
وعدم مجيئ شئ عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في تحديد عرض المسعى يشعر بأن تحديده غير مقصود شرعا، وإلا لكان لتعرضه لمزاحمة الأبنية أولى بالتحديد من عرفات ومزدلفة ومنى، وقد ورد في تحديدها ما ورد 0
فهل يبقى المسعى كما هو، وقد ضاق بالساعين وأضر بهم، أم ينبغي توسعته، لأن المقصود هو السعي بين الصفا والمروة، وهو حاصل في المقدار الذي يوسع به هذا الشارع كما هو حاصل في هذا الشارع نفسه؟
والله تبارك وتعالى عالم الغيب والشهادة لا يكلف خلقه بعبادة إلا ويسرها لهم، أو يرخص لمن شق عليه شئ منها أن يدع ما شق عليه، وقد أصبح المسعى يضيق بالمسلمين في أيام الموسم، ويشق عليهم، ولا سيما على النساء والضعفاء والمرضى، بل يلقى فيه الأقوياء شدة 0
وسيزداد الحجاج – إن شاء الله – كثرة سنة بعد سنة 0
[ذكر] في النهاية لمحمد الرملي الشافعي ج2 ص416 ((لم أر في كلامهم ضبط عرض المسعى، وسكوتهم عنه لعدم الإحتياج اليه، فإن الواجب استيعاب المسافة التي بين الصفا والمروة كل مرة، ولو التوى في سعيه عن محل السعي يسيرا لم يضر، كما نص عليه الشافعي))
وقال النووي في شرح المهذب ج8 ص76 ((قال الشافعي والأصحاب: لا يجوز السعي في غير موضع السعي، فلو مر وراء موضع السعي في زقاق العطاريين أو غيره لم يصح سعيه، لأن السعي مختص بمكان، فلا يجوز فعله في غيره كالطواف ...
قال الشافعي في القديم: فإن التوى شيئا يسيرا أجزأه، وإن عدل حتى يفارق الوادي المؤدي إلى زقاق العطارين لم يجز 0
وكذا قال الدارمي إن التوى في السعي يسيرا أجزاه، وإن دخل المسجد أو زقاق العطارين فلا والله اعلم)) 0
قوله ((لا يجوز السعي في غير موضع السعي))
¥