تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثالثا: الأصول قاصرة عن كثير من المعاني والعلل الجزئية، ولما لم تكن الحجة في الأصول وإنما في معانيها كان التمسك بتلك المعاني جائزا.

الرد والترجيح:

وأما الرد على أصحاب الفريق الأول فيمكن إيجازه فيما يلي:

أولا: أما الاعتراض الأول فقد ظهر الجواب عليه فيما ذكر الآن من حجج.

ثانيا: وأما دعوى خروج الأمر إلى الفوضى وعدم الضبط وانحلال أمر الشرع فغير لازم لأننا نعتبر وجود معنى لا يدفعه أصل من أصول الشرع من كتاب أو سنة أو إجماع.

ثالثا: وأما أن معاذا لم يذكر إلا الكتاب والسنة والقياس فمردود من حجة لفظه الذي تروونه، حيث ذكر الإجتهاد لا القياس، والإجتهاد باب واسع تدخل فيه جميع هذه المعاني التي ذكرناها.

فيترجح بهذا القول صحة الاستدلال وحجتيه، وذلك في الجملة، وإلا فإن الأصوليين ينازع بعضهم بعضا في أنواعه المختلفة، وهذه الدراسة لم تعقد لبيان ذلك، وهذا ما جعلنا نضرب عنها صفحا في هذه المقدّمات.

يتبع ......

http://www.merathdz.com/play.php?catsmktba=1618


[1] / الاستدلال عند الأصوليين، علي بن عبد العزيز ص37.

[2] / الباقلاني: هو محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر القاسم البصري البغدادي المعروف بالباقلاني، ولد سنة 338هـ، كان متكلما على مذهب الأشعري واختلف في مذهبه في الفروع، فقيل كان مالكا وقيل شافعيا، من شيوخه: أبو بكر القطيعي والحسن النيسابوري، نشأ بالبصرة وسكن بغداد، له شرح الإبانة والتقريب والإرشاد، والتبصرة، ودقائق الحقائق، توفي سنة 403هـ.

[3] / البرهان (ج2ص161) والقواطع (ج4ص492).

[4] / نفس المرجع.

[5] / البرهان للجويني (ج2ص161).

[6] / قواطع الأدلة للسمعاني ج4ص492).

[7] / القواطع نفس المصدر بتصرف، وقد نقل نصا نفيسا لأبي بكر الباقلاني في موضوع الاستدلال هذا.

[8] / إشارة إلى حديث معاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن وفيه قوله t " أجتهد رأيي ولا آلو" والحديث ضعيف من حيث الصناعة الحديثية وإن كان معناه صحيحا، وقد تلقته الأمة بالقبول، ولصاحب أضواء البيان تحقيق نفيس في المسألة ذكره في تفسير سورة بني إسرئيل.

[9] / جملة هذه الأدلة مأخوذة من "القواطع" بتصرف (ج4 ص493 وما بعدها).

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير