تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثم لما رأيت أن الباب قد حصل فيه تجاوزا من باب السهو من بعض إخواني أحببت أن أنبه على خطورة المسألة وهي تجاوز حدّ لايجوز لنا أن نتجاوزه

فقال البعض:

المسألة بسيطة لا تحتاج إلى ثلاثين سنة

عفا الله عنا وعنك

وآخراً ألا يكفي أحبائي الكرام ماذكرته لكم من الرجوع إلى كلام الإمام أبي عمرو الداني في رسالته (الأحرف السبعة وكلام فضيلة الشيخ المحقق / عبد الفتاح القاضي - رحمهما الله - واقتصرت في القول حفاظا على الوقت وقيمته، وأنا مشغول بإنهاء رسالة الدكتوراة في أمريكا إن شاء الله تعالى، وإدارة مركز إسلامي هناك أيضا، وهناك من المراجع ما أنتم أعلم به مني قد أفاضت وأضاءت لطالب العلم السبيل في مسائل ساخت فيها سيقان فرسان فطاحل أهل العلم

وها أنا أذكر كلام الإمام الحافظ أبي الخير محمد بن الجزري (رحمه الله تعالى) في مقدمة كتابه: النشر في القراءات العشر، فقال في مقدمة كتابه:

وقد روينا في المعجم الكبير للطبراني بسند صحيح عن إبراهيم النخعي قال قال عبد الله بن مسعود (ليس الخطأ أن يقرأ بعضه في بعض ولكن أن يلحقوا به ماليس منه) وقال رسول صلى الله عليه وآله وسلم (إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه) متفق عليه وهذا لفظ البخاري عن عمر، وفي لفظ البخاري أيضاً عن عمر سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأنيها رسول صلى الله عليه وآله وسلم الحديث، وفي لفظ مسلم عن أبي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (كان عند أضاة بني غفار فأتاه جبريل فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرف فقال أسأل الله معافاته ومعونته وإن أمتي لا تطيق ذلك ثم أتاه الثانية على حرفين فقال له مثل ذلك ثم أتاه الثالثة بثلاثة فقال له مثل ذلك ثم أتاه الرابعة فقال إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على سبعة أحرف فأيما حرف قرءوا عليه فقد أصابوا) ورواه أبو داود والترمذي وأحمد وهذا لفظه مختصرا، وفي لفظ للترمذي أيضاً عن أبي قال لقي رسول صلى الله عليه وآله وسلم جبريل عند أحجار المرا قال: فقال رسول صلى الله عليه وآله وسلم لجبريل (إني بعثت إلى أمة أميين فيهم الشيخ الفاني والعجوز الكبيرة والغلام، قال فمرهم فليقرءوا القرآن على سبعة أحرف) قال الترمذي حسن صحيح، وفي لفظ (فمن قرأ بحرف منها فهو كما قرأ)، وفي لفظ حذيفة (فقلت ياجبريل إني أرسلت إلى أمة أمية الرجل والمرأة والغلام والجارية والشيخ الفاني الذي لم يقرأ كتابا قط قال إن القرآن أنزل على سبعة أحرف) وفي لفظ لأبي هريرة (أنزل القرآن على سبعة أحرف عليما حكيما غفورا رحيما وفي رواية لأبي (دخلت المسجد أصلي فدخل رجل فافتتح النحل فخالفني في القراءة فلما انفتل قلت من أقرأك قال رسول صلى الله عليه وآله وسلم ثم جاء رجل يصلي فقرأ وافتتح النحل فخالفني وخالف صاحبي فلما انفتل قلت من أقرأك قال رسول صلى الله عليه وآله وسلم قال فدخل قلبي من الشك والتكذيب أشد مما كان في الجاهلية فأخذت بأيديهما إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقلت استقرئ هذين فاستقرأ أحدهما قال أحسنت فدخل قلبي من الشك والتكذيب أشد مما كان في الجاهلية ثم استقرأ الآخر فقال أحسنت فدخل صدري من الشك والتكذيب أشد مما كان في الجاهلية فضرب رسول صلى الله عليه وآله وسلم صدري فقال: أعيذك بالله يا أبي من الشك ثم قال جبريل عليه السلام أتاني فقال إن ربك عز وجل يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد فقلت اللهم خفف عن أمتي فقال إن ربك عز وجل يأمرك أن تقرأ القرآن على حرفين فقلت اللهم خفف عن أمتي ثم عاد فقال إن ربك عز وجل يأمرك أن تقرأ القرآن على سبعة أحرف وأعطاك بكل ردة مسألة) الحديث رواه الحارث بن أبي أسامة في مسنده بهذا اللفظ، وفي لفظ لابن مسعود (فمن قرأ على حرف منها فلا يتحول إلى غيره رغبة عنه) وفي لفظ لأبي بكرة (كل شاف كاف مالم تختم آية عذاب برحمة وآية رحمة بعذاب) وهو كقولك هلم وتعال وأقبل وأسرع واذهب واعجل، وفي لفظ لعمرو بن العاص (فأي ذلك قرأتم فقد أصبتم ولا تماروا فيه فإن المراء فيه كفر) (وقد نصَ) الإمام الكبير أبو عبيد القاسم بن سلامة رحمه الله على أن هذا الحديث تواتر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (قلت) وقد تتبعت طرق هذا الحديث في جزء مفرد جمعته في ذلك فرويناه من حديث عمر بن الخطاب، وهشام بن حكيم بن حزام، وعبد الرحمن بن عوف، وأبي بن كعب، و عبد الله بن مسعود، ومعاذ بن جبل، وأبي هريرة، و عبد الله بن عباس، وأبي سعيد الخدري، وحذيفة بن اليمان، وأبي بكرة، وعمرو بن العاص، وزيد بن أرقم، وأنس بن مالك، وسمرة بن جندب، وعمر بن أبي سلمة، وأبي جهيم، وأبي طلحة الأنصاري، وأم أيوب الأنصارية رضي الله عنهم، وروى الحافظ أبو يعلى الموصلي في مسنده الكبير أن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال يوما وهو على المنبر أذكر أن رجلا سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال (إن القرآن أنزل على سبعة أحرف كلها شاف كاف) لما قام، فقام حتى لم يحصوا فشهدوا أن رسول صلى الله عليه وآله وسلم قال (أنزل القرآن على سبعة أحرف كلها شاف كاف) فقال عثمان رضي الله عنه وأنا أشهد معهم وقد تكلم الناس على هذا الحديث بأنواع الكلام وصنف الإمام الحافظ أبو شامة رحمه الله فيه كتابا حافلا وتكلم بعده قوم وجنح آخرون إلى شئ آخر والذي ظهر ليْ أن الكلام عليه ينحصر في عشرة أوجه:

الأول) في سبب وروده

الثاني) في معنى الأحرف

الثالث) في المقصود بها هنا

الرابع) ما وجه كونها سبعة

الخامس) على أي شئ يتوجه اختلاف هذه السبعة

السادس) على كم معنى تشتمل هذه السبعة

السابع) هل هذه السبعة متفرقة في القرآن

الثامن) هل المصاحف العثمانية مشتملة عليها

التاسع) هل القراءات التي بين أيدي الناس اليوم هي السبعة أم بعضها

العاشر) ما حقيقة هذا الإختلاف وفائدته

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير