تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

3 أن الحاجة إلى العمل ومنها الفنادق، وأن الناس في ضرورة، فيفتى لهم بحل العمل في الفنادق يجب أن يكون منضبطاً بضوابط الضرورة الشرعية وليس الضرورة المتوهمة ولا الضرورة الكاذبة، وألا ينساق الفقهاء وراء كل من يدعي الضرورة، وأن يتأكد من حالته، وأن تتحقق الضرورة بشروطها، وكذلك الحاجة التي تنزّل منزلة الضرورة.

4 السعي للتغيير وتشجيع كل أصحاب الفنادق الملتزمة والإشادة بأعمالهم ومنهجهم والتعريف بهم في كل بلد، من باب تحقق أدب الإفتاء في الإرشاد إلى البديل المباح حين نفتي بالحرمة، وكذلك دعوة الفنادق التي يرتكب فيها الحرام أن تغيره مع تقديم النصح والنموذج الأمثل حتى يطمئنوا على كسبهم.


أما بالنسبة للشق الثاني من سؤالك وهو كيفية التكفير عن هذا الكسب الخبيث بما أن ميلي

الشخصي هو التحريم في حالتك هذه. فإنه من اكتسب مالاً بطريق محرم،كحالتك
أو كأجرة الغناء والرشوة والكهانة وشهادة الزور، والأجرة على كتابة الربا، ونحو ذلك من الأعمال المحرمة، ثم تاب إلى الله تعالى وندم على ما فعل، فإن كان قد أنفق المال، فلا شيء عليه، وإن كان المال في يده، فيلزمه التخلص منه بإنفاقه في وجه الخير، وإذا كان محتاجا فإنه يأخذ منه قدر الحاجة، ويتخلص من الباقي.
قال ابن القيم رحمه الله: " إذا عاوض غيره معاوضة محرمة وقبض العوض، كالزانية والمغني وبائع الخمر وشاهد الزور ونحوهم ثم تاب والعوض بيده. فقالت طائفة: يرده إلى مالكه؛ إذ هو عين ماله ولم يقبضه بإذن الشارع ولا حصل لربه في مقابلته نفع مباح.
وقالت طائفة: بل توبته بالتصدق به ولا يدفعه إلى من أخذه منه، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وهو أصوب القولين ... ". انتهى من "مدارج السالكين" (1/ 389).
وقد بسط ابن القيم الكلام على هذه المسألة في "زاد المعاد" (5/ 778) وقرر أن طريق التخلص من هذا المال وتمام التوبة إنما يكون: " بالتصدق به، فإن كان محتاجا إليه فله أن يأخذ قدر حاجته، ويتصدق بالباقي " انتهى.
وقال شيخ الإسلام: " فإن تابت هذه البغي وهذا الخَمَّار، وكانوا فقراء جاز أن يصرف إليهم من هذا المال قدر حاجتهم، فإن كان يقدر يتجر أو يعمل صنعة كالنسج والغزل، أعطي ما يكون له رأس مال " انتهى من "مجموع الفتاوى" (29/ 308).

ويستفاد من الكلام السابق لشيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم أن التائب إن كان محتاجا فإنه يأخذ من المال قدر حاجته، وله أن يستثمر شيئا منه يجعله رأس مال في تجارة أو صناعة.

والله أعلم

ـ[أبو علي المصراوي]ــــــــ[23 - 04 - 08, 01:38 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك وزادك علما و عملا وتوفيقا

ـ[ابو كريم]ــــــــ[24 - 04 - 08, 07:52 ص]ـ
اخى محمد ابو عمر

نقل موفق ومنصف على طريقة العدول من المحققين بارك الله فيك

ـ[محمد أبو عُمر]ــــــــ[24 - 04 - 08, 05:47 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم

أخي أبو علي

آمين ... وجعل لك الله من دعائك لي نصيب

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير