تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أقول للأخ الكريم إن قيام شهر رمضان هو نفل مطلق لم يأت به حد بعدد معين , ولكن أصحاب المذاهب الأربعة اختاروا عشرين ركعة لفعل الصحابة رضوان الله عليهم وإليك ماجاء في هذا الكتاب في الفقه الحنبلي عسى الله أن يشرح صدرك وأن ينور قلبك ويذهب غمك ففي المسألة سعة عن كل خلاف أو تجاذب

الكتاب: حاشية الروض المربع شرح زاد المستقنع

المؤلف: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي الحنبلي النجدي (المتوفى: 1392هـ)

الطبعة: الأولى - 1397 هـ

حاشية الروض المربع - (ج 2 / ص 200)

سميت بذلك لأنهم يصلون أربع ركعات، ويتروحون ساعة أي يستريحون (عشرون ركعة) لما روى أبو بكر عبد العزيز في الشافي، عن ابن عباس "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي في شهر رمضان عشرين ركعة" ورواه ابن أبي شيبة، وفيه جده إبراهيم بن عثمان متفق على ضعفه

قال بعض أهل اللغة: التراويح جمع ترويحة، وهي في الأصل اسم للجلسة مطلقًا، ثم سميت بها الجلسة التي بعد أربع ركعات في ليالي رمضان، لاستراحة الناس بها، أو لأنهم كانوا يستريحون بين كل تسليمتين، ... فيكون فعلها راحة، وصلاة التراويح مشتقة من ذلك، وهي قيام شهر رمضان، ... ويستريح بين كل أربع اتفاقًا، ويدعو فعله السلف ولا بأس بتركه.

وروى البيهقي في المعرفة عن السائب بن يزيد، قال: كنا نقوم في زمن عمر بعشرين ركعة والوتر، قال النووي: إسناده صحيح، وروى مالك وغيره: كان الناس يقومون في زمن عمر في رمضان بثلاث وعشرين ركعة، فكونها عشرين سنة الخلفاء الراشدين، .... ولا خلاف أنه ليس في ذلك حد لا يزاد عليه ولا ينقص منه، وإنما الخلاف في فعل النبي صلى الله عليه وسلم وما اختاره لنفسه صلى الله عليه وسلم اهـ.

وتواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان لا يزيد في رمضان ولا في

غيره على إحدى عشرة ركعة، وفي رواية ثلاثة عشرة ركعة، ولما ثقل بتسع وسبع، وإنما اختار الإمام أحمد وجمهور العلماء عشرين ركعة، لأن صلاة الليل من الطاعات التي كلما زاد فيها زاد الأجر بلا نزاع.

وقال شيخ الإسلام: له أن يصلي عشرين: كما هو المشهور في مذهب أحمد والشافعي، وله أن يصليها ستًّا وثلاثين، كما هو مذهب مالك، وله أن يصلي إحدى عشرة وثلاث عشرة، وكله حسن فيكون تكثير الركعات أو تقليلها بحسب طول القيام أو قصره، وقال: الأفضل يختلف باختلاف المصلين، فإن كان فيهم احتمال لطول القيام بعشر ركعات وثلاث بعدها، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي لنفسه في رمضان وغيره فهو الأفضل، وإن كانوا لا يحتملونه فالقيام بعشرين هو الأفضل، وهو الذي يعمل به أكثر المسلمين، فإنه وسط بين العشر والأربعين، وإن قام بأربعين وغيرها جاز، ولا يكره شيء من ذلك، ومن ظن أن قيام رمضان فيه عدد مؤقت لا يزاد فيه ولا ينقص فقد أخطأ، وقد ينشط العبد فيكون الأفضل في حقه تطويل العبادة وقد لا ينشط فيكون في حقه تخفيفها.

والله يهدي إلى سواء السبيل

ـ[أبو أحمد بن خليل سلامة]ــــــــ[08 - 05 - 08, 01:16 ص]ـ

أخي الفضلي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

مع احترامي وتقديري لك فالأمر ليس بهذه البساطة، وأرجوا أن تتريث قليلا فالعلم متين، وأرجو أن تتأمل هذه القضية بكل قلب مفتوح قبل أن تعمد للرد، فبالله عليك لو كان الأمر بهذا الوضوح (أي أن السنة أن تصلى التراويح ثمان ركعات) لوجدت أرباب المذاهب كلهم على هذا، أو بأقل تقدير لوجدته المشهور من مذهب الأمام أحمد، ورواية عن الإمام مالك، أو العكس أما (أن تجد الأمة أو جمهورها قد تتابعوا قرنا بعد قرن على خلاف ذلك، فكأنهم تتابعوا على خطأ) فهذا لا يصح شرعا ولا عقلا،،،، ولا يخفاك أخي العزيز أن فعل النبي صلى الله عليه وسلم له عدة دلالات، فهل فهم سلف الأئمة، (وإئمتها، وعلماؤها - جيلا بعد جيل وقرنا بعد قرن - فهما خاطئا، أو مجانبا للسنة، واهتدى له الشيخ الألباني، أو أفراد من أهل الحديث في القارة الهندية في القرون المتأخرة؟!) - الكلام بين الأقواس مقتبس -

وكما ذكرت من قبل، فأظن أن المسألة قتلت بحثا، ولذا أحببت أن أكون دقيقا في السؤال؛ هل صرح أحد من أهل العلم السابقين المعتبرين بأن "السنة في صلاة التراويح ثمان ركعات"، لاحظ أن كلام شيخ الإسلام ابن تيمية الذي نقله الأخ نزيه، أنه إن صلى مثل صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من كل وجه - أي من حيث العدد والطول - فهو الأفضل، إذا فمجرد العدد بذاته ليس بسنة، ولكن السنة المشابهة من كل الوجوه أو أغلبها، فتأمل، ولازلت أبحث عن جواب من إخواني الأفاضل

والله أعلم ..

ـ[عبدالعزيز فؤاد]ــــــــ[08 - 05 - 08, 01:46 ص]ـ

بل قد ذكر الإمام ابن عبد البر رحمه الله إجماع العلماء على أنه لاحد لها فقال (وقد أجمع العلماء على أن لاحدّ ولاشيء مقدراً في صلاة الليل وأنها نافلة فمن شاء أطال فيها القيام وقلت ركعاته ومن شاء أكثر الركوع والسجود) (1)

ــــــــــــــــــــــ

([1]) الاستذكار [5/ 244].

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير