تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال الحسين بن الحسن المروزي سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: ((كنت عند أبي عوانة فحدث بحديث عن الأعمش، فقلت: ليس هذا من حديثك. قال: بلى. قلت: لا. قال: بلى. قلت: لا. قال: يا سلامة هات الدرج، فأخرجت فنظر فيه فإذا ليس الحديث فيه. فقال: صدقت يا أبا سعيد، فمن أين أتيت؟ قلت: ذوكرت به وأنت شاب، فظننت أنك سمعته)).

الرابع: أن الحافظ إذا روى عن قة لا يكاد يترك اسمه، بل يسميه، فإذا ترك اسم الراوي دل إبهامه على أنه غير مرضي، وقد كان يفعل ذلك الثوري وغيره كثيراً، يكنون عن الضعيف ولا يسمونه، بل يقولون: عن رجل)). وهذا معن قول القطان: ((لو كان فيه إسناد لصاح به)). يعني لو كان أخذه عن ثقة لسماه وأعلن باسمه.

وخرج البيهقي من طريق أبي قدامة السرخسي، قال سمعت يحيى ابن سعيد يقول: ((مرسل الزهري شر من مرسل غيره، لأنه حافظ، وكلما يقدر أن يسمي سمى، وإنما يترك من لا يستجيز أن يسميه)).

وقال يحيى بن معين: ((مراسيل الزهري ليست بشء)).

وقال الشافعي: ((إرسال الزهري عندنا ليس بش، وذلك أنا نجده يروي عن سليمان بن أرقم)).

وقد روي أيضاً تضعيف مراسيل الزهري عن يحيى بن سعيد، وأن أحمد بن صالح المصري أنكر عليه ذلك، لكن من وجه لا يثبت.

وأما مراسيل الحسن البصري رضي الله عنه:

ففي كلام الترمذي ما يقتضي تضعيفها مع مراسيل الشعبي، فإنه ذكر أن الحسن ضعف معبداً ثم روى عنه، وأن الشعبي كذب جابراً الجعفي ثم روى عنه. فتضعف مراسيلهما حينئذ.

وما ذكره عن يحيى القطان أن مراسيل الحسن وجد لها أصلاً إلا حديثاً أو حديثين يدل على أن مراسيله جيده.

وقال ابن عدي سمعت الحسن بن عثمان يقول: سمعت أبا زرعة الرازي يقول: ((كل شئ قال الحسن: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وجدت له أصلاً ثابتاً،ما خلا أربعة أحاديث)).

وخرج عبد الغني بن سعيد من طريق نصر بن مرزوق وسلمة ابن مكتل، قالا: سمعنا الخصيب بن ناصح يقول: ((كان الحسن إذا حدثه رجل واحد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بحديث ذكره، فإذا حدثه أربعة بحديث عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ألقاهم، وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم)).

سلمة بن مكتل مصري ذكره ابن يونس.

والخصيب بن ناصح مصري أيضاً متأخر، لم يدرك الحسن، إنما يروي عن خالد بن خداش ونحوه، ويروي عنه [أيضاً] عبد الرحمن ابن عبد الله بن عبد الحكم.

وقال محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدمي سمعت علي بن المديني يقول: ((مرسلات الحسن البصري التي رواها عنه الثقات صحاح، ما أقل ما يسقط منها)).

وقال ابن عبد البر: روى عباد بن منصور سمعت الحسن قال: ((ما حدثني به رجلان قلت: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم)).

وروى محمد بن موسى الحرشي عن ثمامة بن عبيدة ثنا عطية بن محارب عن يونس قال: سألت الحسن، قلت: ((يا أبا سعيد إنك تقول قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولم تدركه؟)). قال: ((كل شئ سمعتني أقوله: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فهو عن علي بن أبي طالب، غير أني في زمان لا أستطيع أن أذكر علياً)). وكان في عمل الحجاج.

وهذا إسناد ضعيف، ولم يثبت للحسن سماع من علي.

وذكر البخاري في تاريخه قال: قال الهيثم بن عبيد الصيد حدثني أبي قال قال رجل للحسن: ((إنك لتحدثنا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فلو كنت تسند لنا!)). قال: ((والله ما كذبناك ولا كذبنا، لقد غزوت إلى خراسان غزوة معنا فيها ثلاثمائة من أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم)).

وهذا يدل على أن مراسيل الحسن أو أكثرها عن الصحابة. وضعّف آخرون مراسيل الحسن.

روى حماد عن ابن عون عن ابن سيرين قال: ((كان ههنا ثلاثة يصدقون كل من حدثهم: وذكر الحسن، وأبا العالية، ورجلاً آخر)).

وروى جرير عن رجل عن عاصم الأحول عن ابن سيرين قال: ((لا تحدثني عن الحسن، ولا عن أبي العالية، فإنهما لا يباليان عمن أخذا الحديث)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير