تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

معلوما أنهم لم يلزموا استيعاب جميعها دون أن يقتصروا منها على حرف واحد بل قيل لهم أي ذلك قرأتم أصبتم فدل على صحة ما قلنا

اختلاف المعاني تبعا لاختلاف الألفاظ في الأحرف السبعة

وأما على كم معنى يشتمل اختلاف هذه السبعة أحرف فإنه يشتمل على ثلاثة معان يحيط بها كلها أحدها اختلاف اللفظ والمعنى الواحد والثاني اختلاف اللفظ والمعنى جميعا مع جواز أن يجتمعا في شيء واحد لعدم تضاد اجتماعهما فيه والثالث اختلاف اللفظ والمعنى مع امتناع جواز أن يجتمعا في شيء واحد لاستحالة اجتماعهما فيه ونحن نبين ذلك إن شاء الله فأما اختلاف اللفظ والمعنى واحد فنحو قوله السراط بالسين و الصراط بالصاد و الزراط بالزاي و عليهم و إليهم و لديهم بضم الهاء مع إسكان الميم وبكسر الهاء مع ضم الميم وإسكانها و فيه هدى و عليه كنز و منه ءايت و عنه ماله بصلة الهاء وبغير صلتها و يؤده إليك و نؤته منها و فألقه إليهم بإسكان الهاء وبكسرها مع صلتها واختلاسها و أكلها و في الأكل بإسكان الكاف وبضمها و إلى ميسرة بضم السين وبفتحها و يعرشون بكسر الراء وبضمها وكذلك ما أشبهه ونحو ذلك البيان والإدغام والمد والقصر والفتح والإمالة وتحقيق الهمز وتخفيفه وشبهه مما يطلق عليه أنه لغات فقط وأما اختلاف اللفظ والمعنى جميعا مع جواز اجتماع القراءتين في شيء واحد من أجل عدم تضاد اجتماعهما فيه فنحو قوله تعالى ملك يوم الدين بألف و ملك بغير ألف لأن المراد بهاتين القراءتين جميعا هو الله سبحانه وتعالى وذلك أنه تعالى مالك يوم الدين وملكه فقد اجتمع له الوصفان جميعا فأخبر تعالى بذلك في القراءتين وكذا بما كانوا يكذبون بتخفيف الذال وبتشديدها لأن المراد بهاتين القراءتين جميعا هم المنافقون وذلك أنهم كانوا يكذبون في إخبارهم ويكذبون النبي فيما جاء به من عند الله تعالى فالأمران جميعا مجتمعان لهم فأخبر الله تعالى بذلك عنهم وأعلمنا أنه معذبهم بهما وكذا قوله تعالى كيف ننشرها بالراء و بالزاي لأن المراد بهاتين القراءتين جميعا هي العظام وذلك أن الله تعالى أنشرها أي أحياها وأنشزها أي رفع بعضها إلى بعض حتى التأمت فأخبر سبحانه أنه جمع لها هذين الأمرين من إحيائها بعد الممات ورفع بعضها إلى بعض لتلتئم فضمن تعالى المعنيين في القراءتين تنبيها على عظيم قدرته وكذا قوله واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى بكسر الخاء على الأمر وبفتحها على الخبر لأن المراد بالقراءتين جميعا هم المسلمون وذلك أن الله تعالى أمرهم باتخاذهم مقام إبراهيم مصلى فلما امتثلوا ذلك وفعلوه أخبر به عنهم فجاءت القراءة بالأمرين جميعا للدلالة على اجتماعهما لهم فهما صحيحان غير متضادين ولا متنافيين وكذا قوله وما هو على الغيب بظنين بالظاء و بضنين بالضاد لأن المراد بهاتين القراءتين جميعا هو النبي وذلك أنه كان غير ظنين على الغيب أي غير متهم فيما أخبر به عن الله تعالى وغير ضنين به أي غير بخيل بتعليم ما علمه الله وأنزله إليه فقد انتفى عنه الأمران جميعا فأخبر الله تعالى عنه بهما في القراءتين وكذا ما أشبهه وأما اختلاف اللفظ والمعنى جميعا مع امتناع جواز اجتماعهما في شيء واحد لاستحالة اجتماعهما فيه فكقراءة من قرأ وظنوا أنهم قد كذبوا بالتشديد لأن المعنى وتيقن الرسل أن قومهم قد كذبوهم وقراءة من قرأ قد كذبوا بالتخفيف لأن المعنى وتوهم المرسل إليهم أن الرسل قد كذبوهم فيما أخبروهم به من أنهم إن لم يؤمنوا بهم نزل العذاب بهم فالظن في القراءة الأولى يقين والضمير الأول للرسل والثاني للمرسل إليهم والظن في القراءة الثانية شك والضمير الأول للمرسل إليهم والثاني للرسل وكذا قراءة من قرأ لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السموت والأرض بصائر بضم التاء وذلك أنه أسند هذا العلم إلى موسى عليه السلام حديثا منه لفرعون حيث قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون فقال له موسى عليه السلام عند ذلك لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السموت والأرض بصائر فأخبر عليه السلام عن نفسه بالعلم بذلك أي ليس بمجنون وقراءة من قرأ لقد علمت بفتح التاء وذلك أنه أسند هذا العلم إلى فرعون مخاطبة من موسى له بذلك على وجه التقريع والتوبيخ له على شدة معاندته للحق وجحوده له بعد علمه ولذلك أخبر تبارك وتعالى عنه وعن قومه فقال فلما جاءتهم ءايتنا مبصرة قالوا هذا سحر مبين

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير